عرض مشاركة واحدة
قديم 09-04-2012, 08:29 PM   #5
مراقب عام القسم التاريخي


الصورة الرمزية السوقي الأسدي
السوقي الأسدي غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 45
 تاريخ التسجيل :  Feb 2009
 أخر زيارة : 07-18-2016 (12:24 PM)
 المشاركات : 1,152 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي رد: إيناس القادم بلطائف من سيرة الإدريسي محمد أبي عاصم



أبو عاصم ـ رحمه الله تعالى ـ في سطور التاريخ المجيدة:
زبرها بعض مواقفه التاريخية الجليلة النبيلة الحميدة
إن مما يمدح به الرجل الدفاع عما يتعلق بعرضه، وما في معناه مما جاء الشرع بعظم جانبه...
وحام عن عرضك واستبقه***كما يحامي الليث عن لُبدتيه
فكان صاحب السيرة رجلا طيب النفس، لين الجانب، جميل العشرة إلا أنه لا يقر المنكر عن نفسه، ولا عمن يمت به من صلة قرابة، بل وأفقية...
فكان من ذلك موقفه العزيز تجاه كتاب الدكتور عبد الله الأنصاري ـ الانتصري ـ الذي تناول فيه آل السوق بسوء من القول ظلما وزورا...
فكان أبو عاصم ـ رحمه الله تعالى ـ ممن له موقف جليل الإنكار، شديد الاستنكار، فكان ذلك الموقف العزيز سببا لمحاولة بعض جماعة ذلك الدكتور النيل منه، ومن غيره بسوء من القول، بل بلغ بعضهم حد الفحش في القول المنكر، مما تناوله شذاذ كل اتنصر في قوافلهم الضعيفة الحديث، من هجاء باطل...
فلولا أنه منشور في مواقعهم بعبارات سيئة، سمحوا لأنفسهم بنشر تلك المقالات المنكرة المتعلقة بأسماء منها اسم صاحب هذه السيرة ـ رحمه الله تعالى ـ ولولا ذلك الصنيع المنكر لما تعرضت لذكرهذا لقبحه، فتعرضي له هنا من باب التنبيه على نكت حسان حول: حقائق الهجاء والمذمة غير المعتبرين نقلا وعقلا:
علما أنه قديما قيل: ما زالت الأشراف تهجى وتمدح.
كما نقله محمد حسين السيد، في حق العلامة المفسر البقاعي الشافعي، في مقدمة تحقيقه لكتاب: ملح اللسان، للبقاعي الشافعي نفسه ـ رحمه الله ـ ص 18 دار الفضيلة.
قلت: ولو كان ذلك الهجاء والمذمة وقعا تحت حادثة اجتماعية منكرة ذات بال، لعقلها العاقلون، وإنما وقعت تحت حقيقة قول من قال:
والناس كلهم يغدو بحاجـــتــه***من بين ذي فرح منها ومهموم
ومالك ظل مشغولا بنسبتــــه***يروم منها بناء غير مــــــروم
يبني بيوتا خرابا لا أنيس بها***ما بين طوق إلى عمر بن كلثوم
كما قاله دعبل في معرض الطعن في مالك بن طوق...
لذا فما قيل من سوء القول في حق أبي عاصم مما سبقت الإشارة إلى ذكر سببه، فإنه يقال فيه ما قاله ضياء الدين ابن الأثير الجزري، المتوفى 637هـ ـ رحمه الله تعالى ـ في قوله: وليس الهجاء دليلا على إساءة المهجو، ولا صدق الشاعر فيما رماه به، فما كل مذموم بذميم، ولا كل ملوم بمليم، وقد يهجى بهتا وظلما...
وليس في ذلك كله عار يلحق الأعقاب.
كتاب: مؤنس الوحدة، ص21-22.
تحقيق الدكتور يحيى الجبوري.
دار مجدلاوي للنشر والتوزيع.
وقال ابن الأثير: ومن هذا الفن أن شاعرا في زماننا هذا هجا بعض الأعيان بأبيات مطبوعة، تداولها الناس، فحبس وعزر، وأراد الوزير أبو علي بن صدقة أن يستكفّه عن الزيادة، فقال له: ما أردت من هجاء هذا الرجل، هل اجتديته فمنعك، أو مدحته فحرمك، أو كانت لك حكومة فمال فيها عليك، قال: كل ذلك لم يكن.
المصدر نفسه ص25-26.
ومما يزيد ذلك وضوحا اعترافات بعض من وقع منه الهجاء ظلما وبهتانا، من ذلك لما قتل جعفر بن يحيى ـ البرمكي ـ بكاه أبو نواس، وجزع عليه، وقال: اليوم ذهبت المروءة والأدب، فقيل له: أتقول هذا وكنت تهجوه وتقطّعه من قبل؟
فقال: ذاك لركوب الهوى، أيكون أكرم من جعفر.
قلت: بل من الناس من ابتلي بحب الهجاء ابتلاء بلغ الغاية المنكرة، من ذلك: ما روي أن الحطيئة هم بهجاء، فلم يدر من يستحقه، فجعل يجول، ويقول:
أبت شفتاي اليوم إلا تكلما***بسوء فما أدري لمن أنا قائله
ثم اطلع في ركي ـ بئر ـ فرأى وجهه فقال:
أرى لي وجها شوه الله خلقه***فقبح من وجه وقُبِّح حامله
بل وهجا أباه وأمه، فقال:
ولقد رأيتك في النساء فسُؤتني***وأبا بنيك فساءني في المجلس
المصدر نفسه ص24-25.
هذا ومما يذكر من الترفع عما لا يليق بالكريم النبيه النبيل، فتراه دائما متعلقا بذيول مكارم الأخلاق، ومحاسن الشيم، فيجل نفسه من أن تقع في مستنقع العبث بأعراض الناس هجاء وذما، من ذلك قول صخر بن عمر بن الشريد السلمي...:
تقول ألا تهــــجو فوارس هــــــــاشم***وما لي إذ أهجوهم ثم مـا ليا
أبى الشتم أني قد أصابوا كريمتي***وأن ليس إهداء الخنا من شِماليا
المصدر نفسه ص26
فتخلصا من هذه النكت الدقيقة إلى أن صاحب هذه السيرة أبي عاصم هو ممن يقال في حقهم :ما زالت الأشراف تهجى وتمدح.


 
 توقيع : السوقي الأسدي

رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْأِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلّاً لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ
(الحشر:10)
.................................................. .........................
اللَّهُمَّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي ظُلْمًا كَثِيرًا وَلا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ أَنْتَ ، فَاغْفِرْ لِي مَغْفِرَةً مِنْ عِنْدَكِ وَارْحَمْنِي ، إِنَّكَ أَنْتَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ

التعديل الأخير تم بواسطة السوقي الأسدي ; 09-05-2012 الساعة 09:45 AM

رد مع اقتباس