عضو مؤسس
بيانات اضافيه [
+
]
|
رقم العضوية : 28
|
تاريخ التسجيل : Feb 2009
|
أخر زيارة : 04-17-2017 (08:14 AM)
|
المشاركات :
932 [
+
] |
التقييم : 12
|
|
لوني المفضل : Cadetblue
|
|
رد: منهج تعليم اللغة العربية في المدارس الصحراوية مدارس السوقيين نموذجا
المطلب الثاني: المستويات الدراسية وأوقات الدراسة في المدارس السوقية: أ- المستويات الدراسية في المدارس السوقية
تنقسم المستويات الدراسية في المدارس السوقية إلى ثلاثة مستويات:
ــ المستوى الأول: مستوى تعلم مبادئ القراءة والكتابة, مع حفظ القرآن الكريم, وتعلم مبادي العقيدة ومبادئ الفقه, ومبادئ اللغة, وتستغرق تلك المرحلة ما بين ثمان سنوات إلى إحدى عشرة سنة من عمر الصبي.
ــ المستوى الثاني: أو المرحلة الثانية مرحلة التفرغ لدراسة علم النحو لأن علم النحو هو الركيزة الأساسية التي تنبني عليها العملية التعليمية في المدارس السوقية, ومدة هذه المرحلة ما بين إحدى عشرة سنة إلى عشرين سنة.
المستوى الثالث: مرحلة التبحر في جميع العلوم الإسلامية واللغوية, والأدبية, والاجتماعية,إذ إن هذه المدارس لم تعرف ما يسمى بالتخصص, وإنما يؤخذ فيها من كل علم بطرف, وبل يتبحر فيها في كل علم.[36]
وها نحن ذا سنحاول في الأسطر التالية أن نتناول هذه المستويات بشيء من التفصيل:
أولا: المستوى الأول أو المرحلة الأولى:
تبدأ هذه المرحلة إذا بلغ الصبي خمس سنوات وخمسة أشهر أخذوه إلى المعلم ليتعلم مبادئ القراءة والكتابة, والأسلوب المتبع في ذلك هو الآتي:
ــ تعلم الحروف الهجائية من الألف إلى الياء.
ــ إعادة هذه الحروف بطريقة مشكلة بالحركات: أَ إِ أُ أْ بَ بِ بُ.........
إلى أن يكمل الحروف بهذه الطريقة { الطريقة الحزئية والتركيبية }
ــ بعد كل درس يختبره المعلم بكتابة بعض الحروف على الأرض ليتأكد من مدى فهمه للدرس.
وإذا أتقن حروف الهجاء، أخذ في إقرائه القرآن, يكتب له الفاتحة, ثم المعوذتين, ثم الإخلاص, ثم قصار السور ثم طوال السور, إلى أن يتمرن على قراءة كل ما يكتب له ثم ما بقي من القرآن, يكتب الشيخ للتلميذ أسطرا وسطورا بالتدريج إلى ثُمن الحزب, أو ربعه, أو أكثر, فيكرره التلميذ حتى يحفظه, ويقرأه عن ظهر قلب في الغالب وإذا فرغ الصبي من قراءة القرآن أنتقل إلى رسالة أبي زيد القيرواني, فيكتب له الشيخ ما يقدر على حفظه وحفظ ترجمته باللغة الطارقية فمنهم من يختمها, ومنهم من لا يختمها, ثم ينتقل إلى المرحلة الثانية.[37]
ثانيا/ المرحلة الثانية: مرحلة التفرغ لدراسة علم النحو:
تبدأ هذه المرحلة بالشروع في دراسة علم النحو, وهو المقصود الأكبر عند السوقيين حتى صار عند بعضهم معيارا على العلوم, من أحسنه جعله وسيلة إلى غيره من العلوم حتى يتقنها, ومن لم يحسنه ترك التعلم لاستحيائه من اللحن في الكلام،واللحن عندهم من أقبح القبائح، ويدرس التلميذ في هذه المرحلة الكتب النحوية, بداية بمقدمة الأجرومية, وملحة الإعراب, وقطر الندى لابن هشام, ثم يقرأ ألفية ابن مالك بشرح ابن عقيل, ولامية الأفعال لابن مالك أيضا وهذا هو القدر الذي لا يكتفون بدونه, وهو المرتبة التي من قصر عنها لا يتكلم في الجماعة, ولا يؤخذ عنه العلم إلا تحفيظ القرآن, وأما العلوم الشرعية فلا يتكلم فيها سواء كان له حظ منها أم لا, ثم منهم من يزيد على ذلك بدارسة كافية ابن مالك, ومنهم من يزيد بقراءة الفريدة للسيوطي, ومنهم يزيد بدراسة مفصلة لأحكام الجمل, فمن حصل على هذا القدر نجح في علم النحو, واستقل عن المشايخ والمدرسين, وصار من الأساتذة فيه, وهذه المرتبة الوسطى التي من نالها انتصب للتدريس, مع اعترافه بقصوره عن مقام أهل المرتبة الثالثة.[38]
ثالثا: المستوى الثالث: مرحلة التبحر في جميع العلوم:
تبدأ هذه المرحلة بعد الارتواء من معين علم النحو, والارتقاء إلى مرتبة أهل السبق في معرفة قواعد اللغة, فبعد الوصول إلى الغاية, ودراسة كتب النحو المذكورة, ينتقل الطالب إلى دراسة العلوم الأخرى, ويتوسع في المطولات والحواشي ويشغل كثيرا من أوقاته بالعكوف على مطالعة الفن, ثم ينتقل بعد سنين إلى فن آخر, مع عدم نسيانه لما حفظ من الكتب ومعاودته لمطالعة ما لم يحفظ من المطولات حتى يبلغ فيه مرتبة المؤلفين, ويدرس فيه, ويديم المذاكرة والبحث فيه مع قراءة غيره من الفنون, وأهل هذا المقام هم الذين تلقى إليهم الفنون بالأزمة فيحصلونها في أسرع مدة, ثم يتوسعون فيها إلى أن يصيروا مشاركين في سائر الفنون, وتنتهي إليهم الرئاسة العلمية بعد الكهولة, وهذه أعلى مراتب, ففي هذه المرحلة يأخذ الطالب من كل فن بطرف بل ويتبحر فيه والغالب في هذه المرحلة أن يعتمد الطالب على نفسه, وقد يأخذ بالإجازة على بعض المشايخ قراءة أو سماعا.[39]
|