منتديات مدينة السوق

منتديات مدينة السوق (http://alsoque.com/vb/index.php)
-   المنتدى الأدبي (http://alsoque.com/vb/forumdisplay.php?f=10)
-   -   قراءة قصيدة الإدريسي في الملتقى (http://alsoque.com/vb/showthread.php?t=1562)

محمد أغ محمد 02-05-2011 06:02 PM

قراءة قصيدة الإدريسي في الملتقى
 
قال الشاعر محمد الفاروق الإدريسي بمناسبة الملتقى السوقي الأول لقبائل كل أسوك في (تين أهما) قصيدة بعنوان: وميض من تين أهماهي:

1 قم وانفض اليأس واعكس موجة الألم ** ولتستعِدْ ذكريـــاتِ البـــــــــان والعلــم
2 فوق الزوابـع رفرف غير مكتــــــــــــرث ** وحطِّـم القيـــد واطـــلع قــنــــة الحــلم
3 واقذف بظلمته الليلَ البهــــيمَ وشــــــم ** وميض برق يضــيء ظلـــمة الدُّهـــــم
4 قم وابتسم لضيـاء الفجر مبتــــهــــــــجا ** وحيِّ في تـــين أهــمّ قــــــــمة القِمم
5 واعزف على وتر الترحيب فــــــــي أدب ** لا تزعج الحــفلَ بالــــترجيع والنــــــغم
6 فالقوم رمز وقـــــــــار لا يحــــــــركـــــهم ** إلا مــــــغازلة الــقرطــــاس للقــــــلـم
7 إنا لمن نـــــــفر أفنـــــــــــى أوائلَــــــــهم ** حبُّ التمســـك بالأخـــــلاق والشـيم
8 فليشهدِ الكـــــــونُ أن الحـــــــق منــهجنا ** وليعـــترف أنــنا من أعــــــظم الأمــم
9 ولتحترم قســــــوةُ الصحراء همـــــــــــــتَنا ** لتعتذر من تعــــــاليــــــها على الهمم
10 ب(تاد مكـــــــــة) من إعجـازنا ســــــــــور** يستلهم العزَّ منــــــها كـلُّ ذي شـمم
1 عشنا بها زمنا فـــــــــي ظل مــملــــــــــكة **تَنْمـــــاكُ أورثها بنــيه في القـــــــدم
12 راجت هنالك سوق الـــعلم وانبــــــــــعثت **أشـعة النور في الصحراء كـــالديــم
13 وحول مكة من إنجــــازنا صـــــــــــــــــــــور **تحـكي انطلاقتَنا من ساحة الحــرم
14 في حقبة كان فيها الغــــرب مرتكــــــــسا **في حمأة الجهل في منأى عن القيم
15 والشرق ملتحـــــــفا فـــي بُردعـــــــــزلته ُ **يبـــــــــدي تقاعسه من شدة الهــرم

القراءة
تنقسم قصائد الملتقى في نظري إلى قسمين: قسم لا يرتقي إلى (منزلة الشعر)، فهو (عمل أدبي فحسب) وبالتالي فلا يصلح للقراءة، ولا يحقق وجوده الحقيقي، وقصيدتي نموذج لهذا القسم للأسف، وقسم ارتقى إلى (درجة الشعر)، وبالتالي احتوى هذا القسم على (شعر جيد، ورديئ، ومتوسط).، وارتقى من كونه عملا أدبيا، إلى كونه (نصا) يدرس، والنص درجة أعلى من (العمل)، كما أثتبه المعلم رولان بارت في مقالته الشهيرة: {من العمل إلى النص}.
والعمل الذي بين أيدينا من هذا القسم، إنه بكل إنصاف ـ نص يستحق القراءة، ولذا أراه يجذبني نحوه، كي أتفاعل معه، واتماهى في عالمه الخاص.
وليست هذه القراءة قراءة منضبطة شاملة، بل هي مجرد (تفاعل مع النص) ليس إلا.
****
سادت السوقيين حقبة قاتمة من النوم العميق، وجو يستدعي الدموع الغزيرة، ويعمق الجرح في قلوب الحالمين جميعا فضلا عن الشعراء، ويشجع الكسل فيه على (اليأس) حتى استحال الأمر إلى درجة من (الهوان)، تذكرنا بقول المتنبي:
من يهن يسهل الهوان عليه *** ما لجرح بميت إيلام
فمات (الإحساس) منهم، وفقدوا الشعور ب(بالألم)، في ظرف يقطعون فيه بمقاريض الزمن القاسي.
في هذا الوقت الذي ساد فيه المناخ المذكور انتفض الشاعر الذي أيقظته نداءات إخوانه الذين استفاقوا من سبات عميق، وتنادوا لعقد اجتماع في قرية (تناهما) لحل بعض (الأزمات)، التي ترزح في خضمها أمة الشاعر محمد الإدريسي السوقية، فكان ولا بد من صوت الشاعر المنتفض الصاحي الواعي ويقول:
{قم وانفض اليأس واعكس موجة الألم}إلخ.
وما أجمل توالي هذه الأوامر الثلاثة المتعالية، {قم/ انفض/ اعكس}، يخاطب الشاعر أمته بما تحويه من رموز وشخصيات، ومسئولين بأسلوب الأمر، من شدة شعوره ب(الألم)، وكلها لها دلالاتها السيمائية المشحونة بمقولات ـ التحرر، والانتفاضة، والشعور بالألم ـ وقد استهلها بكلمة (قم)، والقيام عكس (القعود)، وقبيلته تعاني من أزمة القعود أكثر من أي شيء آخر، فمن واجب كل داعية تقدمي واع، أن يتمرد عن القعود قبل كل شيء، ويشدد على عكسه: القيام/ النهوض/ الحركة/ الاستفاقة. إن كل هذه المعاني تستدعيها لفظة (قم) في هذا السياق. فما أروعها.!!
لقد كان شاعرنا كأي شاعر تنويري ـ كما قلت ـ (رافضا) لأوضاع مجتمعه المتردية، فهو يدعو إلى نبذ كل ما ترسخ في أذهان قومه، واستولى عليهم، ومن ذلك (اليأس)، فقد بلغ بهم الزمن بلعبته درجة الاستسلام، التي يرفضها الشاعر الحالم، بمستقبل زاهر، ولذا كرر أسلوب ـ الأمر ـ مرة ثانية بدون فاصل، فهو لم يزل في مرتبة الآمر، طالما هو يخاطب (جماعة النوم)، فالنداء الواحد لا يجدي، والشاعر يعرف جيدا هذا {المنوم}، الذي تناولوه بيد الدهر الغليظة، فهم لم يتجرعوه فحسب، بل لبسوه، وغشيهم، ولا يدعو إلى سوى نزعه، ألا وهو (اليأس)، فالدنيا في فلسفة الشاعر كلها مسرح للبشرية، فلا تيأسوا من روح الله إنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون. وهكذا يخلق الشاعر (تناصا) رائعا مع المرجعية الدينية القرآن، وهو مما يصبغ على خطابه لبوسا جليلا، يستلين قلوب المخاطبين المؤمنين.
لكن هل هذا ينفي الوضع المرير، ويحسنه،؟؟ كلا، فالشاعر على وعي كبير بوضع أمته البائس، وقد اختزله بانزياح لغوي جميل (موجة الألم)، الألم الذي تعيشه القبيلة بحر متلاطم الأمواج، لكنه بحر مشوه، هو بحر يغرق ويحرق في آن، وقد استخدم استعارة مكنية، حيث شبه الألم بالبحر فحذفه، وأتى بلازم من لوازمه هو (الموجة)، وهنا يكرر الشاعر أسلوب الأمر مرة ثالثة (واعكس موجة الألم). ليلون أسلوب الناصح المومن ، والصابر، غير اليائس، بأسلوب الرومانسي المتألم، ولكنه رومانسي يعكس أمواج الألم، ويتصارع معها، ويصرعها بقوة (الأمل). نقيض (اليأس).
بهذه الأوامر الثلاثة يؤسس شاعرنا مبادئ دعوته التنويرية، التجديدية، الثائرة عن الوضع الحالي القاتم، ـ {النهوض/ الأمل لا اليأس/ عكس أمواج الألم}.
وما إن نستجيب منتفضين عن القديم المتخلف، حتى يفاجئنا بالشطر الثاني:
{ولتستعد ذكريات البان والعلم}
وهو شطر ينقض جل ما زرعه فينا الشاعر من (العمل/ الأمل/ الرومانسية/ الانتفاضة)، إنه يأمرنا باستعادة شريط الماضي، المرموز له ب(العلم والبان)، إنه ماض مشرق في نظر الشاعر، وقد يكون إهمالنا له سببا مباشرا لتخلفنا، فلتعد إليه أيها السوقي اليائس المتألم.
فعجز البيت يتأوه بأنفاس القديم، ويغشاه غباره، والأول ينعش بحياة الجديد، ويكسوه نضاره، ولذا حاولت إيجاد ـ رابط ـ بين الصدر والعجز فأخفقت للأسف الشديد، إن الشطر الأول منتفض عن الوضع المعيش، والثاني مكرس له، كما أن الأول استطلاع لأفق قادم جميل، والثاني استرجاع لماض قديم، كما أن الصدر رومانسي بامتياز، والعجز كلاسيكي بامتياز، الشطر الأول لأدونيس، والثاني لامرئ القيس. فما أبعد الفجوة بينهما !!
وهذا ما أفقد البيت خاصية (الوحدة العضوية، مع الوحدة الموضوعية)،ويا ليت الشاعر مضى في هذا النفس الحي الثائر، الذي استهل به القصيدة، دون أن يدرج هذا الشطر. وهو أكثر من (تتمة البيت).
يعود الشاعر ـ بعد هذا القطع الزمني الطويل ـ إلى مقامه الريادي، ليتابع أوامره المشددة على دعوته الإصلاحية الصادقة، فالرائد لا يكذب أهله.
{فوق الزوابع رفرف غير مكترث *** وحطم القيد واطلع قنة الحلم}
(أيها السوقي بعد نفضك لليأس، وتسلحك بروح الأمل، تحرر من كل قيد، يمنعك من التقدم، وارتق غير مبال بالعقبات فوق الزوابع والمهالك، ولا تضيق حلمك، بل اطلع قنة الحلم)، هذا هو الخطاب التقدمي الحكيم الذي يطلقه شاعرنا بكل جرأة وشجاعة، وبكل ثقة وثبات، إنه خطاب يلخص كل مثل (التقدم)، الذي يحلم به الشاعر، ويقرأه وراء سطور {الملتقى السوقي الأول)، وهذه المقولات {الارتقاء فوق المهاوي/ عدم المبالاة بالعقبات/ تحطيم القيود/ الطموح والشموخ} هي شروط مثالية حقا، والشاعر المخلص لأمته عليه أن يذكرها بها وهي تبحث في ـ أسباب تأخرها ، و عوامل تقدمها ـ.
فهي في ليل مدلهم من المشاكل والأزمات، لكن الشاعر المفكر يعي كل الأسباب والحلول، ولذا يقول:
{واقذف بظلمته الليل البهيم وشــــم *** وميض برق يضيء ظلمة الدهم}
{قم وابتسم لضياء الفجر مبتهــــــجا*** وحي في تين أهما قمـــــــة القمم}
{واعزف على وتر الترحيب في أدب*** لا تزعج الحفل بالترجيع والنغم}
بهذا التصاعد في نبرة الخطاب، يزدلف الشاعر قليلا قليلا نحو موضوعه (الملتقى)، بالتقنية البلاغية المعروفة (حسن التخلص).
إن الوضع المشار إليه قديما وضع يدعو فعلا إلى اليأس، والألم، والحزن، والتجهم، ولكن الحدث التاريخي الذي تحقق في (تين أهما) بارقة أمل حقيقية، تبعث في النفوس الحياة، وتستوجب على الشاعر ـ رغم فلسفته الشاعرية ـ أن يراها وميضا يضيء هذا الليل الكئيب، الذي أرخى سدوله عليه وعليك أيها السوقي. كما تستوجب (الابتهاج والسرور، والتحية الخالصة)،
فالملتقى السوقي فجر لليل الطويل البهيم، الذي عاشه السوقي، فجر طلع في قرية سوقية تعرف ب{تين أهما}، فالترحيب به واجب عيني على كل سوقي، لكنه ترحيب يلائم (الحفل) المحترم البهيج، فتغن على وتر الترحيب غناء هادئا، غير مزعج..
إن الأوامر المتعالية لم تزل تتوالى على مخاطب شاعرنا، كأنه لا يرضى لغير أسلوب الأمر حضورا بعد، فالأوامر تزين بداية كل واحد من الشطرين تقريبا:
{قم ............................ ولتستعد.............................}
{رفرف....................... وحطـم...............................}
{واقذف........................ .....................................}
{قــــــم .......................... وحـــــي.............................}
{واعزف .......................... لا تزعج.............................}

بعد هذا يستريح الشاعر، ويريحك من أوامره الكثيرة، التي قد تزعجك، إلى أسلوب خفيف، أسلوب الإيجاب والإثبات، ليثبت بايجاز رائع خلال بيتين هوية قومه أصحاب هذا الحفل، وهواياتهم.
{فالقوم رمز وقار لا يحركهم *** إلا مغازلة القرطاس للقلم}
إنا لمن نفر أفنى اوائلهم *** حب التمسك بالأخلاق والشيم}
فهم من الطراز الوقور، بل هم نموذج الوقار، وقار مستمد من هواياتهم التي لا تعدو أمرين: {العلم/ الأخلاق}، ولذا استغنوا بالقلم والقرطاس عن جميع المثيرات والمهيجات، وقد أبادتهم أخلاقهم المليئة بالعفو، والحلم، والدماثة، والإيثار، والإخلاص، والشجاعة.
فالبيت الأخير كله مأخوذ من قول الشاعر:
إنا لمن معشر أفنى أوائلهم *** قيل الكماة ألا أين المحامون
وأجمل تعبير عن هذا المعنى قول المتنبي:
وإني لمن قوم كأن نفوسهم *** بها أنف أن تسكن اللحم والدما
ولا يخفى جمال هذه الاستعارة (مغازلة القرطاس للقلم)، حيث شبه كتابة القلم على القرطاس، وما تحمله من (الصرير، والملاقاة، وشبه النجوى في الأذن) بمغازلة العاشق للمعشوقة. مع أنها تفوق عليها الصورة التي تخيلها الشاعر محمد يوسف السوقي للقلم والقرطاس، رغم أن هذه تذكر بنجوى العاشقين، وهدوءهما، وتلك ترقص في محفل الأباخس، حيث أعطى محمد لكل منهما صفة إنسانية جميلة، (إحورار القراطيس/ رقص الأقلام):
أما واحورار البيض بيض القراطس*** ورقص عوالي الخط بين الأباخس
يعود الشاعر إلى مقامه الاول مقام (الآمر)، لكن في هذه المرة المأمور أشد خطورة، والشاعر المشحون جرأة، وافتخارا بقومه، وتفاؤلا بنتاج هذا الحدث العظيم يصدر أوامره هذه المرة إلى (الكون، والصحراء):
{فليشهد الكون أن الحق منهجنا *** وليعترف أننا من أعظم الأمم}
{ولتحترم قسوة الصحراء همتنا*** ولتعتذر من تعاليها على الهمم}
فها هو من تفاقم الفخر، وتضخم ـ الأنا ـ يجبر (الكون) على تقديم {شهادة الاعتراف} بمكانة قومه العالية بين الأمم، كما تحمل توقيعه على كون الحق منهجهم الوحيد.
وهذه الشهادة العجيبة وحدها لا تقنع الشاعر، بل يصدر أمرين آخرين في نفس الوقت نحو (الصحراء) مجبرا لها على (احترام قسوتها لهمة قومه)، ومن ثم تقديم (الاعتذار من تعاليها عليهم).
والبيتان لا يحملان أية مسحة فنية غير هذا التحدي، وهذا الخطاب الصارخ في وجه الكون والصحراء.
وتأتي بقية القصيدة تبرهن على أحقية (أمة الشاعر) بشهادة الكون، وتقدير الصحراء، حيث يستعرض الشاعر ـ إنجازاتهم ـ في ـ تاد مكة ـ كما لا يفوته التنويه بتاريخ مشرق، كاد أن ينسى، هو كونهم من الحجاز.
{بتاد مكة من إعجـــــــــازنا سور *** يستلهم العز منـــها كل ذي شمم}
{عشنا بها زمنا في ظل ممــــــلكة *** تنماك أورثها بنيه في القــــــدم}
{راجت هنالك سوق العلم وانبعثت *** أشعة النور في الصحراء كالديم}
{وحول مكة من إنجـــــازنا صور *** تحكي انطلاقتنا من ساحة الحرم}
بالتناص مع الحقل القرآني يختصر لنا الشاعر المجد المؤثل الذي شيدوه في مدينة (تادمكة) الشهيرة، باستعارة كلمة (إعجاز) وترشيحها بكلمة (السور)، إن إعجازهم بلغ حد السور التي يزخر بكل معاني العز، وآيات المجد، وهو مجد عاشوا في بلهنيته فترة من الزمن، وهم من رعايا مملكة (تنماك) الذي أورثها بنيه، وهم طبعا من أحفاده.
وفي البيت الثاني يوفق الشاعر إلى (تورية) عفوية جميلة، يصور بها الازدهار العلمي الذي عرفته مدينتهم (تادمكة)، بكلمة (السوق)، مع استعارة السوق للعلم، وبهذا زخرف الشطر بأكثر من شية بلاغية، (راج سوق العلم ....) والمعنى الظاهر جميل، كما أن التلميح إلى اسم المدينة التي ينتسب إليها قومه، والذي آل إليه علم (تادمكة) هو (السوق) له مكانته في الجمال الفني هنا.
إلا أن الشطر الثاني يشوبه شيء من القتامة، والضبابية، وقد اختلطت ألوان التمثيل في يد رسامنا الماهر، وجمع بين (النور، الانبعاث/ الديم/ الصحراء) ومعلوم أن هذه ألوان استحضرها الشاعر لرسم صورة جميلة ، يشع منها شعاع نور العلم، وتبهرك بخضرته التي استخلفتها الديم، وهي صورة تحققت في الصحراء بسبب ازدهار دولة السوقيين {تادمكة}. بيد أن عملية التركيب لم تأت كما يرام، حيث استعصى علي فهم ورود (الديم) بعد (الصحراء). هل المقصود تشبيه الصحراء بالديم، وذلك تشبيه بعيد، أم تشبيه الديم بانبعاث أشعة النور، وهو غامض أيضا. وعلى الأقل: ليس جميلا.
وفي البيت الأخير لخص تاريخ السوقيين القديم، وأكد أصالتهم العربية، بل الحجازية، إنهم من مكة المكرمة، وهناك تركوا صورا باهرة من إنجازهم، ما زالت تروي بطولاتهم، وانطلاقتهم نحو الدعوة إلى إفريقيا، رافعين راية الإسلام.
والأبيات الثلاثة محاولة لاختصار مقتضب لفترتين تاريخيتين مشرقتين عاشتهما قبيلة الشاعر، فترة قضتها في (مكة) المكرمة، وفترة عاشتها في (تادمكة)، ولذا أستغرب لما ذا قدم الشاعر الفترة المتأخرة على المتقدمة، ولم لم يعمل العكس ليخدم على الأقل ـ التسلسل التاريخي لقومه، كما يساعده ذلك أكثر على خلق الجناس الناقص، والترصيع، بين البيتين إذا رتبهما هكذا:
{وحول مكة من إنجازنا صور ** .............}
{بتاد مكة من إعجازنا سـور ** .................}
ولا يخفى ما ينتج هذا الترتيب من تقابل جميل بين : (مكة / تادمكة/ و إنجازنا/ إعجازنا/ وصور/سور). خصوصا إذا استبدل (الواو) ب(الفاء)، وقال: {فحول مكة...}
ليربط بها بين هذا البيت وبين البيت السابق.
{في حقبة كان فيها الغرب مرتكسا *** في حمأة الجهل في منأى عن القيم}
{والشرق ملتحفا في بـــــرد عـزلته *** يبدي تقاعـــــسه من شدة الهـــرم}
لا يملك الشاعر في النهاية، سوى الهجوم المباشر على (العالم)، فهو إما شرق وإما غرب، ولم يسلم منه لا الغرب الذي وسمه بالجهل، وعدم القيم، ولا الشرق الذي كان ملتحفا ببردة العزلة، في هرمه الشديد. ولكن (مدينة السوق) مستنيرة، منفتحة عن العالم، متخلقة، وليست متخلفة، وكأنها عالم خاص. وهذه المبالغة في الثناء على مدينة الشاعر لا تبرر التدخل في الحقائق التاريخية، فمن أثبت أن فترة ازدهار تادمكة هي فترة العصور المظلمة في الغرب، وربما هي الحقبة التي يشير إليها الشاعر،هذا إذا كان يقصد بالمدح هنا مدينة (السوق)، فعصر (تاد مكة) هو عصر انبعاث الغرب، وبدايات التنوير فيه ربما.، وإن كان يقصد الإشارة إلى تلك الفترة التي أمضوها في مكة (وحول مكة من إنجازنا ...) فلا معنى هنا لوصف الشرق بالانعزال والهرم، بل هذه الفترة هي حقبة ازدهار الشرق وانفتاحه على العالم، بل خروج قومه في هذه الحقبة من دلائل انفتاح الشرق، وعدم عزلته، وقوة شبابه.!!
لذلك فالبيتان الأخيران لم يحركا شعرة في رأسي. ولا يحملان سوى هذا الزعم التاريخي، الذي يحتاج إلى تحقيق وبرهنة.
رسالة الشعر:
بعد الوقفات الأولى التي تأتي كمقدمة للموضوع الرئيسي لم يزد الشاعر على مدح قبيلته، وهو الرائد المسئول، وهو المفكر المتوقع منه أن يوجه، أو على الأقل: أن يعمق الحزن منا، لكي نبكي معه الوضع في شعر رومانسي جميل، وهو ما يشير إليه الشطر الأول الذي أعتبره أنا أجمل شيء في القصيدة.
ولذلك تمنيت أن لو أطال الشاعر النفس في ذلك المجال الشعري الأصيل.
لكنه لم يفعل تحت تأثير التقليد ربما، ولكي يخاطب قومه بما تعودوه من الأساليب، فهم لم يتعودوا من الشعراء توجيها، ولا نقدا اجتماعيا، ولا حتى الشعر الصوفي الجميل، الذي لم يبلغ الرومانسيون الغربيون شأوه بعد.
إن الوقفات الأولى/ ـ وهي أهم مقطع عندي ـ تبدو هامشية، وشبه وسيلة استخدمها الشاعر للتوصل إلى (مدح قومه) الموضوع المركزي. وهو ما يعجب القارئ الضمني لدى الشاعر الذي يتمثل في السوقيين، وربما لهذا جاملهم بذكر (البان والعلم). فالقصيدة الخالية من تلك المعاني لا تحركهم. ولذا لم تتضح رسالة الشاعر، التي يريد إيصالها، فبقيت قصيدته كقطرة من سحائب القصائد التي مدح بها السوقيون أنفسه، وهذا من أكبر أزمات الشعراء السوقيين، {عدم وضوح الرؤية الشعرية}. ـ باعتقادي ـ وليس من بينهم من اتخذ لنفسه مذهبا شعريا واحدا يقول فيه، ويكرره، ويقلب الصور فيه.
لمحة أسلوبية
بعد هذه القراءة السريعة فيما وراء السطور من المعاني يجدر بنا الوقوف بسرعة على أساليب ـ النص ـ وأول أسلوب يلفت الأنظار هو (أٍسلوب الأمر) فقد بلغت (أوامر الشاعر) (18) أمرا، وهو عدد يفوق عدد الأبيات في هذا النص فهو متكون من (15) بيتا.
بعضها جاء بصيغة الأمر الحقيقي، وهذا النوع يبلغ: (13)، مثل (قم/ انفض/ اعكس/ حي/ ابتسم..إلخ )، والآخر بصيغة المضارع المقرون بلام الأمر، وعدده (5)، مثل: (ولتستعد/ وليشهد/ ولتحترم ...إلخ)، مما يعني أن لكل بيت أمرا، فهو مما ينقل القصيدة من مقام (الشاعرية التأملية الوجدانية) إلى مقام (الخطابة الجماعية، والحوارية) غير أنها حوارية تمارس سلطة الآمر الناهي، المتسلط، لم لا، والشاعر كما قلت: واقف عند منبره الذي يخاطب عليه أمته الضائعة، النائمة، على كنوز ماضيها المشرق، المتآكل، المحتاج إلى إحياء وتجديد، ولا يرى أسلوبا نافعا سوى (الأمر) ليطغى على حساب بقية الأساليب، التي تأتي حصتها ضئيلة مقارنة معه.
والجمل الفعلية تبلغ (10)، بينما لا تتجاوز الاسمية (4)، وأسلوب النهي يرد مرة واحدة (لا تزعج). وهذه مفارقة كبيرة تلفت أنظار كل قارئ، وبغض النظر عما يقال من أن كثرة مثل هذه الأساليب تنقص الشعرية في النص يمكن أن أقرأها قراءة أخرى، فهذه المفارقة تعني أن { الثابت المترسخ } في أذهاننا يأتي قليل الأهمية في نظر الشاعر، ويجب تجاوزه، وهو الذي يعبر عنه ب(الجمل الاسمية) المفيدة للثبوت والاستقرار، فالشاعر يرمي إلى التجديد، والتغيير، وزعزعة الثوابت السلبية، وذلك لا يعبر عنه أسلوب كما يعبر عنه أسلوب (الجمل الفعلية) الدالة على التجدد والتغير.
وبهذا يمكن أن نتجاوز هذه المسافة الكبيرة بين الجمل الاسمية، وبين الفعلية، فالفعلية عموما (الأمر/ النهي/ الفعل الماضي/ المضارع) تبلغ (29)، وهو عدد هائل بالمقارنة مع الاسمية (4) أو (5). فالشاعر المتمكن يبرز مكانته في قدرة التنقل بين الأساليب، دون أن يطغى أسلوب على آخر، وإن كان ولا بد من التفاوت فليكن الاهتمام بالاستعارات والتشبيهات، والانزياح، والصور العامة، وذلك سر من أسرار جمالية (الالتفات)، فالقارئ يبقى لعبة في يد المبدع.
أما الصور البلاغية فلا تتجاوز تقريبا (11) كلمة من بين كلمات النص التي تتجاوز (60) كلمة، بالإضافة إلى (التصريع) في البيت الأول، و(لزوم ما لا يلزم) بين (الألم/ العلم).
والكلمات البلاغية مثل: (موجة الألم/ قنة الحلم/ وتر الترحيب/ مغازلة القرطاس للقلم/ من إعجازنا سور/ من إنجازنا صور/ سوق العلم/ كالديم/ تحكي/ ملتحفا في برد.. من شدة الهرم) .
ومن المعلوم أن الكلام الشعري لا بد فيه من طغيان الصور البلاغية على العادية. كما لا بد من التنقل بين الأساليب، أما أن يطغى أسلوب واحد كأسلوب الأمر، فلا أحد من النقاد يقبله إلا في (الخطب) التي تلقى على المنابر. فمثلا: لو حول الأسلوب من (الإنشاء) إلى (الخبر)، في مقطع (الكون، والصحراء)، واستطاع أن ينظم المعنى على الصيغة التالية: { إن الكون لشاهد على أن الحق منهجنا، وقد اعترف قدما أننا من أعظم الأمم}
{كما أننا أرغمنا قسوة الصحراء، وأزللناها حتى احترمتنا، وصارت تعتذر من تعاليها على الهمم} لكان أجمل ، ولجعل الكون والصحراء يمتثلان في الواقع ما يطلب منهما، ف(الآمر) يطلب شيئا لم يقع بعد، بينما (المخبر) يتحدث عن أمور وقعت، فأي الأسلوبين أجدى وأجدر في مقام المدح يا ترى؟؟

وعلى كل فإن القصيدة كما رأينا من روائع قصائد الملتقى، إن لم تكن رائعة الملتقى الوحيدة، وصاحبها يطيق إبداعا يفوق هذا الذي شاهدناه، ولو شاء لأصبح فحلا من فحول الشعر الحديث، ولكن يبدو أنه لا يريد لنفسه أصلا (وظيفة الشاعر)، ولذلك لا يعاهد قول الشعر، ليتدرب عليه أكثر. فلا عجب من أن لا تكون لديه (رسالة شعرية واضحة) يسعى لتوصيلها. فالشعر كأية حرفة فنية، لكي تتقنه، وتوظفه في مشروعك لا بد من الانقطاع له وحده، والاقتصار على عالمه الخاص بحفظ الأشعار، وتتبع الصور، ومتابعة كل جديد فيه، ومحاولات متكررة لنحت أجمل معنى، واختيار أرقى لفظ روي في اللغة، ونحو ذلك، مما قاله أبو هلال العسكري في {كتاب الصناعتين}.

أبو ياسر الأنصاري 02-05-2011 07:54 PM

رد: قراءة قصيدة الإدريسي في الملتقى
 
مشكوووووور والله يعطيك الف عافيه
أخي الكريم: حانت مني التفاتة الى موضوعك، اختطفتها من بين المهام والمسؤوليات المختلفة - ولست بدعا في ذلك- ومن خلالها ألقيت نظرة عابرة على هذه القراءة الرائعة، وبما أني مستعجل فإني اعترف بكوني لم أعطها ما تستحق، ولها علي عهد انني سأقرأها مرة أخرى إن شاء الله!
ولكي أثلج صدر اخي الكاتب فإنني سأتطفل على موضوعه، وعلى تخصصه، لأقول إنني أرى تناقضا بين ما أثبته من أن هذا النص نص يفوق مستوى العمل الأدبي المجرد- وما ختم به المقال من أن مبدع النص ليست لديه رسالة شعرية واضخة، فأنا أرى أن الشاعر الذي لا توجد لديه رسالة واضحة يريد إيصالها إلى الجماهير من خلال النص يبقى إنتاجه في مستوى العمل الأدبي، على الأقل من الناحية المنطقية إن لم يكن من الناحية العلمية - أما إذا كان النص شيئا أكثر من العمل الأدبي فلا معنى لنسبته الى من لا يملك رسالة يود إيصالها!
وأرجو ان يفهم أخي أنني ركزت على هذا الجانب النقدي { النقد بالمعنى العامي } لأن الوقت لا يسمح لي بذكر محاسن القراءة، والنص الذي تتناوله !
وأعد أستاذي الشريف الأدرعي بأني سأدرس أحد أعماله الأدبية { دراسة تربوية } فهي - في نظري - نصوص تربوية إلى جانب كونها أدبية!!!!!!!!!
تقبل اعتزازي وتقديري وتشجيعي يا أديب الجيل

محمد أغ محمد 02-05-2011 08:20 PM

رد: قراءة قصيدة الإدريسي في الملتقى
 
مشكوووووور والله يعطيك الف عافيه

أنت فعلا يا حبيبي لم تقرأ جيدا ما كتبت في المقدمة، فإن العمل حتى لو ارتقى إلى (النص) يبقى في حدود (الشعر) الذي وصفته بالثلاثية (جيد، متوسط، رديء). وليس هناك أي تناقض بين أن يكون العمل الأدبي رائعا بذاته، وبين أن لا تكون لصاحبه رسالة واضحة يريد إيصالها، والتي تستوجب أن يتفرغ الإنسان للشعر، ويكون له هواية وعملا، وأما من يلتفت نحوالشعر مرة أو مرتين لمناسبة ما، فلا يستغرب منه أ لا تكون له رسالة شعرية، كما لا يستغرب منه أن يقول شعرا رائعا على المستوى الفني.
فأعد قراءة القراءة حتى تفهم جيدا.

أبوعبدالله 02-06-2011 10:44 AM

رد: قراءة قصيدة الإدريسي في الملتقى
 
تحية وتقدير للأستاذ / محمد الحسني , الذي أحيه على هذه الدراسة الأكادمية لرائعة / م الإدريسي , والحقيقة أنني توقفت وذهلت أمام هذه القراءة الأكادمية والجرأة في النقد , ونحن معشر السوقيين في أمس الحاجة إلى مثل هذا النقد , لكي نرتقي بشعرنا وبي لغته .. وبرغم هذا النقد الأكاديمي الإحصائي الذي غربل القصيدة وهز بنيانها إلا أنني أسجل إعجابي بها وبي ثورة الشاعر الإجابية .
وأسجل إعجابي بقراءة محمد الحسني لها التي لا تقل إبداعا في نظري عن القصيدة , وأطلب من إستاذنا الحسني أن يكمل قراءة بقية قصائد الملتقى , ولرفع الحرج عن ناقدنا وأديبنا أرشح له :
{قصيدة درة السوق}
{أوجامعـة الخــــواطر}
{للشريف الأدرعي
أوحي الأحبة للشيخ / أداس السوقي
{صور من تمثال المجد}
اليعقوبي
أو أي قصيدة من قصائد الملتقى

وسيكون لي قراءتي الخاصة لكل القصائدة بعد إكمالك لدراستهم شاكرا لك ما استقتطعه من وقتك الثمين وما بذلته من جهد .

أداس السوقي 02-06-2011 02:41 PM

رد: قراءة قصيدة الإدريسي في الملتقى
 
تحياتي لناقدنا الكبير اﻷستاذ محمد الحسني على قراءته لرائعة م اﻹدريسي ، وﻷبي عبد الله الذي صادف اقتراحه تجاويا من اﻷستاذ الحسني ، وبقدر فرحنا بهذه الدراسة القيمة خفنا على أنفسنا ؛ فإن اﻷستاذ الحسني بعد عد اﻹدريسية رائعة الملتقى الوحيدة خرج منها بالنتيجة المخيفة.

اليعقوبي 02-07-2011 12:31 AM

رد: قراءة قصيدة الإدريسي في الملتقى
 
بارك الله فيك أخي محمدا الناقد، وبارك في محمد أخي الشاعر..
صراحة لقد أبدعتَ، واستفدتُ من هذه القراءة الجميلة..
ولا شك أن هذه القطعة رائعة..
عفويتها رائعة.. وعمقيتها رائعة، وسطحيتها رائعة، ولو لم يقل محمد إلا هذا البيتين لكان شاعرا مفكرا مبدعا تائها عظيما:
{فليشهد الكون أن الحق منهجنا *** وليعترف أننا من أعظم الأمم}
{ولتحترم قسوة الصحراء همتنا*** ولتعتذر من تعاليها على الهمم}
أما قراءتكم فدرس عملي ومنهج تطبيقي..

أحتاج أنا شخصا إلى دراسته..
وفعلا أنا أنسخها وأقرأها بهدوء..
إنها رائعة بارك الله فيك..
وفقت وسددت وبوركت

محمد أغ محمد 02-08-2011 12:20 AM

رد: قراءة قصيدة الإدريسي في الملتقى
 
أحييكم جميعا.
أبو عبد الله لك شكري أولا لأنك من سبب ميلاد هذه القراءة المتواضعة بالاقتراح.
ولمرورك ثانيا. وسأحاول الاستجابة لك مرة أخرى رغم كثرة الأعمال، وامتلاء الوقت ب...........
وأرجو أن ترسل لي هذه القصائد التي اقترحت .... أفضل إرسال دالية الأدرعي بدل خواطره الكثيرة.
كما أقترح ان أقرأ رائعة اليعقوبي أولا...... ثم الدالية، ثم الأداسية، ثم الدرة. هذا كله خاضع لعامل الوقت.
الشيخ أداس. أعجبت بمرورك البليغ، وأبشرك بالسلامة. فلا تخف. والعلاقة بين المبدع والناقد تتسم بالتكامل والموضوعية.
ولتكن مثل الشاعر الفرنسي الذي يقول: إن معاني قصائدي عند النقاد، فلها المعاني التي يريدون، وكمثل نجيب محفوظ الذي يحيل كل من استفسره عن شيء من رواياته إلى النقاد - إذهبوا إلى النقاد - هكذا يقول نجيب.
اليعقوبي: مرورك دائما إثراء وإبداع، وأنتظر قراءتك المتأنية على عجل.
وأخيرا أود الإشارة إلى أمرين:
أولا: أنني كما قلت لم أقرأ القصيدة قراءة كاملة شاملة، وبالتالي تركت جانبين مهمين جدا - الجانب المعجمي/ الجانب الموسيقي - وسأضيفهما فيما يعد إن شاء الله.
ثانيا: أذكر بأن النقد الحديث يكاد يتطور عن إصدار حكم كالاستحسان والاستهجان، بل يكتفي بالإشارة إلى مواطن الحسن، أو القبح في أماكنها، دون أن يلخصها في النهاية، كأنها هي الغاية، ولم أطلق حكم الروعة في الختام إلا من أجل الحوار الهادف بيني وبين أبي عبد الله. وكل ذلك هو نصيب القارئ الثاني لقراءتي ، فعليه استخلاص الحسن والقبيح من خلال قراته لقراءتي.

الشريف الأدرعي 02-08-2011 06:02 PM

رد: قراءة قصيدة الإدريسي في الملتقى
 
وأرجو أن ترسل لي هذه القصائد التي اقترحت .... أفضل إرسال دالية الأدرعي بدل خواطره الكثيرة
دراسة موفقة ولعلي أعود لمزيد من القراءة، حقيقة أعجبني تناولك للقصيدة ،
{ولتستعد ذكريات البان والعلم}
وهو شطر ينقض جل ما زرعه فينا الشاعر من (العمل/ الأمل/ الرومانسية/ الانتفاضة)، إنه يأمرنا باستعادة شريط الماضي، المرموز له ب(العلم والبان)، إنه ماض مشرق في نظر الشاعر، وقد يكون إهمالنا له سببا مباشرا لتخلفنا، فلتعد إليه أيها السوقي اليائس المتألم.
فعجز البيت يتأوه بأنفاس القديم، ويغشاه غباره، والأول ينعش بحياة الجديد، ويكسوه نضاره، ولذا حاولت إيجاد ـ رابط ـ بين الصدر والعجز فأخفقت للأسف الشديد، إن الشطر الأول منتفض عن الوضع المعيش، والثاني مكرس له، كما أن الأول استطلاع لأفق قادم جميل، والثاني استرجاع لماض قديم، كما أن الصدر رومانسي بامتياز، والعجز كلاسيكي بامتياز، الشطر الأول لأدونيس، والثاني لامرئ القيس. فما أبعد الفجوة بينهما !!
وهذا ما أفقد البيت خاصية (الوحدة العضوية، مع الوحدة الموضوعية)،ويا ليت الشاعر مضى في هذا النفس الحي الثائر، الذي استهل به القصيدة، دون أن يدرج هذا الشطر. وهو أكثر من (تتمة البيت)

أنموذج لنقد رائع.، لكن أتطفل على نقدكم الباهر بأن النص كما لايخلو منه علمكم له عدة قراءات، فكأنكم هنا لم تقرءوا (ذكريات البان والعلم )إلا باعتبارها رمزا إيحائيا للطلول ...للبداوة ...للشوق ، ...لجفاء البادية وهذا النص يحمل إلى ذلك معنى أكثر حيث إنه يرمز لماض مجيد إن لم يكن ماضي الأشوريين في العراق ولا الفراعنة في مصر ، فهو ماض عريض باعتبار محيطه الضيق، وباعتبار مقارنة مع الحال ـ على رأي ـ فكأنه يرى أن من يخاطب تقاعسوا عن إدراكه فأراد لهم استعادة فيلمه الجديد ، ماض يجثم فيه الولد وراء بيت شيخه فيصرخ إلى الصباح بتكرار مافوق مقرر الجامعة في النحو والأصول والفقه ....
ماض مضيء هكذا ...وإذا قرأت ما وراء نصي هذا فمن نقده ورائيا أنني أنا القائل
أعد نظرا إلى زمن الجدود ..........

على أن ذكريات البان أيضا باعتبار المعنى لا اللفظ قدر مشترك بين الشعراء فكل عنده عاطفة تجاه المألوف والحبيب والوطن
أعد نظرا إلى زمن الجدود*** أعده فقد بنوه على عهود
أذان المغرب طاردني وأنا بك ياخالي معجب أردت فقط بتعليق إثراء مقالك أوليس كذلك ولي عودة

محمد أغ محمد 02-08-2011 09:40 PM

رد: قراءة قصيدة الإدريسي في الملتقى
 
مروركم جميل جدا. وهذا هو ما أريد.
وأظن قراءتك الثانية للبان والعلم قد أشرت إليها يإيجاز، (إنه ماض مشرق في نظر الشاعر، )، أنا هكذا أقول، وأنت تقول: (ماض مضيء هكذا)
. مع أن القراءة التي ركزت عليها أردت منها إظهار ما رأيت، من التباعد بين الصدر والعجز ، وغير ذلك من الاستنتاجات.
وعلى كل فأنا والحمد لله ـ من المومنين بتعددية القراءات للنص الواحد.
وجزيتم ألف خير.

الشريف الأدرعي 02-08-2011 10:13 PM

رد: قراءة قصيدة الإدريسي في الملتقى
 
أردت بس أن أعلق عليكم وإلا فما قرأت حقيقة ولا علقت حقيقة إنما نظرت نظرة خاطفة وأضأت إضاءة خافتة ، وإلى وقت أعود فيه فأعلق تعليقا جيدااااااااااااا

محمد أغ محمد 02-09-2011 01:43 AM

رد: قراءة قصيدة الإدريسي في الملتقى
 
نحن في انتظار تعليقكم الجاد، وغير الجاد معا، وأذكر مرة أخرى، بأن الناقد يهتم بالفن أكثر من الخلفيات الأخلاقية، أنا لا أريد إقحام صراع (الحداثة مع الأصالة) في قراءتي، وكذلك إقحام كل المسائل الإيديولوجية، فالناقد يتعامل مع الحداثوي، والأصولي، والرجعي، والدرزي، والشيعي، والماجن، والمتشدد، والسلفي، والصوفي، في حدود (الفن) فقط، والنقد الأيديولوجي لم يعد مسيطرا على الساحة، وأنا أرفضه رفضا تاما، ومن الواضح مثلا رد ديوان أبي نواس كله، إذا قرئ قراءة أخلاقية عقدية، فلا يخرج منه إلا هذا الشارب، المستهتر بالدين، بخلاف من قرأه فنيا، وقرأ هذه الأبيات:
من سلاف كأنها كل شيء *** يتمنى مــــــــــخير أن يكونا
أكل الدهر ما تجسم منها *** وتبقى لبابها الـــــــــــمكنونا
فإذا ما اجتليـــــــتها فهباء *** يمنع الكف ما يبيح العيــــونا
ثم شجت فاستضحكت عن لآل *** لو تجمعن في يد لاقتـنينا
إلــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــخ.

اليعقوبي 02-11-2011 03:05 AM

رد: قراءة قصيدة الإدريسي في الملتقى
 
اقتباس:

<TABLE border=0 cellSpacing=0 cellPadding=6 width="100%"><TBODY><TR><TD style="BORDER-BOTTOM: 1px inset; BORDER-LEFT: 1px inset; BORDER-TOP: 1px inset; BORDER-RIGHT: 1px inset" class=alt2>المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد الحسني http://www.alsoque.net/vb/images/buttons/viewpost.gif
اليعقوبي: مرورك دائما إثراء وإبداع، وأنتظر قراءتك المتأنية على عجل..

</TD></TR></TBODY></TABLE>
<!-- END TEMPLATE: bbcode_quote -->
الأخ الفاضل الكريم..
مرادي بالقراءة قراءة عامة (بالإضافة) ..
أما القراءة المنهجية لقراءتكم فأمر لا أحسنه..
بحسبي أن أفهمها..
ولعل هذا الأخير تحقق لي جله..
ودعني أناقشك في رؤيتك حول البيتين التوأمين الذين أعدهما أجمل ما في القصيدة وأجمل ما قرأته في هذا الموضوع..وهما:
فليشهدِ الكـــــــونُ أن الحـــــــق منــهجنا ** وليعـــترف أنــنا من أعــــــظم الأمــم
ولتحترم قســــــوةُ الصحراء همـــــــــــــتَنا ** لتعتذر من تعــــــاليــــــها على الهمم


الذي أفهمه: أنكم انتقدتم على (المفكر الفيلسوف الشاعر) أنه أكثر من الأوامر الأمرية والمضارعية، وبالنسبة لي أعد هذا من جماليات القصيدة، وأعد تتابع هذه الأوامر نوعا من أنواع الترديد، فلتكن القطعة: (الآمرة).. هذا من جهة ومن أخرى فالمقام يقتضي الأمر والأمر والأمر فجاء التكرار من قبيل فبأي آلاء ربكما تكذبان.
وأما ما اقترحتموه من تحويل الصيغ الإنشائية في البيتين إلى خبرية.. فلي عليه ملاحظات:
الأولى: هذه الأوامر (فليشهد، وليعترف، فلتحترم،ولتعتذر) خبر وليست إنشاء، فهو يريد أن يخبرنا عن حالهم، ولكن صاغه أمرا ليكون أجمل وأروع وأبعد عن المباشرة.
الثانية: لو حصلت الحاصل وقلت إنها إنشاء معنى ولفظا، فهو أجمل فإن التعالي على الكون وخطاب المناخ أمر غير مألوف فهو أجمل من مجرد حديث خبري، أول ما يتبادر إلى الذهن يضيع الإنسان بين مطابقته ولا مطابقته للواقع.
الثالثة: أتحفظ على قولك: إنها طلب.. لا أصوب أن يقولها إلا معرب.. أما البلاغي فليقل أمر، فإن كانت أمرا فليس للطلب، وإنما هو للتحدي.. وهو غاية في الجمال.
ومشاركة لك في القراءة: أبدي بعض النظرات العلجلى..
قوله: إنا لمن نـــــــفر أفنـــــــــــى أوائلَــــــــهم ** حبُّ التمســـك بالأخـــــلاق والشـيم

أقول: ارتبك الشاعر في هذا الاقتباس لصدر البيت، وذلك أني ألمح تنافرا بين (أفنى) و(حب .. التمسك.. الأخلاق) فهذا ليس مما يفني الناس.
ولوقال: أحيى أوائلُهم حبَّ... لكان أحسن (عندي ).
وأما قوله:
راجت هنالك سوق الـــعلم وانبــــــــــعثت **أشـعة النور في الصحراء كـــالديــم
13 وحول مكة من إنجــــازنا صـــــــــــــــــــــور **تحـكي انطلاقتَنا من ساحة الحــرم

أقول: هذان البيتان غريبان في خريطة هذه السبيكة الذهبية ولعلهما متجنسان، وهي مما أسميه بالنظم، ولولا أني أتذكر أنه يوم كتب أبو الحسن هذه القصيدة لم أكن معه أنا والتاج وكان التاج معي ــ لولا ذلك لقلت إنها للتاج فهي على نمط شعره هو وأبو ياسر ومن نحوا نحوه ..
فقوله راجت سوق العلم: كلام عادي جدا (من جماعتنا) وأما تشبيهه فصورته غير ملونة، لأنه شبه انبعاث أشعة النور في الصحراء بالديم، وهو أمر إذا فكرت فيه ارتبكت إذا رأيت المياه تسير مسار الضوء..
ولو قال: انبجست أو اندفقت لكان أحسن (عندي).
قوله: وحول مكة.. هذا البيت غير واقعي، لأنها ليس حول مكة أية صورة، نعم إنجازهم حول مكة كما هو حول السند يعني أنه العالم كله، نعم لوكانت حول مكة معالم وأمور معروفة ترمز إلى تلك الانطلاقة التي لم تأت في مكانها..
وأنا أحس أن الشاعر وصل إلى ترقى جبل الإبداع ابتداء من مطلعه الرائع إلى البيتين الذهبين، وهو على وتيرة واحدة، وكانت طبيعته في الشعر العفوية وشعره فكري، وهذا ما يبدع فيه، ثم حاول أن يصنع الشعر فجانس بين الإنجاز والإعجاز ومكة وتادمكة فبدا يهبط من مستواه الطبيعي المبدع، حتى انحدر أخيرا مؤرخا يشرق ويغرب (وأنا معك في نقد ذلك) ثم إنه أحس من نفسه ذلك فسكت ولم يختم قصيدته وكأنه لم يكملها بعد ..
والخلاصة: أن القطعة ذهبية وأن أوسطها قمة القمم ورأسها صدرها المشرق المضيئ المحلى بجمالها وزينتها، وأن آخرها ذيلها الذي لا يكاد يمسك به الكتاب المباشرون..
والله أعلم.

محمد أغ محمد 02-11-2011 03:37 PM

رد: قراءة قصيدة الإدريسي في الملتقى
 
بارك الله فيك.
قراءتك مبدعة، واقتراحاتك في مكانها، ودعني أتفاعل معك قليلا:
أولا: استحسانك للبيتين مقبول عند الجميع، فضلا عندي، وخاصة قد دعمت وبرهنت، واظنني قد ذكرت في القراءة الوجه الذي ذكرت للأوامر، من أن المقام يقتضي ذلك، (فهنا توافقني).
ثانيا: المخالفة في إطلاق (ألأمر/ الطلب/ الإنشاء) أشكركم عليها، وأحييكم عاليا، لأنكم أبديتم خلقا هاما من أخلاقيات الباحث، هو التشدد في شان المصطلحات، وبغض النظر عن مذهبي في مفهوم الإنشاء أود أن أقرأ قراءتكم هنا، وألاحظ أن الملاحظة الثالثة تكرار للأولى، إضافة إلى ما فيها من التردد، والملاحظ الثالثة تنقض ما أثبتته الأولى، وتوافقني على أن ما أطلقت عليه (الإنشائية) (أمر عند البلاغي)، والأمر نص في الإنشائية.
ثالثا: أستسمح في القول بأن ملاحظاتكم الثلاثة تبدي نوعا من التناقض، فأنت تنفي عن أساليب البيتين كونها إنشائية، وتخالفني في ذلك صراحة، بينما تثبت جماليتهما من خلال إنشائيتما لا مجرد خبريتهما، وأنهما اكتسبا (تحديا) جميلا، عن طريق الأمر، لا الخبر، وهو ما (أثبته) في القراءة.
رابعا: ربما أخطأت في إطلاق كلمة (الطلب) عن غير وعي ، فأنا عندما أطلقها أقصد مفهومها اللغوي المجرد، لا المصطلح، لكن كون الأساليب هنا إنشائية أنا كتبته بوعي، ولا أرى ما يغير مذهبي ذاك، طالما رأيتكم خالفتموني إجمالا، وافقتموني تفصيلا، على أني إنما نزلت تعريف الإنشاء لدى البلاغيين هنا، فلست أرى المتلقي يطلق (ألصدق، أو الكذب) على هذه الأوامر، وهو شرط الخبر الوحيد، ولست إخال الشاعر أيضا يتوقع من المتلقي ذلك.
خامسا: أنني قررت سر الجمال في البيتين، كما ذكرت أنت، لكلن ألا ترى معي غلبة أسلوب الأمر على القصيدة كلها، وهو أمر حاولت تزيينه في القراءة، مع الاعتراف بسلبيته التي ترتب عنها قلة الصور الجميلة، وطغيان أسلوب الخطيب على أسلوب الشاعر، ومن هنا أضفت أساليب البيتين إلى بقية (الإنشائية). واستخلصت أنهما يحملان تحديا صارخا، وخاليان من التصوير، وأظنني أنصفتهما بهذا الكلام.
سابعا: يسرني انكم وافقتموني في عدم الإعجاب بتشبيه الإدريسي (كالديم)، مع أنكم لم تشيروا إلى موافقتي، كما أشرتم إلى موافقتي في شان البيتين الأخيرين.
ثامنا: لا أوافقكم في رأيكم حول (إنا لمن نفر ...... إلخ)، فهو تخييب جميل لأفق الإنتظار، وهو ما أضفى على البيت جمالية التلقي، المنتظر أن تكون الأخلاق تحيي أهلها كما اقترحت، ولكنه عادي، أما هذه المفاجأة التي اقتبسها الشاعر من شاعر آخر فهي سر الجمال وعينه، ولذا استحضرت هذا البيت من شاعر العربية، فهو يصور المعنى أكثر:
وإني لمن قوم كأن نفوسهم ** بها أنف أن تسكن اللحم والدما

اليعقوبي 02-11-2011 10:24 PM

رد: قراءة قصيدة الإدريسي في الملتقى
 
اقتباس:
<TABLE border=0 cellSpacing=0 cellPadding=6 width="100%"><TBODY><TR><TD style="BORDER-BOTTOM: 1px inset; BORDER-LEFT: 1px inset; BORDER-TOP: 1px inset; BORDER-RIGHT: 1px inset" class=alt2>المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد الحسني http://www.alsoque.net/vb/images/buttons/viewpost.gif
بارك الله فيك.
قراءتك مبدعة، واقتراحاتك في مكانها، ودعني أتفاعل معك قليلا:
أولا: استحسانك للبيتين مقبول عند الجميع، فضلا عندي، وخاصة قد دعمت وبرهنت، واظنني قد ذكرت في القراءة الوجه الذي ذكرت للأوامر، من أن المقام يقتضي ذلك، (فهنا توافقني).
ثانيا: المخالفة في إطلاق (ألأمر/ الطلب/ الإنشاء) أشكركم عليها، وأحييكم عاليا، لأنكم أبديتم خلقا هاما من أخلاقيات الباحث، هو التشدد في شان المصطلحات، وبغض النظر عن مذهبي في مفهوم الإنشاء أود أن أقرأ قراءتكم هنا، وألاحظ أن الملاحظة الثالثة تكرار للأولى، إضافة إلى ما فيها من التردد، والملاحظ الثالثة تنقض ما أثبتته الأولى، وتوافقني على أن ما أطلقت عليه (الإنشائية) (أمر عند البلاغي)، والأمر نص في الإنشائية.
ثالثا: أستسمح في القول بأن ملاحظاتكم الثلاثة تبدي نوعا من التناقض، فأنت تنفي عن أساليب البيتين كونها إنشائية، وتخالفني في ذلك صراحة، بينما تثبت جماليتهما من خلال إنشائيتما لا مجرد خبريتهما، وأنهما اكتسبا (تحديا) جميلا، عن طريق الأمر، لا الخبر، وهو ما (أثبته) في القراءة.
رابعا: ربما أخطأت في إطلاق كلمة (الطلب) عن غير وعي ، فأنا عندما أطلقها أقصد مفهومها اللغوي المجرد، لا المصطلح، لكن كون الأساليب هنا إنشائية أنا كتبته بوعي، ولا أرى ما يغير مذهبي ذاك، طالما رأيتكم خالفتموني إجمالا، وافقتموني تفصيلا، على أني إنما نزلت تعريف الإنشاء لدى البلاغيين هنا، فلست أرى المتلقي يطلق (ألصدق، أو الكذب) على هذه الأوامر، وهو شرط الخبر الوحيد، ولست إخال الشاعر أيضا يتوقع من المتلقي ذلك.
خامسا: أنني قررت سر الجمال في البيتين، كما ذكرت أنت، لكلن ألا ترى معي غلبة أسلوب الأمر على القصيدة كلها، وهو أمر حاولت تزيينه في القراءة، مع الاعتراف بسلبيته التي ترتب عنها قلة الصور الجميلة، وطغيان أسلوب الخطيب على أسلوب الشاعر، ومن هنا أضفت أساليب البيتين إلى بقية (الإنشائية). واستخلصت أنهما يحملان تحديا صارخا، وخاليان من التصوير، وأظنني أنصفتهما بهذا الكلام.
سابعا: يسرني انكم وافقتموني في عدم الإعجاب بتشبيه الإدريسي (كالديم)، مع أنكم لم تشيروا إلى موافقتي، كما أشرتم إلى موافقتي في شان البيتين الأخيرين.
ثامنا: لا أوافقكم في رأيكم حول (إنا لمن نفر ...... إلخ)، فهو تخييب جميل لأفق الإنتظار، وهو ما أضفى على البيت جمالية التلقي، المنتظر أن تكون الأخلاق تحيي أهلها كما اقترحت، ولكنه عادي، أما هذه المفاجأة التي اقتبسها الشاعر من شاعر آخر فهي سر الجمال وعينه، ولذا استحضرت هذا البيت من شاعر العربية، فهو يصور المعنى أكثر:
وإني لمن قوم كأن نفوسهم ** بها أنف أن تسكن اللحم والدما

</TD></TR></TBODY></TABLE>
<!-- END TEMPLATE: bbcode_quote -->
أخي الكريم..
أشكر لك حوارك الممتع..
أولا: هذه الحاشية لا يمكن أن تخلو من بعض أفكارك في قاءتك.. فربما سرت إلي فكرة من أفكارك قد قرأتها فأظنها مني وربما حاولت التعبير عما أنت فصلته..
ثانيا: ما أشرتم إليه من التناقض ظاهر من خلال ترددي في النقطة المذكورة..
وهذا التناقض راجع إلى ما قرأناه عن الإنشاء والخبر، فكثير من الإنشاءات أخبار وكثير من الأخبار إنشاءات كما تعلم (وفقك الله).
وأما الجمال فنعم أنت لم تجعل مجرد الإنشائية ثقيلة على إعجابك بل نوهت بها هنا، لكن جعلت مناط النقد هو تكرار الأمر..فحاولت تخفيف ذلك بأن نعتبر الأوامر الماضية إنشاء محضا، ونعتبرها في البيتين خبرا أراده الشاعر كذلك لكن عمد إلى الإنشائية لنكتة التحدي.. الذي هو مناط الجمال عندي، وهنا اختلفنا فيما أزعم حيث تعتبر الخبرية ولو لفظا أجمل ..
ثالثا: وهنا يعتبر رأئي ورأيك في هذه المسألة وفي مسألة إنا لمن معشر من باب الإثراء والملح؛ لأنه من باب الجميل والأجمل، وهذا لا يكاد اثنان يتفقان على كثير من الأساليب الجميلة، أيهما أجمل...
رابعا: بحث: هل قولك للطلل أجبني،بقيت له دلالة على الطلب (لغة) إن لم نعن باللغة النحو، أليس هذا الطلب حوله السياق إلى التحسر كما في (فليكفر) ؟ وبعبارة أخرى معنى ملازم للأمر أم هو معنى متبادر (أصلي) تزيله المعاني الأخرى، لا أستحضر كلام العلماء في المسألة، لكن هذه وجهة نظر (سائلة). والله أعلم.

الشريف الأدرعي 02-11-2011 11:08 PM

رد: قراءة قصيدة الإدريسي في الملتقى
 
وأعد أستاذي الشريف الأدرعي بأني سأدرس أحد أعماله الأدبية { دراسة تربوية } فهي - في نظري - نصوص تربوية إلى جانب كونها أدبية!!!!!!!!!
هذه القصيدة لم أكن معه أنا والتاج وكان التاج معي ــ لولا ذلك لقلت إنها للتاج فهي على نمط شعره هو وأبو ياسر ومن نحوا نحوه ..

أما أنت أبو ياسر فأنت وذاك والشكر لك مسبقا، وأحتفي بمحبتكم أحبكم الله، وننتظركم.
وأما أنت أيها اليعقوبي ، قههههههههههههه فإني وابو ياسر ـ بالنيابة عنه نحلك ما استحللت ـ من شعرنا،ولو نحن وجدنا وقتا لنقدكم، ـ ولم نرحم ـ لعرفتم أن لنا غربالا بصيرا، ولكنكم أشعر وأنقد .

محمد أغ محمد 02-12-2011 01:33 AM

رد: قراءة قصيدة الإدريسي في الملتقى
 
اليعقوبي: أشكركم على الحوار الهادي والهادف.
أما مبحث الأنشاء، فهو كما تعرفون قتله البلاغيون بحثا وشرحا، وانا أتبعهم في كل ما قالوا، فالمحدثون لم يزيدوا عليهم شيئا، وهذا نص القزويني في التلخيص: {لأن الكلام إن كان لنسبته خارج تطابقه أو لا تطابقه فخبر، وإلا فإنشاء}.
هذا من حيث المفهوم، أما الأنواع فالتمني، والترجي، والاستفهام، والأمر، والنهي، وووو إلخ.
ولكل قسم مستوياته الدلالايه، وتعرفون أن (الصيغة المقترنة باللام ) هي التي قدمها القزويني، في معرض حديثه حول الأمر، ثم قال: { وغيرها: نحو أكرم عمرا، ورويدا بكرا} إشارة إلى أن صيغ الأمر ثلاثة : المضارع المقترن باللام، وصيغة افعل، واسم فعل الأمر. أما دلالات الأمر: فأولها طلب الفعل استعلاء، وقد تكون هذه هي الحقيقية، وغيرها من باب التوسع، ويدل على ذلك نص التلخيص بعد سرد هذه الصيغ يقول: {فهي موضوعة لطلب الفعل استعلاء..... }
وحين أراد ذكر المعاني الأخرى جاء بكلمة (قد) للتقليل فقال: { وقد تستعمل لغيره كالإباحة ... والتهديد ..... والتعجيز .... والتسخير .... والإهانة.... والتسوية .... والتمني.... والدعاء.... والالتماس....}. ومن المعلوم أن الأصوليين استفادوا من هذا المبحث كثيرا في استخراج الأحكام.
ومن هنا أجيب عن سؤالك : هل قوللك للطلل : أجبني .. تبقى له دلالة الطلب أم لا ؟؟
لا أحد يدعي أن دلالة الطلب تبقى هنا بالمعنى الحرفي عند البلاغيين، كما أنه لا أحد يشك في أن هذا الأسلوب إنشاء.
هو إذن في الدائرة الإنشائية، ذات المعاني المتعددة، فلنبحث عن المعنى الملائم له.
استئناسا بما ورد في التلخيص يمكن تسمية الدلالة هنا ب(التمني)، فقد استشهد القزويني للنمني هنا بقول امرئ القيس: ألا أيها الليل الطويل ألا انجلي ** بصبح وما الإصباح منك بأمثل
فالجامع هو مخاطبة ما لا يعقل، وطلب شيء منه، فالمثال الذي جئت به يوجه الأمر إلى (الطلل)، والبيت يوجهه إلى (الليل). فكأنه يتمنى أن لو أجاب له الطلل. ولكن مع كل هذا يبقى توجيه المعنى في مثل هذا الأسلوب ملكا للقارئ، فليجعله تحديا، أو تهديدا، أو تمنيا.....إلخ
على كل فإن الأمر هنا لم تبق له دلالة (الطلب) باتفاق، ولكن هل يمنعنا ذلك نحن أيضا أن نعبر باللغة ونقول: مثلا: (إن الشاعر {يطلب } من الطلل أن تجيب من باب كذا وكذا.... )؟؟ أنا شخصيا لا أرى مانعا من هذا التعبير.
ولكم كل الشكر على إثارة هذا البحث.

السوقي الخرجي 02-12-2011 12:10 PM

رد: قراءة قصيدة الإدريسي في الملتقى
 
أعتذر للحبيب الحسني عن تأخري في المشاركة في هذا العرس الأدبي الذي وجهت بوصلته بجدارة نحو الحوار الهادف البناء, وقد انتشيت بهذا العمل الذي قمت به وهذه القراءة النقدية التي تدل على ممارسة هذا الفن قراءة ودراية, والنظر في معايبه ومحاسنة من خلف ستار رقيق ولولا الخوف من قطع ظهرك لقلت وقلت وقلت.
ولكنني أكتفي الآن بهذا القدرريثما يتسنى الرجوع لقراءة الموضوع والتعليق عليه إن أمكن ذلك, علما بأن الانترنت منقطع عندي موقتا.

محمد أغ محمد 02-12-2011 02:57 PM

رد: قراءة قصيدة الإدريسي في الملتقى
 
(ولولا الخوف من قطع ظهرك لقلت وقلت وقلت.)
الشكر لأديبنا الخرجي على مروره المخيف، والمهدد.
أقول لك: لا تخف من هذا القطع، فأنا قطعت الظهور، فلا أنتظر الرحمة منكم، فقولوا ما يحلو لكم.
حتى تستمتعوا بنقد من لا يتبرم من النقد، ألا وهو أنا. فقل، وقل، وقل، انا قلت لتقولوا ليس إلا.

أبو ياسر الأنصاري 02-13-2011 05:10 PM

رد: قراءة قصيدة الإدريسي في الملتقى
 
أخي الكريم: بوركت ووفقت! لي مع تعليقاتك وقفات:
1= يحق لك ان تعتقد اني وقفت على شاطئ قراءتك، ولم أصل إلى الأعماق- ربما لأني تخرجت من كلية الشريعة والتحقت بكلية التربية.. ويحق لي كذلك أن أعتقد أني استوعبت ما دلت عليه بالموافقة والالتزام - إن لم يكن بالتضمن، وسأشرح لك وجهة نظري:
إذا كان النقد الحديث مبنيا - في معظم نظرياته - على أن قيمة النص الأدبي لم تعد تكمن في المحسنات اللفظية من جناس وغيره، وإنما تكمن قيمته في قدرة المبدع على جس نبض الجماهير، ومواكبة تطلعاتهم، واستشعار همومهم ــــــ أقول: إذا كان الأمر كذلك فإن اتهام الشاعر بانه لا توجد لديه رسالة واضحة يجعل من النص الذي أبدعه قطعة ميكانيكية لا تعدو أن تكون من قبيل ما يطلق عليه اليعقوبي اسم النظم، ولا أعتقد أنك تصنف مقطوعة الإدريسي على تلك القائمة، ولا يراودني شك أنها أروع من أن تصنف فيها.
2 - ثمة فرق بين أن تقيس مستوى العمل أو الشخص وبين ان تقومه، ففي الأول تقوم بقياس أدائه دون ربطه بأشخاص آخرين، وفي الثاني يمكن أن تقارن بينه وبين اقرانه او زملائه أو ما إلى ذلك، فطبق هذا على قصيدتي الإدريسي والشاعر المالي!
3- ما دمت قد دخلت في مواجهة مفتوحة { لا تخف !} مع من يدافعون عن قصيدة الإدريسي فأنا انصحك بعدم نقدها بالطريقة الكلاسيكية فمن الصعب أن تجد فيها ثغرات كثيرة من هذه الناحية، أما إذا استعملت مقاييس جديدة قد لا نتفق عليها فهذا أمر آخر.
4 - أتفق معكما أنت واليعقوبي على ان التشبيه الذي استخدمه الرجل ليس لائقا بروعة قصيدته، أما ما سوى ذلك من الاعتراضات التي حشرتماها فأعتقد ان لديه ما يقول فيها
أخيرا: أرجو ان لا تسيء فهم أي كلمة في تعليقي فكله تفاعل معك.. وشكرا

محمد أغ محمد 02-13-2011 11:27 PM

رد: قراءة قصيدة الإدريسي في الملتقى
 
ما شاء الله
أفدتنا بالسيرة الذاتية الجميلة، وأشكرك عليها أولا، كما أشكرك على وقفاتك المشرقة.
ولي وقفات مع وقفاتك.
أولا: (ويحق لي كذلك أن أعتقد أني استوعبت ما دلت عليه بالموافقة والالتزام - إن لم يكن بالتضمن)
اسمح لي إذا قلت بأن (دلالة الالتزام) أعمق من (دلالة التضم)ن، التي استثنيتها، فالتضمن والمطابقة مكونان ل(عبارة النص). عند الأحناف، وهما أوضح عند المناطقة كذلك، وعند البلاغيين أيضا، بخلاف دلالة(الالتزام)، التي نجدها في الأصول خارج عبارة النص، (إشارة النص)، كما نجدها في مباحث مسالك العلة، وهي أصعب مبحث في الأصول.
ونجدها عند البلاغيين مستثمرة في (الكناية)، وهي أعمق وأكبر، وأبلغ من (الحقيقة).
{ هذا تفاعل معك أيها الشرعي}.
ثانيا: لن أناقشك في جراتك على تحديد ما بني عليه معظم النظريات النقدية الحديثة. فانا لا أجرأ على ان أصرح بمثل تلك النتيجة العظيمة في حدود جلسة في المقهى.
رابعا: أستغرب منك يا حبيبي أنك لم تبد موافقتي إلا في عدم استحسان (التشبيه)، وكأنك لا توافقني إلا في هذه النقطة، سواء فيما استحسنت، ولا فيما استهجنت. !!!!!!!!!!!!
خامسا: أرجو أن نلغي مثل التعليق الآخر في قاموسنا التواصلي إلغاء تاما.
ولك كل الشكر والتقدير.

أبو ياسر الأنصاري 02-14-2011 04:54 PM

رد: قراءة قصيدة الإدريسي في الملتقى
 
مشكوووووور والله يعطيك الف عافيه

أخي الكريم: لا أريد ان ياخذ هذا النقاش منحى آخر بعيدا عن موضوعه الأصلي، ولكني سـ { أحشي } - إذا لم تكن حقوق { الحاشية } محفوظة عند اليعقوبي - تجاوبا مع صداك، وسأورد كلامك باللون الأحمر كما هو المتبع في المحاضر
أفدتنا بالسيرة الذاتية الجميلة، وأشكرك عليها أولا، أقول: ما دمت تعتقد أني أستغل مثل هذه الفرص لكتابة سيرتي الذاتية فيا حبذا لو أخبرتني مسبقا حتى لا أختزلها في نصف سطر أو أقل، ولو عبرت بعبارة أخرى غير { أفدتنا } لكان أقرب إلى الدقة التي تنشدها عند ما علقت على مسألة { الدلالات }، فقل لي بربك: متى أصبت { أنا } بالزهايمر، ونسيت أننا كنا معا في محاضر تمكوتات، وكنا معا في النبع الأبيض، وكنا معا في جامعة ساي وأخيرا كنا في نواكشوط قبل أن تنطلق منها إلى فاس { رجاء : أضف المعلومات السابقة الى ترجمتي }! ولو فرضنا أنك لا تشعر بتضخم الذات ولا تعني بالنون : المتكلم المعظم لنفسه، فإن باقي رواد المنتديات يعرفون أنني أنهيت دراستي الجامعية { لا تنس أضف الى الترجمة }.
اسمح لي إذا قلت بأن (دلالة الالتزام) أعمق من (دلالة التضم)ن، التي استثنيتها، فالتضمن والمطابقة مكونان ل(عبارة النص). عند الأحناف، وهما أوضح عند المناطقة كذلك، وعند البلاغيين أيضا، بخلاف دلالة(الالتزام)، التي نجدها في الأصول خارج عبارة النص، (إشارة النص)، كما نجدها في مباحث مسالك العلة، وهي أصعب مبحث في الأصول.
ونجدها عند البلاغيين مستثمرة في (الكناية)، وهي أعمق وأكبر، وأبلغ من (الحقيقة).
{ هذا تفاعل معك أيها الشرعي}.
أما هذه الحاشية المنطقية البلاغية الأصولية فسأضيفها الى مذكراتي وأعكف على حفظها، وأكتفي بالقول : إنني استخدمت هذه المصطلحات بطريقتي الخاصة، ولو التبست علي الفروق فيما بينها لرجعت إلى المكتبة، وأعفيتك من عناء الرجوع إلى الأمهات في البلاغة والمنطق والأصول فأنا أرحم بوقتك من ذلك.
لن أناقشك في جراتك على تحديد ما بني عليه معظم النظريات النقدية الحديثة. فانا لا أجرأ على ان أصرح بمثل تلك النتيجة العظيمة في حدود جلسة في المقهى
أقول: إذا كنت تملك الجرأة الكافية { مصطلح الجرأة من قاموسك الخاص فسامحني على اقتباسه } على التكلم بكل عفوية على مسألة الدلالات - على قلاقتها - ومسالك العلة على غموض مباحثها، والكناية على دقتها، فلما ذا لا تملك الجرأة نفسها في القول بأن النقاد في العصر الحديث ...... عفوا ! كدت أقع في هذا الفخ الذي أحجمت عنه.
أستغرب منك يا حبيبي أنك لم تبد موافقتي إلا في عدم استحسان (التشبيه)، وكأنك لا توافقني إلا في هذه النقطة، سواء فيما استحسنت، ولا فيما استهجنت. !!!!!!!!!!!!أخي الكريم : إذا كنت تومن بانه لا يوجد اتحاد وحلول بيني وبينك، فمن الطبعي ان تعرف ان لي نظرتي الخاصة وانطباعي الخاص عن كل ما أقرؤه، ولا شك انني أوافقك في بعض ما قلت، وأختلف معك في البعض الاخر، لكن ليس ضروريا ان أقدم لك قائمة بالمواقف التي أقف فيها إلى جانبك، وتلك التي على العكس!
أرجو أن نلغي مثل التعليق الآخر في قاموسنا التواصلي إلغاء تاما.أخيراً: أنت محق في هذه، لكن اعذرني فإن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم، وما قلت ما قلت لأثير حفيظتك، وإنما خطبت به ودك، ويبدو ان الطريقة التي اتبعتها في ذلك غير صحيحة، فأعتذر مجددا، وأعدك بأنني لن أعود لمثلها أبدا إن شاء الله.
ذكريات: تأكد تماما من أنني سأقرظ كتاب أبي تراب المنتظر: السيف البتاك، في الرد على الضحاك
[color="black"]
ههههههههههههههههههههههههههه !!!![/
color]

محمد أغ محمد 02-14-2011 08:25 PM

رد: قراءة قصيدة الإدريسي في الملتقى
 
أنا لا أشكرك لأنك لم تقدم شيئا.
أولا: لا بد أن ترجع إلى مناهج البحث، حتى تعرف الفرق بين المصطلحات الآتية: (الحاشية/ الشرح/ التعليق/ التحقيق، الاختصار/ التنبيه). ثفما قمت به لا يسمى بالحاشية، وأنا مع اليعقوبي في احتكار المصطلحات، إلا على من يجيدون استخدامها.
ثانيا: لا يحق لك أن تترجم لي، حتى تستسمح، فهذا حقي، وانت تعرف أن (الكتاب) لا يترجم من لغة إلى أخرى إلا بعد إذن من صاحبه إذا كان حيا، فما بالك بالكاتب نفسه.... !! أنا لا أرضى بهذه الترجمة، وأصادرها.
ثالثا: لك أن تقرظ ذلك الكتاب الجميل، ويسرني أن أقرأه في حياتي.

محمد أغ محمد 02-14-2011 11:29 PM

رد: قراءة قصيدة الإدريسي في الملتقى
 
أراني مجبرا على توضيح فكرة هامة:
كيلا تقرأوا قراءة أخرى ما يجري بيني وبين شقيقي أبي ياسر الأنصاري، فنحن كما قال: رضيعا لبان، وتوءما مكان، فما يدور من بيننا من حديث هو ما يمكن تسميته عند النفسانيين ب(النكوص)، الرجوع إلى مرحلة الطفولة، فنحن نعتبر ما نقوله هنا تسلية ممتعة، تصورنا ونحن في غرفة واحدة في ساي، أو في حافلة، أو نمشي إلى الكلية، او نتناول الشاي تحت ظل نعرفه..... في تلك الأماكن تكون أحاديثنا كهذه تماما. فليست بيني وبينه أساليب المجاملة، والمحاباة، إما أن نكون في الجديات، أو مثل هذه الهزليات، لكن لا تظنوا أن هزلنا كله غير مفيد، فكم أفادني وراء المزاح، وكم أقنعته بفكرةما تحت أقنعة الهزل.... وكل ذلك بعيد عن هذين الشخصين: (الحسني/ أبو ياسر)، هذان لا يكادان يختلفان، بل يتحدان اتحادا وحلولا، أما الشخصيات الأخرى ( الحسني الباحث، أبو ياسر الباحث) فأمر آخر أيضا مؤسس على الاحترام، والاستفادة، وكذلك شخصيتا (الحسني الممازح الضحاك/ أبو ياسر الكوميدي) فهاتان أيضا تلعبان دورا كبيرا، وتكادان تطغيان على المنتديات.

الشريف الأدرعي 02-15-2011 05:26 PM

رد: قراءة قصيدة الإدريسي في الملتقى
 
أراني مجبرا على توضيح فكرة هامة:
كيلا تقرأوا قراءة أخرى ما يجري بيني وبين شقيقي أبي ياسر الأنصاري، فنحن كما قال: رضيعا لبان، وتوءما مكان، فما يدور من بيننا من حديث هو ما يمكن تسميته عند النفسانيين ب(النكوص)، الرجوع إلى مرحلة الطفولة، فنحن نعتبر ما نقوله هنا تسلية ممتعة، تصورنا ونحن في غرفة واحدة في ساي، أو في حافلة، أو نمشي إلى الكلية، او نتناول الشاي تحت ظل نعرفه..... في تلك الأماكن تكون أحاديثنا كهذه تماما. فليست بيني وبينه أساليب المجاملة، والمحاباة، إما أن نكون في الجديات، أو مثل هذه الهزليات، لكن لا تظنوا أن هزلنا كله غير مفيد، فكم أفادني وراء المزاح، وكم أقنعته بفكرةما تحت أقنعة الهزل.... وكل ذلك بعيد عن هذين الشخصين: (الحسني/ أبو ياسر)، هذان لا يكادان يختلفان، بل يتحدان اتحادا وحلولا، أما الشخصيات الأخرى ( الحسني الباحث، أبو ياسر الباحث) فأمر آخر أيضا مؤسس على الاحترام، والاستفادة، وكذلك شخصيتا (الحسني الممازح الضحاك/ أبو ياسر الكوميدي) فهاتان أيضا تلعبان دورا كبيرا، وتكادان تطغيان على المنتديات

ما أجمل هذا، وما أجمل أخوة قديمة أكدتها الأخوة العلمية والزمالة الدراسية، أنعشت جو المحبة بيننا وبين أعزاء آخرين من إخواننا في ...وفي ... فكيف بك أنت وأبو ياسر دمتما أخوين متصافيين

أبوعبدالله 02-28-2011 08:28 PM

رد: قراءة قصيدة الإدريسي في الملتقى
 
بسم الله الرحمن الرحيم
قبل أن أسترسل في طرحي المتواضع أحب أن أذكر الإخوة بموقف م الإدريسي من الملتقي
المختلف عن معظم الأعضاء وخصوصا الشعراء .. وهذا الموقف في إعتقادي من أسباب خلو قصيدة الشاعرمن الصور الوجدانية فالشاعر صاحب فكر ورأي وقد أبدع في طرح رؤياه لمستقبل أمته السوقية
القصــــــــــــــــــــــــــــــــــيدة<O:p
عنوان القصيدة وميــض من تن أهما
قراءة عامة للقصيدة
ياله من عنوان آسر عميق الدلالة جعل منه الشاعر إطارا و بروازا لقصيدته العذبة .. و التي طرح من خلالها رؤيته الخاصة , وقرأته للتاريخ قومه, ودرايته لكل حقب ذالك التاريخ المليئ بالمفاخر , وقد صاغ الشاعر الطريق إلى الخلاص من ما يعانيه القوم الآن وكيفية إعادة تلك الأمجاد , متجاوزا في قصيدته واقع القوم , إلى ما يراه يساهم في إعادة الألق إلى ذالك التاريخ بنهضة أحفاد القوم .. وقد سلك الشاعر سبيل التوجيه وأبتعد من لغة جلد الذات
من خلال أوامره المتتالية

1قم وانفض اليأس واعكس موجة الألم ** ولتستعِدْ ذكريـــاتِ البـــــــــان والعلــم
2 فوق الزوابـع رفرف غير مكتــــــــــــرث ** وحطِّـم القيـــد واطـــلع قــنــــة الحــلم
3 واقذف بظلمته الليلَ البهــــيمَ وشــــــم ** وميض برق يضــيء ظلـــمة الدُّهـــــم
4 قم وابتسم لضيـاء الفجر مبتــــهــــــــجا ** وحيِّ في تـــين أهــمّ قــــــــمة القِمم
وفي البيت الخامس أراد الشاعر أن ينبه القارئ والمستمع بأنه مدرك لمن يوجه إليهم تلك الأوامر ومقدر لهم قدرهم فقال:<O:p
واعزف على وتر الترحيب فــــــــي أدب ** لا تزعج الحــفلَ بالــــترجيعوالنــــــغم<O:p
ومن البيت السادس إلى آخر القصيدة بدأ الشاعر في سرد مفاخر القوم وحق لكل من حمل تلك القيم أن يفتخر
6 فالقوم رمز وقـــــــــار لا يحــــــــركـــــهم ** إلا مــــــغازلة الــقرطــــاس للقــــــلـم
7 إنا لمن نـــــــفر أفنـــــــــــى أوائلَــــــــهم ** حبُّ التمســـك بالأخـــــلاق والشـيم
8 فليشهدِ الكـــــــونُ أن الحـــــــق منــهجنا ** وليعـــترف أنــنا من أعــــــظم الأمــم
9 ولتحترم قســــــوةُ الصحراء همـــــــــــــتَنا ** لتعتذر من تعــــــاليــــــها على الهمم
10 ب(تاد مكـــــــــة) من إعجـازنا ســــــــــور** يستلهم العزَّ منــــــها كـلُّ ذي شـمم
1 عشنا بها زمنا فـــــــــي ظل مــملــــــــــكة **تَنْمـــــاكُ أورثها بنــيه في القـــــــدم
12 راجت هنالك سوق الـــعلم وانبــــــــــعثت **أشـعة النور في الصحراء كـــالديــم
13 وحول مكة من إنجــــازنا صـــــــــــــــــــــور **تحـكي انطلاقتَنا من ساحة الحــرم
14 في حقبة كان فيها الغــــرب مرتكــــــــسا **في حمأة الجهل في منأى عن القيم
15 والشرق ملتحـــــــفا فـــي بُردعـــــــــزلته ُ **يبـــــــــدي تقاعسه من شدة الهــرم<O:p
قراءة عامة للقصيدة
وميض من تنا أهما
أستطاع المبدع م الإدريسي أن يلتزم بعنوان قصيدته وهي فعلا ومضات ومحطات لرواد الملتقى
ومضة فكرية - ومضة عن تاريخ القوم – ومضة عن مفاخرهم – ومضة عن واقعهم – ومضة عن اهتماماتهم وثقافتهم .. والقصيدة في مجملها ومضة إبداع وفكر سامي يحار المرء في كيفية اختزال الشاعر تاريخ الف وأربع مائة عام في عدة أبيات . ومن إبداع الشاعر أنه قدم لنفسه العذر من خلال العنوان فماذا نستطيع أن نراه من خلال الوميض وشعاع نوره المتساقط على قمة تن أهما وتاريخ القوم وللإنصاف لن يستطيع أحد أن يختزل كل هذا التاريخ من خلال ومضة كما فعل شاعرنا ومفكرنا الكبير ,أراد أن يحرك همم قومه النوم كما يرى فكان أمامه طريقان الأول الطريق المعروف بنقد الواقع ( جلد الذات )أي تشريح الواقع المعاش والمقارنة بينهم وبين الآخرين وقد أدرك أن هذا لا يناسب الحال فالقوم في احتفال وفرح بالاجتماع الذي لم يتسنى لهم القيام به منذ أكثر من ثلاثمائة عام منذ اجتماعهم الأول في تن تلقيوين بعد خروجهم من مدينة السوق .. أو الطريق الثاني وهو طرح رؤيته للتغير وما ينبغي أن يبادر به القوم لكي يعيدوا أمجادهم التي قسمها إلى قسمين قسم في الحجاز وقسم في تادمكة .. وهناك أيضا ومضة على
قم وانفض اليأس واعكس موجة الألم ** ولتستعِدْ ذكريـــاتِ البـــــــــان والعلــم
فقد أراد الشاعر جذب اهتمام القوم بذكر البان والعلم بعدما صدمهم بأوامره في شطر البيت الأول وهذا دهاء فكري سامي تربع الشاعر على عرشه .
فشاعرنا المجدد المفكر المتميز كما وصف الناقد الكبير (غولدمان للشاعر المتميز هو القادر{ على التعبير بالرؤية الكونية عن أقصى وعي ممكن لطبقته })ف م الإدريسي أبدع في مخاطبة القوم من خلال وعيهم وأوصل إليهم رسالة حتمية التغير والنهوض من خلال إحآءآته وأوامره
هذا ما تيسر لي أن أسطره عن هذه الرائعة الإدريسية السوقية
بعدما رأيت أدباء الموقع وشعرائه يتهيبون الخوض في تجربة النقد وتركوا أخي محمد الحسني لوحده في ساحة النقد
بعدما كونوا يتسابقون في نقد أعمال بعضهم
شكرا شكرا أستاذي الكبير محمد الحسني فقد أحسنت القراءة
وأجدت النقد .

محمد أغ محمد 02-28-2011 09:45 PM

رد: قراءة قصيدة الإدريسي في الملتقى
 
تبارك الباري مبدع البرايا
إن كان شاعرنا قد اختزل مجد السوقيين، وتاريخهم، وفضائلهم في 15 بيتا، فقد اختزلت أنت ـ إضافة إلى ذلك كله ـ مكامن النص، وأسراره.
وإن كان الإدريسي أوصل رسالة حتمية التغيير، والتطوير بإيحاءاته، واوامره، فقد أوصلت يا أبا عبد الله رسالة كيفية القراءة، باقتضاب، واختصار.
بورك القلم.


الساعة الآن 04:39 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir

Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

HêĽм √ 3.2 OPS BY: ! ωαнαм ! © 2010