منتديات مدينة السوق

منتديات مدينة السوق (http://alsoque.com/vb/index.php)
-   منتدى الحوار الهادف (http://alsoque.com/vb/forumdisplay.php?f=14)
-   -   أنا والحوار.... خطوات نحو الاستفادة والإفادة (http://alsoque.com/vb/showthread.php?t=214)

اليعقوبي 03-04-2009 11:20 AM

أنا والحوار.... خطوات نحو الاستفادة والإفادة
 

أنا والحوار.... خطوات نحو الاستفادة والإفادة
المحطة الأولى (الطليعة)
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه.
أما بعد فإن من مهمات الحياة (بالأمس)، ومن ضرورياتها (اليوم) ما يعبر عنه بأكثر من مصطلح ( النقاش،الجدال، التخاطب، التعليم، الدعوة، الأبوة، الأمومة، الأخوة، القرابة، الصداقة، الزمالة، التسوق، التجارة، السياحة، السفر، الكتابة، التأليف، الصحافة، السياسة، الثقافة، التعاون، التحالف، التكامل، بل و الاختلاف، والعداء، والحرب ..... )
وقبل أن يتشتت ذهنك بين هذه المصطلحات التي قد يخيل للبلاغي أن بينها تنافرا (بمعنى لا يجمعها سياق ما) ـــ اسمح لي أن أجمعها لك في كلمة هي:( كل اتصال بين اثنين) وهذا ما يعبر عنه بالحوار (على الأقل عند الكاتب) وهذا التعبير الدال على المفاعلة المحضة التي ليس فيها علو واستعلاء ( التعليم، والأبوة ...) ولا مشاكسة (النقاش والجدال) ولا عدائية (الثلاثة الأخيرة).
فالحوار بوضعه لا يدل على هذه المعاني، لكن المتحاورين من يحيله إليها، فقد يكون (بل هو كائن ولا محالة) بين الأب والابن، والطالب والمعلم، والتاجر والزبون، والصحفي والخباز، والقاتل والضحية، والعدو والصديق...
وطلبا لا أمرا ليستبعد القارئ اللبيب موضوعات غير مشرفة تناولها الحوار أخيرا، فلفظ كثير من (المتألهين) لفظ الحوار ، ولا أبالغ إن قلت إن الكثيرين قصّروا في مضمونه مما أثر سلبا على فهمهم للآخر أولا، وفهم الآخر لهم ثانيا.
ومحاولة لتسليط الضوء على هذه النقطة أثير انتباه القارئ، وأشير إلى نماذج (على طرف الثمام) من الوحيين، يتضح فيها للمتأمل أن الحوار طريق مطروق لمختلف الأغراض، وجادة مسلوكة بشتى المعاني، كما يدل عليه تأمل سريع في القرآن الكريم:
1) خطاب الله تعالى للملائكة بشأن الخليفة (آدم وذريته)، وجوابهم وما تلا ذلك...
2) قصة استكبار الشيطان لما أمره الله بالسجود لآدم عليه السلام.
3) حوار الأنبياء لأقوامهم كإبراهيم وموسى وهود وشعيب...
4) حوار المؤمنين للمنافقين بشأن الإصلاح والإفساد ، والإيمان والكفر.
5) حوار أهل الجنة مع أهل النار، وحوار أهل النار فيما بينهم.
وأما السنة فإنها أسهل مأخوذا لأنها بأنواعها ( الأقوال، والأفعال، والتقريرات) أغلبها (اتصال) والاتصال عند الكاتب مرادف (الحوار) الذي يشمل القائمة العريضة المصدر بها:
1) فقد حاور صلى الله عليه وسلم (المشركين) في أمور العبادة وتوحيد والشرك....
2) وحاور صلى الله عليه وسلم (المؤمنين) في أمورهم واستفتاءاتهم .
3) وحاور النساء (له مع عائشة رضي الله عنها أكثر من موقف)
وبعد الإثارتين والإشارتين أنتقل إلى واقعنا (أيامنا وليالينا التي عشناها ونعيشها مع من حولنا) حيث الحوار (بالمفهوم الأوسع) آكد من (ضروري)، ومن (لا بد منه)، فمثله كمثل الهواء الذي نستنشقه لحظة لحظة، أو الماء الذي به حياتنا، أو الأنس الذي به راحتنا، أو الحياة التي بها بقاؤنا.... لم أبالغ؛ فكما لا غنى عن هذه الضروريات المذكورة؛ فكذلك لا غنى (مثلا) عن الأهل والأولاد والزملاء والأصدقاء ... والمسجد والسوق والعمل والمدرسة.....والتجارة والصحافة والسياسة.... وهذه أجناس ومجالات، كل واحد منها تندرج تحته أفراد ومجموعات = مع كل فرد منها (حوار) ذو خصائص وضوابط وأسلوب وطريقة ما.
هل هذا يعني عندك أن الحوار هو التعامل؟ نعم ، لا . بمعنى أن التعامل جزء قليل من الحوار؛ إذا الحوار يشمل ما هو أعم؛ لأن التفكير أيضا محور من الحوار ( على ما أعني).
أما بعد: فلما اتسع مفهوم الحوار، وكثرت جوانبه، وتعددت مجالاته... فلا يسعنا (في الحديث عنه) إلا تخصيص نوع منه، وفئة من المعنيين به، فالداعية والمعلم، وطالب العلم والمثقف والمفكر، ومخالط أجناس الناس: كل أولئك عليهم حمل ثقيل في إتقان الحوار؛ لأن همهم الإفادة أو الاستفادة مع الآخر، وهذا لا يتم إلا بإتقان الحوار.
وإذا كان هؤلاء خواص المحاورين فإن (أنا) والمراد بهذه اللفظة: أنا أولا، وأنت ثانيا، والمراد بأنت: المشرفون على المنتديات أولا: وأنا أنت (روادها من الكتاب والمناقشين والمعلقين والقراء والزائرين) أولا (مكرر). ف(أنت) المخصوص بالنصب على التنصيص، و(أنت) الفحوى والمقصود بكل أدوات التنصيص، فإليك التخلص، ومن سواك مجرد استهلال مطلع، وهم التمهيد، و(أنت ) = خلاصة البحث، وقضية الحوار والنقاش في (أنا والحوار).
وسبب هذا التخصيص الذي ضخمت من شأنه، بل أسبابه شتى، منها:
1) أن أغلب الكتاب في المنتديات من المكممة أفواههم ممن لا منبر له، ولا وسيلة للتعبير عن بنات صدره إلا هذه المنتديات، فتراه يصيح فيها بأعلى صوت صيحات الصراحة، وهذا محل إحراج (شديد) خصوصا لمن يعرف نفسه جيدا، لكنه لا يفهم الآخر، وهذا شأن الكثيرين .فلا بد من (أنا والحوار).
2) أن أغلبهم يستتر وراء أسماء مستعارة، فهو من جهة القارئ الذي سيحاوره (غالبا): في عداد المجاهيل فقد يرد صوابه وعلمه وحقه وقدي يسيء إليه ـ من هذا الجانب، ومن جهة نفسه: يعلم أنه لا يُعرف فيكتب ما يريد متجردا من أي شخصية أو مبادئ أو قيم،وهذا يؤدي إلى بعد التفاهم، وسنحاول تقريبه( أنا والحوار).
3) أن كثيرا منهم يكتب بعفوية ولا مسئولية (بقصد وبدون قصد) مما يؤدي إلى إرباك طائفة من المحاورين (الأكاديمين والعلميين). وهذا يسبب فجوة، سنحاول سدها( أنا والحوار).
4) أن المنتديات كرؤوس اليتامى يتدرب عليها في الإنشاء والكتابة مبتدئة الحلاقين: مثاله: أنا والحوار.
فإليّ وإليك أوجه وجهات نظر، لا أعتقدها قطعية الثبوت، ولا محكمة الدلالة، ولا مجمعا عليها، لكن أراها، حكمة، وأنت ولا شك مؤمن، فإن كانت ضالتك فاشدد عليها يدك من أخ لك يشد بها يدك ، وأنت في كامل الحرية في النقد والرد والتعقيب والتخطئة والحوار والنقاش بلا حدود...
فهيا بنا معا إلى سلسلة (أنا والحوار... خطوات في طريق الاستفادة والإفادة ) والتي تتضمن خمس محطات منّ الله تعالى بتسويديها، فإلى أن نلتقي في المحطة الأولى (تفهم الآخر) ـــ في أمان الله.....

السوقي الخرجي 03-05-2009 02:28 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة اليعقوبي (المشاركة 277)
أنا والحوار.... خطوات نحو الاستفادة والإفادة
المحطة الأولى (الطليعة)
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه.
أما بعد فإن من مهمات الحياة (بالأمس)، ومن ضرورياتها (اليوم) ما يعبر عنه بأكثر من مصطلح ( النقاش،الجدال، التخاطب، التعليم، الدعوة، الأبوة، الأمومة، الأخوة، القرابة، الصداقة، الزمالة، التسوق، التجارة، السياحة، السفر، الكتابة، التأليف، الصحافة، السياسة، الثقافة، التعاون، التحالف، التكامل، بل و الاختلاف، والعداء، والحرب ..... )
وقبل أن يتشتت ذهنك بين هذه المصطلحات التي قد يخيل للبلاغي أن بينها تنافرا (بمعنى لا يجمعها سياق ما) ـــ اسمح لي أن أجمعها لك في كلمة هي:( كل اتصال بين اثنين) وهذا ما يعبر عنه بالحوار (على الأقل عند الكاتب) وهذا التعبير الدال على المفاعلة المحضة التي ليس فيها علو واستعلاء ( التعليم، والأبوة ...) ولا مشاكسة (النقاش والجدال) ولا عدائية (الثلاثة الأخيرة).
فالحوار بوضعه لا يدل على هذه المعاني، لكن المتحاورين من يحيله إليها، فقد يكون (بل هو كائن ولا محالة) بين الأب والابن، والطالب والمعلم، والتاجر والزبون، والصحفي والخباز، والقاتل والضحية، والعدو والصديق...
وطلبا لا أمرا ليستبعد القارئ اللبيب موضوعات غير مشرفة تناولها الحوار أخيرا، فلفظ كثير من (المتألهين) لفظ الحوار ، ولا أبالغ إن قلت إن الكثيرين قصّروا في مضمونه مما أثر سلبا على فهمهم للآخر أولا، وفهم الآخر لهم ثانيا.
ومحاولة لتسليط الضوء على هذه النقطة أثير انتباه القارئ، وأشير إلى نماذج (على طرف الثمام) من الوحيين، يتضح فيها للمتأمل أن الحوار طريق مطروق لمختلف الأغراض، وجادة مسلوكة بشتى المعاني، كما يدل عليه تأمل سريع في القرآن الكريم:
1) خطاب الله تعالى للملائكة بشأن الخليفة (آدم وذريته)، وجوابهم وما تلا ذلك...
2) قصة استكبار الشيطان لما أمره الله بالسجود لآدم عليه السلام.
3) حوار الأنبياء لأقوامهم كإبراهيم وموسى وهود وشعيب...
4) حوار المؤمنين للمنافقين بشأن الإصلاح والإفساد ، والإيمان والكفر.
5) حوار أهل الجنة مع أهل النار، وحوار أهل النار فيما بينهم.
وأما السنة فإنها أسهل مأخوذا لأنها بأنواعها ( الأقوال، والأفعال، والتقريرات) أغلبها (اتصال) والاتصال عند الكاتب مرادف (الحوار) الذي يشمل القائمة العريضة المصدر بها:
1) فقد حاور صلى الله عليه وسلم (المشركين) في أمور العبادة وتوحيد والشرك....
2) وحاور صلى الله عليه وسلم (المؤمنين) في أمورهم واستفتاءاتهم .
3) وحاور النساء (له مع عائشة رضي الله عنها أكثر من موقف)
وبعد الإثارتين والإشارتين أنتقل إلى واقعنا (أيامنا وليالينا التي عشناها ونعيشها مع من حولنا) حيث الحوار (بالمفهوم الأوسع) آكد من (ضروري)، ومن (لا بد منه)، فمثله كمثل الهواء الذي نستنشقه لحظة لحظة، أو الماء الذي به حياتنا، أو الأنس الذي به راحتنا، أو الحياة التي بها بقاؤنا.... لم أبالغ؛ فكما لا غنى عن هذه الضروريات المذكورة؛ فكذلك لا غنى (مثلا) عن الأهل والأولاد والزملاء والأصدقاء ... والمسجد والسوق والعمل والمدرسة.....والتجارة والصحافة والسياسة.... وهذه أجناس ومجالات، كل واحد منها تندرج تحته أفراد ومجموعات = مع كل فرد منها (حوار) ذو خصائص وضوابط وأسلوب وطريقة ما.
هل هذا يعني عندك أن الحوار هو التعامل؟ نعم ، لا . بمعنى أن التعامل جزء قليل من الحوار؛ إذا الحوار يشمل ما هو أعم؛ لأن التفكير أيضا محور من الحوار ( على ما أعني).
أما بعد: فلما اتسع مفهوم الحوار، وكثرت جوانبه، وتعددت مجالاته... فلا يسعنا (في الحديث عنه) إلا تخصيص نوع منه، وفئة من المعنيين به، فالداعية والمعلم، وطالب العلم والمثقف والمفكر، ومخالط أجناس الناس: كل أولئك عليهم حمل ثقيل في إتقان الحوار؛ لأن همهم الإفادة أو الاستفادة مع الآخر، وهذا لا يتم إلا بإتقان الحوار.
وإذا كان هؤلاء خواص المحاورين فإن (أنا) والمراد بهذه اللفظة: أنا أولا، وأنت ثانيا، والمراد بأنت: المشرفون على المنتديات أولا: وأنا أنت (روادها من الكتاب والمناقشين والمعلقين والقراء والزائرين) أولا (مكرر). ف(أنت) المخصوص بالنصب على التنصيص، و(أنت) الفحوى والمقصود بكل أدوات التنصيص، فإليك التخلص، ومن سواك مجرد استهلال مطلع، وهم التمهيد، و(أنت ) = خلاصة البحث، وقضية الحوار والنقاش في (أنا والحوار).
وسبب هذا التخصيص الذي ضخمت من شأنه، بل أسبابه شتى، منها:
1) أن أغلب الكتاب في المنتديات من المكممة أفواههم ممن لا منبر له، ولا وسيلة للتعبير عن بنات صدره إلا هذه المنتديات، فتراه يصيح فيها بأعلى صوت صيحات الصراحة، وهذا محل إحراج (شديد) خصوصا لمن يعرف نفسه جيدا، لكنه لا يفهم الآخر، وهذا شأن الكثيرين .فلا بد من (أنا والحوار).
2) أن أغلبهم يستتر وراء أسماء مستعارة، فهو من جهة القارئ الذي سيحاوره (غالبا): في عداد المجاهيل فقد يرد صوابه وعلمه وحقه وقدي يسيء إليه ـ من هذا الجانب، ومن جهة نفسه: يعلم أنه لا يُعرف فيكتب ما يريد متجردا من أي شخصية أو مبادئ أو قيم،وهذا يؤدي إلى بعد التفاهم، وسنحاول تقريبه( أنا والحوار).
3) أن كثيرا منهم يكتب بعفوية ولا مسئولية (بقصد وبدون قصد) مما يؤدي إلى إرباك طائفة من المحاورين (الأكاديمين والعلميين). وهذا يسبب فجوة، سنحاول سدها( أنا والحوار).
4) أن المنتديات كرؤوس اليتامى يتدرب عليها في الإنشاء والكتابة مبتدئة الحلاقين: مثاله: أنا والحوار.
فإليّ وإليك أوجه وجهات نظر، لا أعتقدها قطعية الثبوت، ولا محكمة الدلالة، ولا مجمعا عليها، لكن أراها، حكمة، وأنت ولا شك مؤمن، فإن كانت ضالتك فاشدد عليها يدك من أخ لك يشد بها يدك ، وأنت في كامل الحرية في النقد والرد والتعقيب والتخطئة والحوار والنقاش بلا حدود...
فهيا بنا معا إلى سلسلة (أنا والحوار... خطوات في طريق الاستفادة والإفادة ) والتي تتضمن خمس محطات منّ الله تعالى بتسويديها، فإلى أن نلتقي في المحطة الأولى (تفهم الآخر) ـــ في أمان الله.....

لاشك أننا في أمس الحاجة يأأباأسعد إلى هذه النقاط التي يستضاء في مجالات الحوار فقد أحسنت في طرحك للموضوع وأجدت وأفدت ونرجو أن لاتتأخر في الحلقات فنحن في انتظارها على أحر من الجمر

المبارك محمد السوقي 03-06-2009 03:09 PM

بارك الله فيك...بدون تعليق

اليعقوبي 03-06-2009 10:50 PM

الفاضلان الكريمان السوقي الخرجي والمبارك
شكرا لكما على المرور الكريم
وتمنياتي لكما ولسائر الإخوة بكل رقي وازدهار وتقدم في خيمة منتدانا العزيز

وإلى اللقاء

م الإدريسي 03-29-2009 08:09 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة اليعقوبي (المشاركة 277)

أنا والحوار.... خطوات نحو الاستفادة والإفادة
المحطة الأولى (الطليعة)
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه.
أما بعد فإن من مهمات الحياة (بالأمس)، ومن ضرورياتها (اليوم) ما يعبر عنه بأكثر من مصطلح ( النقاش،الجدال، التخاطب، التعليم، الدعوة، الأبوة، الأمومة، الأخوة، القرابة، الصداقة، الزمالة، التسوق، التجارة، السياحة، السفر، الكتابة، التأليف، الصحافة، السياسة، الثقافة، التعاون، التحالف، التكامل، بل و الاختلاف، والعداء، والحرب ..... )
وقبل أن يتشتت ذهنك بين هذه المصطلحات التي قد يخيل للبلاغي أن بينها تنافرا (بمعنى لا يجمعها سياق ما) ـــ اسمح لي أن أجمعها لك في كلمة هي:( كل اتصال بين اثنين) وهذا ما يعبر عنه بالحوار (على الأقل عند الكاتب) وهذا التعبير الدال على المفاعلة المحضة التي ليس فيها علو واستعلاء ( التعليم، والأبوة ...) ولا مشاكسة (النقاش والجدال) ولا عدائية (الثلاثة الأخيرة).
فالحوار بوضعه لا يدل على هذه المعاني، لكن المتحاورين من يحيله إليها، فقد يكون (بل هو كائن ولا محالة) بين الأب والابن، والطالب والمعلم، والتاجر والزبون، والصحفي والخباز، والقاتل والضحية، والعدو والصديق...
وطلبا لا أمرا ليستبعد القارئ اللبيب موضوعات غير مشرفة تناولها الحوار أخيرا، فلفظ كثير من (المتألهين) لفظ الحوار ، ولا أبالغ إن قلت إن الكثيرين قصّروا في مضمونه مما أثر سلبا على فهمهم للآخر أولا، وفهم الآخر لهم ثانيا.
ومحاولة لتسليط الضوء على هذه النقطة أثير انتباه القارئ، وأشير إلى نماذج (على طرف الثمام) من الوحيين، يتضح فيها للمتأمل أن الحوار طريق مطروق لمختلف الأغراض، وجادة مسلوكة بشتى المعاني، كما يدل عليه تأمل سريع في القرآن الكريم:
1) خطاب الله تعالى للملائكة بشأن الخليفة (آدم وذريته)، وجوابهم وما تلا ذلك...
2) قصة استكبار الشيطان لما أمره الله بالسجود لآدم عليه السلام.
3) حوار الأنبياء لأقوامهم كإبراهيم وموسى وهود وشعيب...
4) حوار المؤمنين للمنافقين بشأن الإصلاح والإفساد ، والإيمان والكفر.
5) حوار أهل الجنة مع أهل النار، وحوار أهل النار فيما بينهم.
وأما السنة فإنها أسهل مأخوذا لأنها بأنواعها ( الأقوال، والأفعال، والتقريرات) أغلبها (اتصال) والاتصال عند الكاتب مرادف (الحوار) الذي يشمل القائمة العريضة المصدر بها:
1) فقد حاور صلى الله عليه وسلم (المشركين) في أمور العبادة وتوحيد والشرك....
2) وحاور صلى الله عليه وسلم (المؤمنين) في أمورهم واستفتاءاتهم .
3) وحاور النساء (له مع عائشة رضي الله عنها أكثر من موقف)
وبعد الإثارتين والإشارتين أنتقل إلى واقعنا (أيامنا وليالينا التي عشناها ونعيشها مع من حولنا) حيث الحوار (بالمفهوم الأوسع) آكد من (ضروري)، ومن (لا بد منه)، فمثله كمثل الهواء الذي نستنشقه لحظة لحظة، أو الماء الذي به حياتنا، أو الأنس الذي به راحتنا، أو الحياة التي بها بقاؤنا.... لم أبالغ؛ فكما لا غنى عن هذه الضروريات المذكورة؛ فكذلك لا غنى (مثلا) عن الأهل والأولاد والزملاء والأصدقاء ... والمسجد والسوق والعمل والمدرسة.....والتجارة والصحافة والسياسة.... وهذه أجناس ومجالات، كل واحد منها تندرج تحته أفراد ومجموعات = مع كل فرد منها (حوار) ذو خصائص وضوابط وأسلوب وطريقة ما.
هل هذا يعني عندك أن الحوار هو التعامل؟ نعم ، لا . بمعنى أن التعامل جزء قليل من الحوار؛ إذا الحوار يشمل ما هو أعم؛ لأن التفكير أيضا محور من الحوار ( على ما أعني).
أما بعد: فلما اتسع مفهوم الحوار، وكثرت جوانبه، وتعددت مجالاته... فلا يسعنا (في الحديث عنه) إلا تخصيص نوع منه، وفئة من المعنيين به، فالداعية والمعلم، وطالب العلم والمثقف والمفكر، ومخالط أجناس الناس: كل أولئك عليهم حمل ثقيل في إتقان الحوار؛ لأن همهم الإفادة أو الاستفادة مع الآخر، وهذا لا يتم إلا بإتقان الحوار.
وإذا كان هؤلاء خواص المحاورين فإن (أنا) والمراد بهذه اللفظة: أنا أولا، وأنت ثانيا، والمراد بأنت: المشرفون على المنتديات أولا: وأنا أنت (روادها من الكتاب والمناقشين والمعلقين والقراء والزائرين) أولا (مكرر). ف(أنت) المخصوص بالنصب على التنصيص، و(أنت) الفحوى والمقصود بكل أدوات التنصيص، فإليك التخلص، ومن سواك مجرد استهلال مطلع، وهم التمهيد، و(أنت ) = خلاصة البحث، وقضية الحوار والنقاش في (أنا والحوار).
وسبب هذا التخصيص الذي ضخمت من شأنه، بل أسبابه شتى، منها:
1) أن أغلب الكتاب في المنتديات من المكممة أفواههم ممن لا منبر له، ولا وسيلة للتعبير عن بنات صدره إلا هذه المنتديات، فتراه يصيح فيها بأعلى صوت صيحات الصراحة، وهذا محل إحراج (شديد) خصوصا لمن يعرف نفسه جيدا، لكنه لا يفهم الآخر، وهذا شأن الكثيرين .فلا بد من (أنا والحوار).
2) أن أغلبهم يستتر وراء أسماء مستعارة، فهو من جهة القارئ الذي سيحاوره (غالبا): في عداد المجاهيل فقد يرد صوابه وعلمه وحقه وقدي يسيء إليه ـ من هذا الجانب، ومن جهة نفسه: يعلم أنه لا يُعرف فيكتب ما يريد متجردا من أي شخصية أو مبادئ أو قيم،وهذا يؤدي إلى بعد التفاهم، وسنحاول تقريبه( أنا والحوار).
3) أن كثيرا منهم يكتب بعفوية ولا مسئولية (بقصد وبدون قصد) مما يؤدي إلى إرباك طائفة من المحاورين (الأكاديمين والعلميين). وهذا يسبب فجوة، سنحاول سدها( أنا والحوار).
4) أن المنتديات كرؤوس اليتامى يتدرب عليها في الإنشاء والكتابة مبتدئة الحلاقين: مثاله: أنا والحوار.
فإليّ وإليك أوجه وجهات نظر، لا أعتقدها قطعية الثبوت، ولا محكمة الدلالة، ولا مجمعا عليها، لكن أراها، حكمة، وأنت ولا شك مؤمن، فإن كانت ضالتك فاشدد عليها يدك من أخ لك يشد بها يدك ، وأنت في كامل الحرية في النقد والرد والتعقيب والتخطئة والحوار والنقاش بلا حدود...
فهيا بنا معا إلى سلسلة (أنا والحوار... خطوات في طريق الاستفادة والإفادة ) والتي تتضمن خمس محطات منّ الله تعالى بتسويديها، فإلى أن نلتقي في المحطة الأولى (تفهم الآخر) ـــ في أمان الله.....

[size=5*·~-.¸¸,.-~*]************************************************** ***************كلام في غاية الروعة , كلام أكاديمي علمي بكل معاني الكلمة ,مسح شامل للحياة ننتظره,والله في عونك أيها الشيخ اليعقوبي , ونحن -رواد المنتدى -في انتظارك بفارغ الصبر, في الحلقات القادمة . وأول الغيث قطر ثم ينسكب ,أما إذا كان أوله انسكابا فاللهم إنا نعوذ بك من الغرق بل اللهم أغرق قلوبنا بالإيمان والعلم .*·~-.¸¸,.-~*[/size]

الشريف الأدرعي 03-31-2009 01:31 PM

كلامك من ذهب
 
تشكراتنا لأبي أسعد على حواره الهادف الذي كان مشرفا أي مشرف ،
تشرفنا بما أشار إليه من نقاط مهمة في الحوار وعرض بعض الأمثلة لحوارات هادفة بدءا ببداية الخليقة إلى ...
هذا إن دل على شيء فإنما يدل على اهتمام -أحسبه كذلك - على تسديد اعوجاجات الأفكار وما قد يحصل في إفرازاتها من تشوهات عندما تطرح على طاولة الحوار ، وأعجبني من موضوعه ما وجدت الإشارة إليه في كلامه من أنه تم تسويده كله ما يفهم منه أنه ليس مرتجلا مما سيزيدلأفكاره فيه استقامة وتسلسلا ويزيد للآخر تقبلا لها
فشكرا لك على هذا الحواروننتظر منك نظريا وتطبيقيا من خلال حوارات قادمة كل ما يقوم الأفكار ويسددها فالله يبارك فيك وزادك العلم ثم العمل
مبرووووووك من الاعماق والى الامام

التنبكتي السوقي 03-31-2009 02:55 PM

بسم الله الرحمن الر حيم
اشكر الجميع وعلى رأسهم الإدارة
وكذالك الشكر موصول إلى جميع أعضاء المنتدى وشكر خاص للشيخ اليعقوبي
على تفاعله وعلى موضوعه هذا
ومن اكبر معوقات الحوار آفة الكبر فهي نظري المتواضع من اهم الأسباب التي تجعلنا
نرد وجهة النظر الأخرى ونغض الطرف عن ما حوته من إجا بيات فأبحث يا أخي السوقي
عن ما يثري رأيك من خلال الإختلاف في وجهات النظر فمتعذر بيننا من يعتقد انه يملك ناصية
الحقيقة

اليعقوبي 03-31-2009 09:00 PM

مشكورون على مروركم الكريم
 
الإخوة الفضلاء: الإدريسي والجلالي والتمبكتي ... أشكركم على مروركم الكريم وفي انتظار إثراءكم للموضوع


الساعة الآن 10:41 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir

Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

HêĽм √ 3.2 OPS BY: ! ωαнαм ! © 2010