215. محمد الصالح بن عبد الرحمن الإدريسي الجلالي السوقي :
هو الشيخ محمد الصالح بن عبد الرحمن بن محمد المختار المعروف بحمليل ابن أحمد بن همهم ينتهي نسبه إلى الشريف إبراهيم الدغوغي(1) .
قال الشيخ العتيق : كان من العلماء العاملين ومن الأولياء الكاملين ، وكان الصلاح وسمه كما كان الصالح اسمه ، وكان ممن يقوم بمهمات جماعته ومن القائمين بوظائف المسجد يلازم قراءة صحيح البخاري في المسجد في شهري رجب وشعبان وقراءة الشفاء في رمضان ، وكان من المدّاحين للنبي صلى الله عليه وسلم حسن الصوت فيما بلغني ، وأما حسن الخلق فكان فيه آية يحكى أنه كان له خادم سيئ الخلق فإذا أساء إليه حتى أغضبه كظم غيظه ثم قال له أن ما منّ الله به علي من الصلاح لا أستبدله بما أبتلي به غيري من ضده ولا يزيد على ذلك ولا ينتقم منه وكان حسن العشرة مع أهله وجيرانه وكل من يعرفه أما العلم فكان من المعتنين به بعد الكبر بكتابة الكتب وبأمر أهله بالتعلم ولم أقف على كيفية أخذه للعلم ولا علىتسمية أشياخه وتلاميذه لأن إهمال مثل ذلك هو الغالب في أهل بلده لا يعتنون بتدوين أخبار علمائهم ، وغاية ما أعرف من حال تعلمه أنه تربى بين علماء أهل بيته وعلماء حي أخواله من أهل تِكِرَتِنْ فكان مترددا بين خاليه عَمْنَا والميمون ابني أحمد وأمثالهما من حيهما ، وبني عم أبيه عُمار ومـمّا ومهدي وحَدي وأخذ عنهم ، وكان ممن عاصر سميه المفسر محمد الصالح بن محمد ميدِ وحضر مجلسه في التفسير وكان من معاصريه ومجالسيه الذين يتذاكر معهم في الفنون محمد بن حدي وليس له رحلة إلى الخارج لمجرد طلب العلم ورحل مرة إلى إنْشكّغَنْ برسم التجارة ولقي بعض العلماء هناك وأتى في تلك الرحلة بكاغد جيد كتب فيه الجزء الرابع من صحيح البخاري بيده وكان له قبل ذلك ثلاثة أجزاء منه بخط جده وقد كفاه أسلافه كثيرا من مئونة الكتابة فقد ورث أبوه وجده وعمه من الكتب في سائر الفنون ما يستغرق عمر من يشتغل بقراءته ويشغله عن الكتابة والتدوين . أدرك أواخر القرن الثالث عشر الهجري ومات في حدود العشرين من الرابع عشر (2) .