72. البشير بن حماد الإدريسي التبورقي السوقي
72. البشير بن حماد الإدريسي التبورقي السوقي : هو الشيخ البشير بن حماد بن مُحمدُ بن مَحمدْ بن سيدي بو بكر بن القاري ينتهي نسبه إلى الشريف إبراهيم الدغوغي(1) . ترجم له الشيخ العتيق فقال : ولد عام ألف وثلاث مائة وخمسين 1350هـ في شهر شعبان ، ومات والده وهو ابن خمس سنين فلم يأخذ عنه شيئا ، وتربى بين كبيريه المحمود والمنير فأحسنا تربيته وفضلاه على أولادهما وبالغا في نصحه فأخذ أدبهما وتعلم منهما ما فاته أن يتعلمه من أدب والدهم الشيخ وعلومه حتى كأنه شاهده ولم يفته إلا معرفة جسده ، ولما بلغ سن التحمل ابتداء القراءة على ابن عمه الشيخ السعيد بن محمد ابن الأمين وكان شيخه يعظمه لمكان والده ، فلم يسلك به طريق الأشياخ مع التلاميذ من تكلفيهم المشاق في التعليم والتأديب حتى فرغ من القرآن ولم يتمه فشرع في تعلم النحو على ما هو العادة في قومه فسلك به أشياخه في علم النحو سبيل شيخه الأول من الإكرام والتعظيم ولما شب وحبب إليه التعليم بدا له أن يفارق قومه ويطلب العلم في محل لا يعظمه أهله كتعظيم قومه له ولعله يناله فيه من ذل التعلم ما تعقبه عزة العلم فخرج ليلا منفردا من غير استئذان أحد فأعمل مطيته جادا في السير فارا من أن يلحقه أحد ، ويخشى أن يرسل كبيراه في طلبه لما يعرف من شفقتهما عليه وعزة فراقه عليهما ولا يحب مخالفتهما ولا رجوعه عن مقصده فجد في السير وطوى المسافات المتباعدة في مدة قصيرة حتى وصل إلى حي إكِلاّدْ ونزل على شيخهم الأكبر الأمين بن هُلَيْ وتتلمذ له ومكث عنده حولا كاملا جادا في الطلب يهين نفسه ويخدم لشيخه في الأعمال الشاقة ليصل إلى مطلوبه فلما تم الحول رجع إلى أهله وفي المدة التي يقيم فيها عند شيخه الكلاّدي لا يسأل عن أهله ولا يراسلهم خشية أن يشغله شيء عما هو فيه ومرة قال لبعض إخوانه إذا طلبتم أن تراسلوني وتواصلوني خرجت من المحل الذي تعرفونه إلى محل لا تعرفونه فكف الناس عن الإرسال إليه وقرأ في تلك الغيبة النحو واللغة وشيئا من الفقه ، ثم رحل إلى أهله فقرأ فيهم علم البيان والفقه وأصوله ، وكان مولعا بحب العلم والعلماء محترما لأهل الحرمة مباعدا عن الاستحقاق بالحرم معظما لأهل العلم الذين كانوا أصغر منه سنا فكيف بمن كانوا أكبر منه وليس له رحلة بعد ما أتى من إكِلاّدْ إلا إلى الحرمين الشريفين برسم الحج فإنه كان مولعا بزيارة تلك البلاد المقدسة ، سافر إليها ست مرات كل مرة يكون معه فيها جماعة من الناس يكون قائما بأمورهم ومتوسطا بينهم وبين الحكومة السعودية لأنهم لا يعرفون العربية ، وربما قصرت نفقة بعضهم عن القيام بمهمته فيقوم هو بما يحتاج إليه رفيقه ، وكان حريصا على إيصال النفع للمسلمين بماله وجاهه ، وكان معروفا عند الرؤساء معظما فيهم يراعون حرمته في كل من لاذ به مع أنه لا يدعى باسم الإمارة ، وكان برا بكبيريه لا يدخل في شيء إلا بأمرهما ، وربما ترك شيئا من مصالح العامة حذرا من أن يظن به أنه ينافس أخويه ، وكان محترما لهما غاية الاحترام ، وكانا له كذلك وكانا له بمنزلة الوالد في النصح والشفقة ويرى هو نفسه بمنزلة الولد لهما ، ولما رأيا منه الرشد والحرص على المسلمين اتخذاه مستشارا يصدران ويوردان عن رأيه ومع كونه من العلماء لا ينظم ولا ينثر ، وكان مع أخويه كما تقدم من البر والاحترام حتى مات الأخ الكبير الشيخ المحمود وبقي مع أخيه المنير كذلك حتى مات قبل أخيه بنحو شهر في ربيع الآخر من عام ألف وأربع مائة وخمسة عشر 1415هـ(2). |
الساعة الآن 03:52 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir