منتديات مدينة السوق

منتديات مدينة السوق (http://alsoque.com/vb/index.php)
-   منتدى الأعلام و التراجم (http://alsoque.com/vb/forumdisplay.php?f=8)
-   -   إنظار المعسر المدين (http://alsoque.com/vb/showthread.php?t=1535)

السوقي الأسدي 12-25-2010 11:20 AM

إنظار المعسر المدين
 
إنظار المعسر المدين

بسيرة الشيخ العلامة التنغاكلي زين الدين
بسم الله الرحمن الرحيم<?xml:namespace prefix = o ns = "urn:schemas-microsoft-com:office:office" /><o:p></o:p>

المقدمة: <o:p></o:p>
الحمد المستعاذ به من شر الإنس والجِنة، لا إله إلاّ هو شهادة تكون لمن تدرع بها أوقى جُنة.<o:p></o:p>
يا من لا يتعبد بالاستعاذة إلاّ به: من شر كل دابة، وأعوذ بكلمات الله التامة، من كل شيطان وهامة، ومن كل عين لامة..<o:p></o:p>
أنت المستعاذ منها ومن شر النفاثات في العقد، ومن شر حاسد إذا حسد.<o:p></o:p>
اللهم أنت البر اللطيف الرءوف، المنعوت بنعوت الكمال الحسنى والصفات العليا ـ سبحانك أنت أعز وأجل وأكرم موصوف.<o:p></o:p>
فصل يا رب العزة والجلالة على النعمة المهداة، والمنة المسداة، المعظم بأعظم الرسالة ـ محمد بن عبد الله النبي الرسول ـ صلى الله عليه وعلى آله وصحبه السمية صلاتهم بأعظم محصول ـ ديناً قيما ـ فرضي الله عنهم وعمن اقتفى أثرهم الأبلج أمما أمما.<o:p></o:p>
هذا وإن مما نستهل به تراجم: فتح المناجم... ـ ترجمة الشيخ العلامة البدر، زين الدين العلم الشهير الهمام المصدرـ زين الدين بن محمد الصالح الإدريسي السوقي ـ رحمه الله رحمة واسعة.<o:p></o:p>
التي هي من جمال فرص لقاء السادة الأكابر، الذين منهم سعادة الدكتور محمود بن عبد الرحمن بن الزبير القابري ـ حفظه الله.<o:p></o:p>
وإن كان ذلك اللقاء الكريم في ظرف زمني ضيق، لا رتباط سعادته بمواعد أرباب منصبه، لكن تفضل علي سعادته بموعدين لطيفين، سبقت إلى الإشارة إلى شيء من مجملاتهما.<o:p></o:p>
ولقد حاولت أن يبارك الله تعالى لي فيما قدر لي من الموعدين بسعادته، إذ سخرت اللقائين الكريمين، في لقط جمانات تاريخ أعلام قبيلته القابريين، المخرز بها سمطها المعنون، بـ: إتحاف الأنام...<o:p></o:p>
فاستعملت ضروباً من التحايلات على زواره الكرام بحيل الراغب في اختلاس الجوهر الممتنع، ما جعل سعادته في نهاية المطاف، يقول لبعض زواره الكرام: إن الباحث العلمي والصحفي هما اللذين يحسنان عصر الشخص عصراً.<o:p></o:p>
أي: هما الحريصان على كسب الفرصة كل الكسب، وعدم تفويتهما أيّ فرصة واردة ولا شاردة تتعلق بمطالبهما.<o:p></o:p>
وعلى كل حال فإن الوقت مع سعادته لما كان غير متسع لي ولا لغيري، انتهزت فيه تدوين ما تم نشره من تراجم: إتحاف الأنام...<o:p></o:p>
فزاحم ذلك أخذ كثير من المعلومات التاريخية المتعلقة بآل السوق، بل كانت ترجم: إتحاف الأنام... سبباً كبيرا في قلة أخذ ما سمح به الوقت في تاريخ قبائل شيوخ أفقه آل السوق. <o:p></o:p>
وكان عزائي في ذلك خدمة أعيان صحرائنا العلماء، من غير النظر في الشكل القلبي، إذ الجميع من أعيانها العلماء ارتفعت بأيامهم منارات العلم، لا سيما في مناطقهم، المزدهرة بهم ـ رحمهم الله...
التمهيد:
هذا وإن سعادته عالم متمكن ومؤرخ ماهر في إعطاء المادة التاريخية بشكل جميل يخرجك بنخبة من درر التاريخ المتنوعة...<o:p></o:p>
من ذلك ما يأتي من إفاداته حول شيوخه أعيان الأعلام، وأعلام الأعيان الكرام ـ آل السوق، الذين يتناولهم بكلام نفيس، حين قال لي: من الأهمية بمكان تدوين تاريخ المنطقة بصفة عامة، وخاصة تاريخ قبائل: كل أسوك ـ آل السوق.. <o:p></o:p>
ولقد لمست من سعادته أسفه الشديد على غياب تاريخ مجتمعات صحرائنا الغالية، بل كثير منه آل إلى الضياع، ثم اشتد أسفه على عدم تدوين تاريخ آل السوق الذي هو الجوهر النقي النفيس، وزهور العلوم الزكية وورود المعارف الشذية وفنون العلم العطرة النرجيس.<o:p></o:p>
الذي من أحسن من نوه بهم، ثم إلى مقام علمهم العالم العلم الأديب فليلي الكنتي، في قوله:<o:p></o:p>
أنخ القلاص بأهل سوق المقصد***واسكب قصيدك ما استطعت وأنشد<o:p></o:p>
سوق الوفا سوق النقا سوق الندى***سوق الشريعة والتراث المخــــلد<o:p></o:p>
إن الثقافة في الحقيقة ملكـــــــــهم***في أمسهم في يومهم بل في غــد<o:p></o:p>
خلقوا لها خلقــــــــت لهم وسواهم***إن رامها متطــــــفل كالمعتـــــد<o:p></o:p>
تجد القماطر إن دخلت نجوعـــهم***ملآنة مخطوطــــــة خط الــــــيد<o:p></o:p>
وترى البراعم والعسالج همـــــهم***نشر العلوم وشرحـــها للمبــــــتد<o:p></o:p>
وإذا قنصـــــــت من الشوارد درة***تحت البحار وفوق سطح الفـــرقد<o:p></o:p>
لوجدتها قيد الأوابد عنـــــــــــدهم***وكأنـها جزئــــــية من أبــــــــجد<o:p></o:p>
انتهى تلخيصاً، من كتاب: المدارس الأدبية في صحراء الطوارق ص60.ط:دار أسمة للنشر والتوزيع.<o:p></o:p>
للأستاذ الأديب زميلنا الجميل الأثر السوقي الخرجي.. <o:p></o:p>
قلت: إن سعادته أهم شخصية علمية في المنطقة، بل على مستوى الشخصيات العالمية المشهود لهم بالمكانة العالية في العلوم والمناصب.<o:p></o:p>
وهو من العلماء الذين تجولوا في الدول فضلاً عن مدن دولته، فضلاً عن مجتمعات صحرائه الذين من أعلم الناس بمن في مشرقها، ومغربها.<o:p></o:p>
ولقد عاش سعادته في تمبكتو كعالم مسؤول، ورجل كبير مأمول، ومع ذلك لم ير ما أنساه المكانة العلمية السوقية السامية، بل لم يزل يراهم المؤسسة العلمية السيادية في المنطقة في القديم والحديث، ما جعله يضرب مثلاً حيّاً حين يتفضل عليّ بتنحي سعادته عن الإمامة في الصلاة، في سلطانه العلمي، والمنصبي... <o:p></o:p>
وما أنا إلاّ طويلب علم، لا على شيء صنع ذلك الصنيع الجميل الآداب إلاّ لحسن عهد الماضي، وما تربعت على عرش الوقت الحاضر قناعته العلمية بالمكانة العلمية الرفيعة ما يتمتع بها آل السوق، فأجرى مجراهم من ينتمي إليهم...<o:p></o:p>
وهو من أعلم الناس بالقبائل العلمية في المنطقة، لكن بقدر جلالة مكنته العلمية بقدر ما بقي مقراً لآل السوق بما أجمل فيما تقدم.<o:p></o:p>
ولقد يجر القول نظيره خاصة فيما نحن بصدده، من جلالة توقيع ما أقر به الشيخ العلامة العلم محمود الإرواني، لآل السوق الذي لم يطلع نجم مثله في تمبكتو علم في عصره، بل ولقد دلت تصريحاته التي أقر فيها لآل السوق بالمكانة العلمية العديمة النظير في جهته إذ خصهم بالذكر العلمي الجميل الجليل.<o:p></o:p>
وأرسل أستار الكناية على عدم وجود أهلية غير السوقيين من أهل العلم خاصة في محيطه لحل أسئلته الملغزة، حتى وقعت في أيدي من سما بها إلى أهل: سوق العلم الكبير...<o:p></o:p>
قلت: ومما لا شك فيه أن أمثال العلم محمود الإرواني في عصره، وأمثال سعادته في عصرنا، وغيرهما عالمان بل علمان متعاقبان عصرا، لو وجد كل واحد منهما في أيامه من في مستوى آل السوق في التبحر في العلوم لنوه به كل واحد منهما، بل لو كان هناك عالم واحد في مستوى أعلام السوقيين في المكانة العلمية لذكر عندهما في معرض ذكر الجهات العلمية التي تستحق أن ينوه أمثالهما بمثله...<o:p></o:p>
فيبقى آل السوق هم هم، المقول على مكانتهم العلمية العلية المجرات ـ:
من ذا الذي لمس المجرة باليد:ـ
سوق الوفا سوق النقا سوق الندى***سوق الشريعة والتراث المخــــلد <o:p></o:p>
إن الثقافة في الحقيقة ملكـــــــــهم***في أمسهم في يومهم بل في غــــد<o:p></o:p>
خلقوا لها خلقــــــــت لهم وسواهم***إن رامها متطــــــفل كالمــــعتـــد<o:p></o:p>
لولا الأصالة مغرساً ما عمـــــرت***تلك المئاثر في فـــــلاة جـــدجد<o:p></o:p>
ما كل من رام العلا بوسيلــــــــــة***نال العلا إلاّ الذي من عـــــســــجد<o:p></o:p>

الشريف الأدرعي 12-26-2010 04:24 AM

رد: إنظار المعسر المدين
 
لعل لي هوامش مفيدة في ترجمة الشيخ بعد وصولها إلى نهايته ،
سائلا الله أن يتغمده برحمته ،شاكرا للأخ يحيى، متمنيا أن يخرجنا من دائرة (النظرة) إلى دائرة (القضاء) لاسيما وهو مظنة (للميسرة)، فالشيخ شيخه وبلديه و...
فلعله يكفينا من النظِرة ما سبق قبل البداية في الترجمة.فهات ماعندكم .ولربما أعثر على مرثية لي للشيخ فأضيفها لك في محلها، وإن ضاعت فحسبنا الله .

السوقي الأسدي 12-27-2010 10:34 AM

رد: إنظار المعسر المدين
 
الشكر والتقدير:
بعد أسنى التحيات:
<?xml:namespace prefix = o ns = "urn:schemas-microsoft-com:office:office" /><o:p></o:p>
الأستاذ الشاعر الأديب الشريف الأدرعي ـ بارك الله فيك وفي مرورك االثمين التحف.<o:p></o:p>
أخي الفاضل، إنه لما كان علماؤنا من الأعلام الذين لم تتوفر مادة تراجمهم على الوجه اللائق تهيبت أن أضع نفسي موضع من ينظم تلك التراجم، على وجه القضاء بوسمها تراجم حقيقة لما يهددنا من الشح في المادة لقلة من دون شيئاً منها، بل عامتها لم يدون ـ حسب علمي القاصر، فلذا انتهجت ما يلي:<o:p></o:p>
**- جمع ما أمكنني من منظانه المأثور القليل، والشفوي الذخر البديل، حسبت فرص ذلك...<o:p></o:p>
**- تدوين تلك المدونات التاريخية ـ حسب مصادرها المسندة إليها نقلاً شفويا...<o:p></o:p>
**- نشر ذلك في رسائل مفردة حسب أعلامها، لا لأنها تراجم حقيقية، وإنما هي وسائل مختارة لجمع أي مادة من هنا وهناك، سواءً مني منك من غيرنا، من الجميع المهم أن تقوى مادتها المجموعة بأن يجمعها أي جامع مؤهل علمياً ماهر في سنن التصنيف، كترجمة مشرفة لائقة بأعلامنا ـ إن حلاً أو مآلا...<o:p></o:p>
فلذلك ألتمس عناوين تشعر القارئ الكريم بمهابتي للموقف ما لم تكن هناك مادة علمية كافية لبناء الترجمة عليها...<o:p></o:p>
فمما نتطلعه من إثراء المادة التاريخية مثل ما وعدت به من الوعد الكريم، في سبيل إضافات تتعلق بما نحن بصدده...<o:p></o:p>
علماً أننا جمعنا لهذا العلم من أعلامنا ترجمة لطيفة أنا وأخونا أبو مريم الشيخ حمزة ـ حفظنا الله وإياه من كل سوء.<o:p></o:p>
فهو أخ كريم بار، بخلفه وسلفه، الذين منهم ما بذله من المجهود الكبير المشكور في سبيل الترجمة لهذا العلم من أعلامنا...<o:p></o:p>
فشكر الله له كلما شكر لأهل الفضل والوفاء، والود والإخاء والصفاء.<o:p></o:p>
هذا وإن كانت تلك الترجمة لا ينقل منها شيئ هنا ـ بإذن الله ـ لما أسلفناه من أن كل ترجمة هي عبارة عن سلسلة من سلسلات تلك الرسائل التاريخية الترجمية المشار إليها آنفا...<o:p></o:p>
كما لم أنس لك مشاركتك الجميلة العنوان، لأنك لما رأيت الترجمة مجردة عن العنوان، عرضت عنواناً، وهو: مرآة المقتدين في ترجمة الشيخ العلامة زين الدين...<o:p></o:p>
فقبلتها قبولاً حسناً، كما أبشرك أيضاً أن نسخة مرثيتك التي أهديتها لي لهذا العلم من أعلامنا، موجودة عندي، ولها وقت نشرها العطر ـ إن شاء الله ـ ولعلها تكون ضمن، ما يتضمنه، معنى قول الإمام السيوطي: <o:p></o:p>
والوجه في إدراكها جمع الطرق...<o:p></o:p>
هذا خلاصة ما أرجو أن نوفق إليه، وما ذلك عند الله بعزيز ـ وهو ولي التوفيق... <o:p></o:p>
<o:p></o:p>

السوقي الأسدي 12-27-2010 10:48 AM

رد: إنظار المعسر المدين
 
توطئة:<?xml:namespace prefix = o ns = "urn:schemas-microsoft-com:office:office" /><o:p></o:p>

إن شيخنا زين الدين ـ رحمه الله ـ من نجباء العلماء النبلاء المبرزين، بل ومن أعيان الأعلام البارزين، الذين يقول عن مثلهم الشاعر الفطن النبيل:<o:p></o:p>
إن الزمان بمثله لبخيل.<o:p></o:p>
وإن كان التبحر في فنون العلم ـ ولله الحمد ـ وصف عموم السوقين بالعلم الذي أصبح هو لسان الحال قبل لسان المقال، الناطق به قلم أيّ عالم بارز في أفقه، إذا جمعهم المحيط قديماً وحديثاً، حين يتناول ذكر أهل العلم حقيقة في أفقهم الذين منهم قلم صاحب تفتيش الوثائق...<o:p></o:p>
قائلاً حين تناولهم، وهو في أقصى بلاد محيطهم مناطق تمبكتو، حين قال: وقد احتفظت هذه المدينة ـ أي: مدينة السوق ـ بمن لا يحصى كثرة من العلماء والزهاد والأتقياء والصالحين والأولياء والكبراء.<o:p></o:p>
تفتيش الوثائق عن تاريخ الطوارق، وبعض الأمم المجاورين لهم في المناطق، 1/131. مخطوط.<o:p></o:p>
فإلى سيرة أحد هؤلاء العلماء الأفذاذ الجبال الجدد، نسير سيرتين سير ذي رشد.<o:p></o:p>
قلت: ولقد أتصور شيخنا ـ رحمه الله ـ الشيخ زين الدين، إذ هو ممن أرضعتني حوالم بحور علوم بني سعده ـ تصور من في سن دون التمييز من يتيم الأبوين.<o:p></o:p>
فعالم علامة علم بر بطلبة العلم خاصة قرابته، كيف لا، وهو الذي أسمعني أول ما سمعته منه، أن قال لي: <o:p></o:p>
*إن أتيتني كرجل من أهل قرابتي، فقد أصبت، إذ نحن وإياكم نجتمع عند الجد السابع أو الثامن ـ الشك مني ـ مصرحاً بجلالة تلك القرابة المتصلة بمن كل نسب مقطوع إلاّ نسبه الشريف... <o:p></o:p>
هذا موقف كما وقع، لم أستطع نسيانه إذ ما زال جرسه المعنوي الجليل ينبهني بين فينة وأخرى عما يجب عليّ تجاه هذا العلم من البر الكريم، الذي أعقب تلك المقالة الجليلة، بهدية سنية غالية جميلة...<o:p></o:p>
*إذ لما رأى مني ما طمأنه على حب الرضاع من بحور علمه الغزيرة، شرع بعد أسبوع، أو أقل من مجيئي له بادئ ذي بدءـ رحمه الله.<o:p></o:p>
وذلك حين شرفني بكتابة المقدمة الآجرومية بقلمه الكريم، من حفظه على نهج العرجون القديم، لدى قبيلة تنغاكل الشهيرة التفنن في العلوم قاطبة خاصة فنون اللغة، ولا سيما علم النحو والتصريف... <o:p></o:p>
المقر لهم بذلك القاصي والداني، ممن يعرف المنطقة من أهل العلم المنصفين العدول...<o:p></o:p>
فهذا العلم حقاً له فضل كبير علي ـ بعد فضل الله العظيم، وهو سبحانه أهل الثناء والمجد.<o:p></o:p>
كما لم أزل أتأسف على استعارة بعض العلماء مني تلك النسخة العتيقة المتميزة، ليكتفي بها لطلابه.<o:p></o:p>
ولكن شاء الله أن تعرضت تلك النسخة عند ذلك العالم الذي استعارها مني للضياع، كما هو شأن كثير من تراثنا الذخار، ولم أزل أطمع بها، إذ لعلها انتقل بها بعض طلبة العلم لدى ذلك العالم إلى أفقه... <o:p></o:p>
<o:p></o:p>
قلت أيضاً إن من الشأن الذي يقال عن مثله: فكيف أذكره إذ لست أنساه.<o:p></o:p>
*اهتمامه الكبير بي، خاصة تشريفه إيايّ بمصاحبته في أسفاره داخل مواطن سفره في صحرائنا الغالية، بل ويسافر بي في أسفاره بين الدول المجاورة كساحل العاج...<o:p></o:p>
ولم يصاحب غيري من طلبته، الذي منهم من: إجلاد، وكل انصر، وقبائل أخرى، فضلاً : كل أسوك ـ آل السوق...<o:p></o:p>
وجل أولئكم الطلبة أكبر مني سناً، بل وأقدم ملازمة مني له في طلب العلم ـ وذلك فضل الله الذي يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم ـ هذا أمر.<o:p></o:p>
وأمر آخر: أن أسفاره الدولية، هو الذي يتحمل تكالفي من... إلى... لانقطاعي عن مواطن من يمكنني بذلك من القرابة، وخواصها...<o:p></o:p>
وأما أسفاره في الداخل فإنه يكرمني بركوب فرسه الخاص الأدهم، وهو على يركب جملاً من جماله.<o:p></o:p>
هذا أمر كبير لدى من يعرف شأن ذلك عند أرباب الخيل، أيام كثرة اقتنائها، فضلا في وقتنا الذي أشبه ركوبه بآلاته من المتاحف التاريخية الغالية...<o:p></o:p>
فإنه بالفعل كذلك في زمن ندرة اقتنائها لا سيما الجياد منها، التي منها ذلك الحصان الكريم الذي كان يركبه شيخنا إلى محل قضائه في مدينة قوسي، التي هو قاضيها الرسمي، بل وأفق بعيدة فضلا ما حولها...<o:p></o:p>
*ومما يقصر النسيان دونه أن منعني، أن أرتبط بأيّ خدمة له فضلاً لغيره، وذلك لكي لا يخرجني أيّ ارتباط من رياض علمه الفياضة النقية ـ رحمه الله رحمة واسعة. <o:p></o:p>
*ومما يذكر فيشكر له أنه ـ رحمه الله: حين يقرر لي قاعدة من القواعد، يقررها على العرجون القديم لدى قبيلتهم العلمية المكرمة، ما يجعل بعض طلابه القدامى، الذين انتهوا من ذلك المتن، يقول لديه: هذا التقرير ما سمعته إلاّ اليوم...<o:p></o:p>
فيقول له: إن يحيى عندما أقرر له قاعدة ما يسهل عليّ أن أتناولها على مثل هذه التقريرات، لما ألمس منه...<o:p></o:p>
وكان يريد بذلك أن يشجعني بكلمة الفهم المدرك لمعاني الوجوه العويصة ـ جزاه الله عني كل خير، عن تلك الصنائع التشجيعية... <o:p></o:p>
هذا غيض من فيض من صنائع علماء قبائل آل السوق، تلك القبائل، يذكرني دورها العلمي والحفاظ عليه ما ألفه عبد الرحمن حفيد أحمد زاد تصنيفاً مفرداً بقوله تعالى: ولقد آتينا داود وسليمان علما..<o:p></o:p>
ومهد لمؤلفه تمهيدات جليلة منها ما أورده في مقدمته من قول عليّ ـ رضي الله عنه:<o:p></o:p>
ما الفخر إلاّ لأهل العم إنــــهم**على الهدى لمن استهدى أدلاء<o:p></o:p>
ووزن كل امرئ ما كان يحسنه**والجاهلون لأهل العلم أعداء<o:p></o:p>
<o:p></o:p>

الشريف الأدرعي 12-27-2010 07:17 PM

رد: إنظار المعسر المدين
 
فشكر الله لك كلما شكر لأهل الفضل والوفاء، والود والإخاء والصفاء.
أهل مكة أدرى بشعابها .
مشكور مسبقا ،فإن زين الدين له في النفس منزلة عظيمة .غفر الله وتغمده بالرحمة والرضوان، وجزاك على بره خيرا
<o:p></o:p>

السوقي الأسدي 12-29-2010 10:38 AM

رد: إنظار المعسر المدين
 
الشكر والتقدير:<?xml:namespace prefix = o ns = "urn:schemas-microsoft-com:office:office" /><o:p></o:p>

بعد أسنى التحيات:

الأستاذ الأديب الأخ الشريف الأدرعي، ـ بارك الله فيك وفي مرورك الأخوي الجليل، ولك مني ضعف شكرك الجميل.<o:p></o:p>

السوقي الأسدي 12-29-2010 10:40 AM

رد: إنظار المعسر المدين
 
اسم هذا العلم الشامخ: زين الدين ابن الشيخ العلامة محمد الصالح ـ الشهير بإنقونا... ـ رحمه الله تعالى:<o:p></o:p>

قلت: إن اسم هذا العلم من أسماء العلماء الأفذاذ الذين ذاع صيتهم العطر باسم علمهم، المقول عن جلالة قدر علمهم:<o:p></o:p>
ومناقب لك لم تكن أيامها**ظناً يريب ولا حديثاً يفترى.<o:p></o:p>

قبيلته المكرمة: تنغاكل:<o:p></o:p>

هذا وإن قبائل آل السوق، من القبائل التي تتمتع بفروع جليلة، إذ ولقد تتبعت إحصائها كغيرها من قبائل صحرائنا الغالية.<o:p></o:p>
فوجدت أن أكثرها من حيث كثرة عدد أسماء فروع كل قبيلة، هي ثلاث قبائل: الأولى في الترتيب: قبائل: إِمْغادْ، فقد بلغت فروعها أربعاً وسبعين قبيلة.<o:p></o:p>
الثانية في الترتيب: قبائل: إمُوشاغْ، فقد بلغت فروعها سبعين قبيلة.<o:p></o:p>
الثالثة في الترتيب: قبائل: كَلَ أَسُّوكْ ـ آل السوق ـ فقد بلغت فروعها أربعاً وستين قبيلة.<o:p></o:p>
قلت: وما عداها من بقية قبائل صحرائنا فمن النادر بمكان، فيما وقفت عليه بعد تتبع أسماء القبائل ـ قبيلة ـ قبيلة ـ ما بلغ فروعها ثلاثين قبيلة، فأكثر.<o:p></o:p>
بل عامة بقية القبائل أقل من ذلك بكثير، مع تفاوت بينها في القلة والكثرة حسب ما وقف عليه جهد المقل...<o:p></o:p>
هذه إشارة لطيفة إلى ما توصلت إليه من تدوين أسماء قبائل الصحراء ـ في مضارب الطوارق...<o:p></o:p>
وإن كان لذلك موضع تذكر فيه تلك القبائل ـ حسب مناسبته، وليس هنا موضع الاستطراد في ذكرها...<o:p></o:p>
وإنما بيت القصيد في هذه اللفتة، تنبيه القارئ الكريم بجملة من قبائل السوقيين، اللاتي كل واحدة منها تتمتع بمقام علمي متميز، إذ ليس لهم مهنة سوى العلم، ونشره، والتفنن فيه، والمنافسة على المنصب الأسمى في المقامات العلمية العلية، المقول عنها:<o:p></o:p>
وإذا قنصـــــــت من الشوارد درة***تحت البحار وفوق سطح الفـــرقد<o:p></o:p>
لوجدتها قيد الأوابد عنـــــــــــدهم***وكأنـــها جزئــــــية من أبــــــــجد<o:p></o:p>
كيف، لا، إذ هي قبائل علم بلغت حد التفاني في سبيل التبحر في العلوم الإسلامية، على حد قول الشيخ العلامة إغلس بن محمد بن اليمان الإدريسي السوقي المرسي ـ رحمه الله:<o:p></o:p>
وآل السوق وإن عدت قبائلــــــــهم***فإنها دون شــــك يثربيـــــــات<o:p></o:p>
فحرفة السوق مذ كانوا بذا سلفــــت***وليس يوجد طــــباخ وزيـات<o:p></o:p>
مدرس لفنون العلــم قاطبــــــــــــة***مشارك البعض للطلاب مشكاة <o:p></o:p>
يبدي لهم من خبايا العلم ما خفــيت***له المسالك نفيه وإثـــــــــبات. <o:p></o:p>
فهنا يحسن القول في معرض من يبشر بذكره آل السوق في قراطيس تخفى أو ترى، أن يتمثل له عن بضاعته المزجاة بقول القائل : <o:p></o:p>
كمستبضع تمراً إلى أرض خيبرا. <o:p></o:p>
حقا إنها كما قال ذلك العالم العلم، في مقالته الشهيرة عن أرباب: سوق الكبير:<o:p></o:p>
سوق الوفا سوق النقا سوق الندى***سوق الشريعة والتراث المخــــلد<o:p></o:p>
قلت: وفقد آن لنا أن نتخلص إلى قبيلة شيخنا قبيلة الجليلة: تنغاكل، التي لما بلغ سعادة الدكتور سمط القبائل العلمية، اشتغل في نظم ما هو أغلى من الدرر في حق هذه القبيلة، إذ يقول: إنها من القبائل العلمية التي ينبغي أن يؤرخ لها في الحقيقة بتاريخ لائق بمقامها العلمي الغزير المنهمر...<o:p></o:p>
ومما يذكر فيسطر، أن الشيخ العلامة الداعية الرابني، الشيخ محمد نوح الإدريسي السوقي المرسي، سمع حفيدة صغيرة له تبكي، وهي بنت محمد بن حسن بن آراب التنغاكلي، نجل مشاهير أعيان تنغاكل الأعلام....<o:p></o:p>
فسأل الشيخ محمد نوح عن سبب بكاء سلالة المشاهير، قيل له: إنها تبكي لأنها نديت بالتنغاكلية...<o:p></o:p>
علماً أنها من مواليد السعودية، مع صغرها جدا ـ ساعتئذ ـ فلما سمع الشيخ محمد نوح سبب البكاء، قال ما معناه: إنها لو تعلم ما يتمتع به اسم تنغاكلي من معاني المفاخر، ما بكت...<o:p></o:p>
قلت: إنه كلام حق، أنها لو كانت تعلم مآثر المفاخر المطوق به تاريخ اسم هذه القبيلة الجليلة المناقب، لما بكت ـ بإذن الله ـ إلاّ بكاء فرح وسرور ودلال وشكر لله لتلك المنن الغالية، والهبات الوافية الوافرة في معرض المآثر التي منها ما تناوله إملاء سعادة الدكتور ـ حفظه الله ـ من ندرة وجود أي قبيلة علمية لميتتلمذ كثير من أعيانها على يد قبيلة تنغاكل، مضيفاً قوله: إن من النادر بمكان تتلمذ أبناء تنغاكل خارجها...<o:p></o:p>
مرصعاً ذلك بقوله: وهذا من خصائص تنغاكل، التي لم أعرف ما شاركها فيه...<o:p></o:p>
قلت: فلما وصل بي سعادته هذا الحد الأسمى في مآثر المفاخر العلمية لهذه القبيلة الجميلة المناقب السنية عزف بي قلم التاريخ إلى قول بعض أصحاب التصورات الباهرة، في بعض صور إشراقات الشمس النيرات:
إذا لم يكن هذا المثال بنافع***فيا ليتني قضيت في الصمت عمريا<o:p></o:p>

السوقي الخرجي 12-29-2010 12:16 PM

رد: إنظار المعسر المدين
 
شكرا للغالي أبي العباس على هذه الترجمة التي أود أن تكون وافية تلم بجوانب كثيرة من حياة عمنا الشيخ زين الدين رحمه الله, والذي شرفتُ بأخذ درس عليه في (باب الفاعل) من الألفية عند بيت الشيخ بزي بن هوسبا وأنا في صحبة شيخي العتيق, والذي أشكره جزاه الله خير الجزاء ومتعه بالصحة على اتاحة الفرصة لي بالسماح بأخذ درس من الشيخ زين الدين.

وأرجو أن تكون الترجمة منوعة بحيث تتخللها قضايا اجتماعية وغيرذلك, حتى تتم المتعة بها.

السوقي الأسدي 01-01-2011 02:55 PM

رد: إنظار المعسر المدين
 
الشكر والتقدير:<?xml:namespace prefix = o ns = "urn:schemas-microsoft-com:office:office" /><o:p></o:p>


بعد أسنى التحيات:<o:p></o:p>

الأستاذ الأديب الأخ أبا عبد الرحمن السوقي الخرجي ـ بارك الله فيك وفي مرورك الأخوي الجليل، وإيناسك الكريم الجميل.<o:p></o:p>
كما أشكر لك هذه الإفادية السنية التي ضمتك إلى رحاب شيخنا العلمي...<o:p></o:p>
كما أبشرك أني كنت ناوياً ذكركم من تلامذته لما تفضلتم به من هذه الفائدة، التي لها قصة ظريفة، أرويها عنكم كما سمعتها منكم من سنين ـ ولله الحمد.<o:p></o:p>
وهي أن شيخكم الشيخ العتيق، لما التقى بشيخنا زين الدين، وجاء وقت درسك، أحالك إلى الشيخ زين الدين، كحال الأقران الفضلاء فقرر لك شيخنا الدرس على نهج مدرستهم...<o:p></o:p>
ثم لما سألكم الشيخ العتيق عما أخذتم من الدرس عن الشيخ زين الدين، قلت له ما معناه: أنا ما فهمت منه شيئا، وأكنه لا يحسن التدريس، فبلغ الشيخ العتيق، ما قلته لشيخنا، فتبسم ضاحكا، على وجه التداعب بينه وبين الشيخ العتيق، من حسن معاني ما حصل لك من التخضرم بين المدرستين في القصة اللطيفة الظريفة...<o:p></o:p>
هذا ولقد جاريتك من باب المقارضة على الأخذ من الشيخ العتيق، كما سيأتي ـ إن شاء الله ـ تحت عنوان: تفصيص العقيق ببعض ما أجابني به الشيخ العلامة العتيق.<o:p></o:p>
متى؟؟ أين؟؟ كيف؟؟ ـ جعلنا الله من أهل التذكير والعظة، الناهجين منهج من قيل لهم أسنى معاني: الصلاة في بني قريظة. <o:p></o:p>
فتخلصاً إلى ذكرك الجميل ضمن تلامذة شيخنا ـ رحمه الله رحمة واسعة:<o:p></o:p>
فمن حظكم الجميل أن تقدم هنا على من يأتي منهم في مسردهم، فأقول: <o:p></o:p>
**- الأستاذ الأديب أبو عبد الرحمن محمد ابن شيخنا أحمد الإدريسي السوقي ـ حفظ الله الجميع.<o:p></o:p>
من سمت به قبيلة: فانبلقو، إلى سماء المجد والمفاخر. <o:p></o:p>
أخذ عن شيخنا ـ رحمه الله رحمة واسعة ـ باب الفاعل من خلاصة من قال عنها:<o:p></o:p>
أحصى من الكافية الخلاصة***كما اقتضى غنى بلا خصاصة.<o:p></o:p>

السوقي الأسدي 01-01-2011 02:57 PM

رد: إنظار المعسر المدين
 
نشأة هذا الجبل الراسخ ـ رحمه الله:<?xml:namespace prefix = o ns = "urn:schemas-microsoft-com:office:office" /><o:p></o:p>

إنه من نفل القول المأثور، أن توصف نشأة الطفل العلمية أنه نشأ نشأة علمية لدى آل السوق عبر قرون إلى عصر شيخنا من العصور، وذلك أصبح عادة تاريخية لديهم، وكأنهم نفس القائل:<o:p></o:p>
وإني امرؤ عودت نفسي عادة***وكل امرئ جار على ما تعودا<o:p></o:p>
قلت ما أجلها من عادة ـ عادة السوقيين في سبيل تحصيل العلم، والتبحر فيه ونشره....<o:p></o:p>
وتلك وراثة ورثوها قدما***على رغم لأنف الحاسدين.<o:p></o:p>
كما قاله أحد أسلافنا الشيخ العلامة محمد آلمين بن محمد الإدريسي السوقي الوامي في قصيدة تاريخية جميلة رائعة تناول فيها بعض خصائص أسلافه من آل سوق العلم الكبير ـ عن بعض أسلافه...<o:p></o:p>
إن آل السوق بحور علم زاخرة، وجبال فنون العلوم الراسية الظاهرة.<o:p></o:p>
تتفجر أنهار العلم من بين صخور تلك الجبال، تجري باسم القبائل العلمية في شتى العلوم في صدور كبار الرجال.<o:p></o:p>
منا بياني ونحـــوي وصــــــــــــر***في ومنا قارئ مفـــسار<o:p></o:p>
ومفقه بالمنطق اتضحت له الـ***ـأقسام والأشكال والأســوار<o:p></o:p>
متكلم جدل خلا في حســــــــا***بي على وفق القــدى نظــار<o:p></o:p>
ومرصع ومصرع ببيــــــانه***في نظمه أنــثره ســـــــــحار<o:p></o:p>
ومحدث عرف الحديث رواية***ودراية فعنت له آثـــــــــــار<o:p></o:p>
ومناظر عرف الأصول مفرعاً***عنها فعن إصدارها إصدار<o:p></o:p>
كما قال أحد أسلافنا الشيخ العلامة محمود بن محمد الصالح الإدريسي الجلال السوقي في قصيدة تاريخية جميلة رائعة تناول فيها بعض خصائص أسلافه من آل سوق العلم الكبير:<o:p></o:p>
قلت وعن مثل ذلك يقول القائل:<o:p></o:p>
وليس يصح على الأذهان شيء***إذ احتاج النهار إلى دليل<o:p></o:p>
كما قال القائل:<o:p></o:p>
قال العالم العلامة الرحالة المؤرخ معالي الشيخ محمد ناصر العبودي عندما تناول ذكر أسياد الصحراء ـ الطوارق ـ قائلاً: ويساكنهم ويعيش معهم جماعة متميزة بالعلم والفهم ومحبة الأدب، هم السوقيون المنتسبون للسوق في تادمكة.<o:p></o:p>
رحلته معاليه المسماة: سطور من المنظور والمأثور عن بلاد تكرور 146. ط: مطبعة النرجس.<o:p></o:p>
هذا قيل من كثير من شهادات أعلام العلماء على تربع آل السوق فوق منصات العلم من بين مجتمعات صحرائنا الغالية، تلك بمثلها يدلي المدعي لحقائق شرف الأصالة العلمية سواء نالها من قبل علماء محيطه، أو قاله العلماء الآفاقيون عن أصله، كما تظاهرت شهادات أهل العلم لإحازة آل السوق السبق فيه، من ذلك ما في القديم مثل ما مر نقله عن صاحب فتح الشكور... <o:p></o:p>
وفي الحديث كصاحب: سطور من المنظور والمأثور...<o:p></o:p>
ففعلا ما قاله القائل الحكيم:<o:p></o:p>
وإذا أتتك مذمتي من ناقص***فهي الشهادة بأني كامل<o:p></o:p>
قلت في مثل هذا الجو العلم النسيم، المتميز بالعلم والفهم ولد شيخنا في قبيلة علمية نافست شقيقاتها من آل السوق لأنهم المنارات العلمية الواضحة المعالم للداخل والخارج، كما سبق وسيأتي شيء منه ما دمت حيّا ـ بإذن الله.<o:p></o:p>
فأصبحت قبيلة صاحب الترجمة مضرب مثل في التمكن والتفنن في العلوم خاصة فنون اللغة، تفننا لا يحتاج إلى برهان، إذ البرهان نفسه لا يحتاج إلى برهان آخر، إذ لو احتاج برهان إلى برهان، لاحتاج البرهان الآخر إلى برهان آخر أيضاً، وذلك من دواعي الدور والتسلسل، وذلك مرفوض نقلاً وعقلاً ويأبه الكل.<o:p></o:p>
وما ورد من ذلك فهو من باب المزيد البياني الخارج مخرج التوكيد:...<o:p></o:p>
عند الفطناء، من ذلك ما أورده القرطبي:<o:p></o:p>
(وفي السماء رزقكم وما توعدون) فقال الاعرابي: لقد وجدنا ما وعدنا الرحمن حقا، وقال: وهل غير هذا ؟ قلت: نعم، يقول الله تبارك وتعالى: (فورب السماء والارض إنه لحق مثل ما أنكم تنطقون) قال فصاج الاعرابي وقال: يا سبحان الله ! من الذي أغضب الجليل حتى حلف ! ألم يصدقوه في قوله حتى ألجئوه إلى اليمين ؟..<o:p></o:p>
وعلى كل حال فإن شيخنا نشأ نشأة علمية متينة متميزة، إذ من الدر الثمين اللقيط، ما قذفه إلى الساحل البحر المحيط:<o:p></o:p>
أن شيخنا نبغ نبوغاً علمياً باهراً، إذ حول السادسة من عمره تجاوز المقدمة الآجرومية، وملحة الإعراب وقرط الندى وكتاب الجمل للزجاجي، بعد أخذه القرآن الكريم، إضافة إلى ألفية ابن مالك....<o:p></o:p>
فقطع عن الدراسة سنة كاملة خشية عينة لامة، من مرضى النفوس الزالقة.<o:p></o:p>
ثم بعد تلك السنة أو التي لها لاحقة، استأنف التدريس معه في بعض الفنون المقررة في مدراس آل سوق: العلوم الكبير، فأنهاها في السنة نفسها منها الكافية لابن مالك.<o:p></o:p>
فقطع عن الدراسة سنة كاملة مرة أخرى ـ خشية ما تقدم، لكن لما وقعوا بين مرين تأخير هذا الطفل الميمون إلى سن البلوغ فيكمل مسيرة أسلافه في التحصيل العلمي المتين المتميز...<o:p></o:p>
هذا أمر اختياري مخوف عليه من جهة تضيع وقت يقدر بعشر سنوات.<o:p></o:p>
فبعد النظر في جوانب كثيرة منها هذا، توصلوا إلى حل جميل، وهو باب ضرب من الحيل الوسيلة إلى اتقاء عيون الحاسدين ـ نعوذ بالله منهم ـ فاتفقوا على تعميمه حول السن الثامن ليرى في العيون رجلاً لا يستغرب عن مثله أي مرحلة علمية هو فيها....<o:p></o:p>
ولقد جمعت شيئاً من لطائف ما قيل في العمامة عند الطوارق، بعنوان: سل الحسام على هامة من تناول أعراض أهل اللثام.<o:p></o:p>
فبهذه الحيلة واصل غوصه في بحور العلوم مرة، ومرة أخرى يتسلق جبال فنون العلم...<o:p></o:p>
وما زال به لطف الله وعنايته حتى استقر على جدي بحور العلوم الإسلامية وهو طفل كما يشير إليه هذا البيت....<o:p></o:p>
لا تفرحن بتبرع ابني زيننا***بصوابه من قبل رشد يؤنس<o:p></o:p>
كما قاله أحد أعمامه الأعلام لأحد أعمامه الأعلام على وجه مأخذ كل واحد على الآخر، وهما من فحول الأعيان وقتئذ الكبار سناً وعلماً، ومع ذلك لما كان هذا الشبل من ذاك الأسد، خاض المعركة ضد هما، لتتسع الدائرة به، لكن جرى صنيعهما الجميل به مجرى احتيال عليه بحيلة الإقرار بحسن مأخذه، والثناء عليه تنويها بنجابته وهو في بداية سير سيرته العلمية مع الجواري الكنس: الذي أصبح به استفحال أمر النجابة العلمية، أن صار إلى هذا المستوى من العلم: من قبل رشد يؤنس.<o:p></o:p>

أبوعبدالله 01-01-2011 05:35 PM

رد: إنظار المعسر المدين
 
بارك الله فيك مؤرخنا الكريم أبي العباس وجزاك خيرا على هذه السلسلة النيرة عن أعلام اهل السوق عامة وعن شيخنا زين الدين التنغاكلي ولي ملاحظة على ماتقدم من ترجمته وهي عدم ذكر شيوخه في الترجمة .
أكرر شكري وتقديري لكم

السوقي الأسدي 01-03-2011 12:34 PM

رد: إنظار المعسر المدين
 
الشكر والتقدير:<?xml:namespace prefix = o ns = "urn:schemas-microsoft-com:office:office" /><o:p></o:p>


بعد أسنى التحيات:<o:p></o:p>

الأستاذ الكاتب أبو عبد الله ـ بارك الله فيك وفي مرورك الأخوي الثقافي المثري، أشكرك الشكر الجميل.<o:p></o:p>
الأستاذ الفاضل، من حقكم إبداء حقائق الملاحظات، والملاحظ هو المستفيد الأول.<o:p></o:p>
لذا لتعلم أن ملاحظتك وصلت بوصولنا مواطن معانيه ـ فارحمني بالدعاء الصالح، ولك مني الشكر والتقدير...<o:p></o:p>
علماً أن صعوبة الوقوف على مثل أولئك الشيوخ الأكابر من علماء السوقيين وغيرهم، هو الذي أوردني موارد متشعبة المذاهب.<o:p></o:p>
وكل ذلك لأشارك في انتشال ما يمكنني إنقاذه من تاريخنا الغني المناجم المجدية...<o:p></o:p>
نسأل الله أن يتداركنا برحمته الواسعة في الدنيا والآخرة.

السوقي الأسدي 01-03-2011 12:37 PM

رد: إنظار المعسر المدين
 
شيوخ شيخنا الأطواد الرواسي ـ عليهم شآبيب رحمات الرب ـ سبحانه في علاه:<?xml:namespace prefix = o ns = "urn:schemas-microsoft-com:office:office" /><o:p></o:p>
قلت: إن من مواطن الحزن الأليم، ما أسوتي فيه هدي النبي يعقوب ـ عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة وأتم التسليم: <o:p></o:p>
إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ...<o:p></o:p>
اللهم ألطف بنا يا من بلطفه أكرم من سن سنة الحزن حين يغيب خبر فضلاء الأنام بإيناس وحشته بابن الكريم بن الكريم الكريم...:<o:p></o:p>
يَا أَسَفَى عَلَى يُوسُفَ وَابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ الحُزْنِ فَهُوَ كَظِيمٌ.<o:p></o:p>
إن مما يعد من بلاء التاريخ السيئ المبين، ما دفن في صحرائنا التي اعتدت علينا بتصحرها الذي لم يسل منه أرباب القلم العليم الصائب، كقلم صاحب: أدب الكاتب....<o:p></o:p>
من تدوين باذخ مفاخر مجد تاريخ ما لا يحصى من علماء آل السوق عصراً عصراً خاصة مثل هذه الفترة المتمتع بجهابذة العلماء الأعلام، في كل فن، بين قبائل السوقيين، ولا سيما أعلام هذه القبيلة التي من غدر الزمان بأهله ما كنزه من درر تاريخ مثل أعلام هذه القبيلة الجليلة المآثر العلمية فناً فناً...<o:p></o:p>
الذين منهم بعض شيوخ شيخنا المهتدى بهم إلى ما هو من يسير أثرهم أثراً كاد أن يندرس باندراس جهته.... <o:p></o:p>
وقد وقفنا عليه بعد طول البحث في براري مضارب تلك الصحراء التي كأنها المعنية في دفنها مفاخر أهلها بالمثل المشهور، الموعوظ به صاحب: لعاب المنية ـ المناقش:وعلى نفسها جنت براقش.<o:p></o:p>
وفي مجلة الكوثر ـ العدد 16 ـ السنة الثانية ـ ذو الحجة 1421هـ ما نصه: وكانت بلدة السوق مركزاً مهماً تخرّج منه آلاف العلماء. <o:p></o:p>
كل هذه الأعداد الحقيقية وغيرها من آل السوق، ومن القبائل العلمية المتمتعة بها هذه الصحراء الجانية على نفسها مع غلائها في نفوسنا، إلاّ أنها أصيبت بداء الصحارى، الخاص بدفن محاسن أهلها ـ إنا لله وإنا إليه راجعون.<o:p></o:p>
فها نحن نتعرج الآن مع سعادة الدكتور محمود زبير ـ حفظه الله ـ إلى سلسلة من شيوخ شيخنا الأطواد.<o:p></o:p>
**- الطود الأول: والده الكريم الشيخ العلامة محمد الصالح ـ إنقنا ـ بن حازَّ السوقي التنغاكلي ـ رحمه الله تعالى.<o:p></o:p>
فقد أفادني سعادته بأن نجله شيخنا قرأ على والده جمع الجوامع. <o:p></o:p>
قرأ عليه جمع الجوامع..<o:p></o:p>
قلت: ما أدراك بهذا العلم النير به زمانه الشيخ العلامة محمد الصالح ـ إنقنا ـ رحمه الله ـ الذي مما التقفناه من يد الاندراس، ما حدثني به شيخي المؤرخ ربيعة الرأي عبد الله بن محمد آحمد الشهير بإنتملمولي الإدريسي السوقي المرسي ـ حفظه الله ـ أحد حفاظ التاريخ الثقات الأكياس، أن أحد أعلام الدعوة إلى الله تعالى ـ في عصره الشيخ العلامة السلفي الحجة الرباني، المتفنن في العلوم الإسلامية الشيخ عبد الله بن المحمود المدني الأدرعي السوقي التيسي ـ رحمه الله رحمة واسعة ـ من سما بصحرائنا إلى عالم المفاخر الحقيقية ـ الدعوة إلى الله على الصراط المستقيم ـ هدي إمام أئمة الدعوة محمد بن عبد الله المصطفى ـ صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أهل النهج القويم.<o:p></o:p>
إن بدر الدجى الشيخ عبد الله المدني، لما زار الكثير من قبائل آل السوق، المتمتعة وقتئذ بأعلام العلماء الكبار، كان من بين من زار قبيلة تنغاكل الحصينة الدار، وكانت زيارة هذا العلم الدعوي الكبير، وقعت في زمن جبال من العلماء في حيّ تنغاكل، ومن بين أولئك السادة الأكابر العلم الشامخ محمد الصالح ـ إنقنا ـ رحمه الله.<o:p></o:p>
فاستقبلوه بالحفاوة والإكرام، وبعد أن وقع أسنى معاني الضيافة اللائقة بالأعيان الكرام، تفرغ له هذا الطود الشيخ محمد الصالح ـ إنقنا ـ بعد أن التمس من أسود أفقه الضارية، أن يتيحوا له الفرصة الانفراد بهذا الضيف الدعوي الكريم، خاصة فيما يتعلق بالكتاب والسنة، فآثروه على أنفسهم، ولو كان بهم خصاصة.<o:p></o:p>
عند ذلك التقى البحران، إلاّ أن بينهما برخ السنة النبوية ومواطن مختارة من آي الذكر الحكيم، فلا يبغيان. <o:p></o:p>
في وسط جهابذة أولئك الحضور، فما من سؤال دقيق تخفيه الصدور، إلاّ وعرض هذا العلم الشيخ محمد الصالح ـ إنقنا ـ ما دق منه في الكتاب والسنة، وكان بقدر دقة تلك الأسئلة الدقيقة، قدر ما ورد عليها جواب علم الدعوة إلى الله تعالى الشيخ عبد الله المدني بكل ثبات وإتقان وتمكن ومهارة في معقوله وحفظ وضبط لمنقوله...<o:p></o:p>
ما جعل العلامة العلم الشيخ محمد الصالح ـ إنقنا ـ يقول لأعلام عصره: ما رأيت أحفظ لكتاب الله ولا للسنة، ولا أعلم بهما من هذا الشاب...<o:p></o:p>
وكان أسن من المدني بكثير...<o:p></o:p>
ولما أشعرهم بتركه لهم وتركهم له، بإقراره للمدني بتلك الشهادة التي بمثلها يسمو التاج على الرؤوس، ولو تعامى عنها المقصور من مرضى النفوس... <o:p></o:p>
بمثل تلك الشهادات التي يفتخر بها إن وقعت لأنها من قبل أهل العلم العلماء الأعلام، لا من يعد إن وقعت منه الشهادة بمثلها تكون في مقابلها كشهادة العوام.<o:p></o:p>
ثم إن بدر الدجى الشيخ عبد الله المدني، لما خرج من المغاطسة في علوم القرآن والسنة، خرج من السباحة بمهارة فائقة، من حينها قال لؤلئكم الأسود ـ جبال العلم الجدد البيض الغرابيب السود، أريد القِرى ـ الضيافة، قلوا مقالة: نحن الضيوف وأنت رب المنزل.<o:p></o:p>
أي: اختر من أنواع الضيافة ما تتوق إليها النفس، فقال بعد أن صعد به الحال النفس: إنني أشتاق ما اشتهر عنكم من المهارة في النحو، فنزل ببعضهم الميدان، فخدره ببعض مخدرات النحو الحسان...<o:p></o:p>
ما جعله يقول قوله المأثور: أشهد أن النحو ما شرّق ولا غرّب لإنَبْرامْ...<o:p></o:p>
فأين نجلة أعيان كبار الرجال، فلتبك تلك الباكية هنا بكاء ذات الدلال.<o:p></o:p>
قلت: وإنبرام، منزل من منازل قبيلة تناغكل في الربيع والخريف، وهو في ضواحي قوسي على مشرقها، ويبعد عنها نحو عشرين كيلاً.<o:p></o:p>
هذا وإن هذه الحادثة التاريخية الجليلة أتحفني بها شيخي ربيعة الرأي استطراداً هذه السنة 1431هـ.<o:p></o:p>
لأنها قالها لي معرض ما كتبته عنه مما يتعلق بالشيخ العلامة السلفي العلم عبد الله المدني، الذي سمع منه تلك القصة، إذ كان شيخي ربيعة الرأي ممن يستصحبه الشيخ المدني ـ رحمه الله.<o:p></o:p>
وكان شيخي غلاما وقتئذ، فلازمته لأخذ ما في ذاكرة التاريخ خلال يومين هما ظرف زمان، لما يتعلق بهذا العلم الدعوي الشامخ، الذي مازلت أسعى إلى أن أظفر بمزيد من تاريخ أيامه الجليلة لأسبكها سبك المجوهرات ـ بإذن رب الأرض والسماوات.<o:p></o:p>
لأن الدعوة إلى الله تعالى أجل ما شغل بها المرء حياته لأنها سعادة الدارين، والذي دعاني إلى المشاركة في جانب التاريخ إنما هو ضرب من التحيز، الذي يمكنني من تدوين شيء من تاريخ مجتمعاتنا في صحرائنا الغالية، خاصة جانب أهل العلم، وسادات المنطقة...<o:p></o:p>
فإذا تيسر شيء من قيد بعض ذلك الصيد الثمين، فسنعتزل الساحة للغير عائدين إلى الدعوة إلى الله بين خدمة آثار أهلها ـ بإذن الله ـ وبين نشر ما تدعو إليه من إفراد الله تعالى وحده، وبيان ما يضاده مما ابتدع خاصة في جانب العقيدة الصحيحة والتوحيد السليم ـ إن شاء من بيده ملكوت كل شيء.<o:p></o:p>
فصبر جميل، وقديماً قيل قول الشاعر النبيل:<o:p></o:p>
لا بد من صنعا وإن طال السفر. <o:p></o:p>
هذا ما أرجو أن نوفق إليه، وما ذلك على الله بعزيز، وهو ولي التوفيق. <o:p></o:p>

د.أبوعمر المراكشي 01-03-2011 10:25 PM

رد: إنظار المعسر المدين
 
شكرا لك أخي على نقلك هذه السيرة العطرة لهذا الجبل الأشم - أجزل الله لك وله المثوبة-.

السوقي الأسدي 01-05-2011 10:46 AM

رد: إنظار المعسر المدين
 
الشكر والتقدير:<?xml:namespace prefix = o ns = "urn:schemas-microsoft-com:office:office" /><o:p></o:p>


بعد أسنى التحيات:<o:p></o:p>

سعادة الدكتور أبو عمرو المراكشي زينة الدور ـ بارك الله فيك وفي مرورك الأخوي الجميل، الحسن معاني الدعاء الجليل.<o:p></o:p>
سعادة الدكتور الأستاذ الفاضل، لتعلم أن ليس هناك قبيلة علمية غير آل السوق في صحرائنا الغالية إلاّ وبحث عنها وعما لها من الفضائل.<o:p></o:p>
ودونت من ما ـ إن شاء الله عندما يتلى فضلها عند ذكر مآثرها بنشرها، ليقولن القارئ الكريم إن الكاتب من حفدتها الفخورين بمكللات جواهر عرشها. <o:p></o:p>
وفاءً لتاريخ أعلام صحرائنا الذين منهم سادات دولهم الذي أسطر شكري هنا مرة ثانية لمرورك الثمين على موضوع: تطوير الفن....في تاريخ آلاد وكردن. <o:p></o:p>

السوقي الأسدي 01-05-2011 10:49 AM

رد: إنظار المعسر المدين
 
الطود الثاني: الشيخ العلامة أحمدُ بن محمد الصالح ـ إنقنا ـ بن حازَّ السوقي التنغاكلي ـ رحمه الله.<?xml:namespace prefix = o ns = "urn:schemas-microsoft-com:office:office" /><o:p></o:p>
قلت: من أجل ما أتحفني به سعادته من فوائد مدخرات التاريخ، الوقوف على هذا الطود الشامخ.<o:p></o:p>
وإنني كلما لمت صحرائنا الغالية ندمت على ذلك لما ظهر لي من أسرار صناع التاريخ.<o:p></o:p>
قوم يقودك صنيعهم الجميل إلى ما بلغ بهم التواضع والزهد عن الدنيا والبعد عن خشية العجب بالنفس كل مبلغ، فكان من توافقهم العجيب، أن تواطئوا على ذلك الهدي الجليل الذي لو تأمله حق تأمل من دان نسفه، لأصيبت مقاتل نفسه خاصة في معرض إظهار المفاخر التي هي خلاصة مآثر الأقوال والأفعال المحمود في ميزان المناقب، فمن نظر في آية: أتعلمون الله بدينكم.<o:p></o:p>
لا شك أنه إن لم يكن مغلوباً سيسرع إلى إحياء معنى قول القائل الحكيم:<o:p></o:p>
ما يصنع العبد بعز الغنى***والعز كل العز للمتقي.<o:p></o:p>
هذا إذا كان في جواهر الغنى الملموس المشاهد، فما البال بصنيع وقع كمنقبة جليلة وفق إليه المحظوظ بها، ثم مضت بمضي يومها، بل ساعتها...<o:p></o:p>
فلا يمكن الاستفادة منها إلاّ على سبيل ذكرها...<o:p></o:p>
وذلك مما يدركه أيّ عاقل، فما بالك، بمن أمر أن يتدبر قول الحق ـ سبحانه:إن أكرمكم عند الله أتقاكم...<o:p></o:p>
قال الإمام القرطبي ـ رحمه الله: وفي الآية ما يدلك على أن التقوى هو المراعى عند الله تعالى وعند رسوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ دون الحسب والنسب. سورة الحجرات. <o:p></o:p>
فكان هؤلاء الأطواد من الذين أكرمهم الله بفقه قوله سبحانه: لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعاً متصدعاً من خشية الله وتلك الأمثال نضربها للناس...<o:p></o:p>
فلذلك تجد أن كثر ما دون من قبيل المآثر من السير والتراجم إنما كتبه دون من أكرم به خشية الإفلاس.<o:p></o:p>
فما وقع منه خلاف ذلك كمن كتب عن نفسه ـ مشكوراً ـ إنما وقع بعد أن تلثم بلثامه الحديث متزينا بمعاني آية: وأما بنعمة ربك فحدث. <o:p></o:p>
فأورث هول الموقف ـ نقلاً وعقلاً ـ علماء صحرائنا خاصة آل السوق أن جبنوا كلهم، حتى عن تحدث أحد أعلامهم بتدوين سير من سواه فكان كل جيل ضحية من قبله على سواء كأسنان مشط، متوارثين تحقيق أسمى معاني قال الشاعر، خاصة في مثل تي المشاعر:<o:p></o:p>
حسبت التقى والجود خير تجارة***رباحاً إذا ما المرء أصبح ثاقلا<o:p></o:p>
ومما يؤيد ذلك ما تناوله الدكتور الهادي المبروك الدالي، حين تكلم آل السوق، قائلاً: وبما نحن بصدد الحديث عن الحياة الثقافية في تمبكتو يجدر بنا أن نتحدث عن مدينة السوق التي كانت مركز إشعاع حضاري في السودان الغربي...<o:p></o:p>
وقد أعجب بهم سكان أزواد لعلمهم وتقواهم...<o:p></o:p>
مملكة مالي وعلاقتها مع المغرب ـ ط: دار صنين للنشر والتوزيع.<o:p></o:p>
لذا فكل ما وقف عليه من آثارهم الحسنة، هم وأمثالهم، إنما هو من باب قول الآخر:<o:p></o:p>
يخفي صنائعه والله مظهرها***إن الجميل إذا أخفيته ظهرا<o:p></o:p>
هذا وإني بهذا الطود العظيم الذي آوى إليه أخاه، ليقوي أصوله الثابتة في شتى الفنون...<o:p></o:p>
إذ الحال ينطق بأن مبادئ العلوم أخذها شيخنا بينه ويبن ركن أصلهما المتين الشيخ العلامة محمد الصالح إنقونا ـ فنشأ شيخنا بين والده العلم الشهير وبين أخيه ذي المقام العلمي الكبير، المتين المعارف أحمد، فامتلأ علماً من رأسه إلى أخمص قدمي الجسد، كوعاء علمي طاهر حصين، فحوض فياض فنهر عذب معين...<o:p></o:p>
ثم إنه بعد هذه المرحلة الجميلة بدأت رحلته العلمية في سفن بحرية علمية تنغاكلية إماماً بعد إمام كالجواري المنشآت في البحر كالأعلام.<o:p></o:p>
على معنى قول أحد الناطقين بحقيقة آل السوق جيلاً جيلاً، وهو الشيخ العلامة إغلس الإدريسي السوقي المرسي، حين تخلص إلى قوله:<o:p></o:p>
ولا أرى غير التعلم الحسب***ولا أمت بأساليـــب النســـــب<o:p></o:p>
لكنني من ضئضئ ابن المنتخب***الحسن اللباب من أم وأب<o:p></o:p>
<o:p></o:p>

السوقي الأسدي 01-08-2011 09:25 AM

رد: إنظار المعسر المدين
 
الطود الثالث: الشيخ العلامة أحمدُ بن الصالح ـ مَقا السوقي التنغاكلي ـ رحمه الله.<?xml:namespace prefix = o ns = "urn:schemas-microsoft-com:office:office" /><o:p></o:p>
قلت: إن هذا الحبر بحر من بحور العلم الزخار، وعلم من أعلام العلم الوهاج به عصره من كأنه العلم الذي: في رأسه نار. <o:p></o:p>
ولقد كان من بحار فنون العلم الذي تتسابق إليه سفن أعيان طلاب العلم لاستخراج أفخر أنواع المجوهرات العلمية، فتظل تلك السفن ـ ما شاء الله رواكد، ثم تعود بأربابها أعيان العلماء كل علم شامخ مشاهد.<o:p></o:p>
بعضهم اسقر به مغربه ركناً شديدا للبلاد، وبعضهم شرق إلى المشرق فإذا هو ركن شديد العماد.<o:p></o:p>
فطرزت بهذا العلم تراجمهم في المخطوط والمطبوع من مشاهير آل السوق ممن تشرق، ليقيد مسطراً بماء الذهب المعنوي في مسرد شيوخه الأعلام اسم هذا العلم: أحمدُ بن مَقا.<o:p></o:p>
هذا وإن طالباً واحداً فقط من مشاهير طلابه في بلاد الحرمين، قد تخرج في يده هو جمهور من علماء المشرق الأعلام ـ جعله الله ممن لم ينقطع عنه أجر ما بذله من الجهد الكبير في تعليم فنون العلم العظام.<o:p></o:p>
وهنا أقول ومن الفوائد الفرائد الجليلة العجيبة، أن ليس هناك من يسعى آل سوق العلم الكبير في أفقهم بمنافسه في العلم...<o:p></o:p>
بل الحقيقة أن المنافسة بين الشيخ السوقي وتلميذه أياً كان، على نحو ما شافهني به شيخنا زين الدين صاحب هذه الترجمة قائلاً، في معرض بيانه القرابة بيننا كما مضى، مضيفاً قوله: وإن كنت أتيتني لأجل العلم فلا تفضحني، معللاًً معنى ذلك بقوله: لأن الطالب إذا لم يكن نجيباً بسبب جده واجتهاده يصبح في ظاهر الأمر عاراً على شيخه...<o:p></o:p>
فلذا آل السوق لا ينافسون إلاّ شيوخهم جيلاً جيلاً على نحو قول القائل:<o:p></o:p>
مشى الطاووس يوماً باختيال***فقلد شكل مشيته بنوه <o:p></o:p>
ولقد كان طلاب السوقيين أروع الأمثلة في حقيقة ذلك، وسعادته المنقول عنه هذه التراجم نسخة من نسخ واقعهم العلمي الجليل.<o:p></o:p>
لذا فمن يسوق لنفسه بمنافسة كل أسوك له في مراتبه العلية، فليعلم أنه على زعم منه لا غير...<o:p></o:p>
فالسوقيون لا يعلمون عنه ولا يدرون به ولا يعرفون عنه شيئاً فضلاً عما يسوقه شأنهم في ذلك من أتاهم من أهل العلم وعرض عليهم ما أشكل من مسائل العلم بينوا له ما شهد التاريخ بمثله، كما في مسألة حكم الحج بالطائرة، أتاهم السوال نظماً فأجابوا عليه نظماً بمائة قصيدة منها النيرات، كما سماها الشيخ الكنتي صاحب الطرح، ما جعل التاريخ يتغنى بثنائه عليهم بأعطر ثناء، كما وقع من غيره لهم، وإذا لم يقصدهم عالم بمثل ذلك فهم في القديم والحديث همهم التبحر في العلم كمهنة شرفهم الله بها جيلاً جيلا. <o:p></o:p>
وليس ذلك عن آل السوق بالشيء العجيب، بل ندرة وجود من لم يبلغ مرتبة العلماء الأفذاذ فضلاً ما دونهم من طبقات العلماء المتفاوتين.<o:p></o:p>
هو الذي يجعل من يتكلم عن السوقيين من أعيان العلماء الثقات الأثبات العدول يعمم المدح في آل السوق جهة تبحرهم في العلوم، وتنافسهم في المقام العلمي الأسمى كما تقدم بيانه. <o:p></o:p>
ولقد مضى شيء من ذلك مما قاله علماء الآفاق، الذين منهم: الشيخ العلامة اندغ محمد المختار بن القاضي ـ رحمه الله ـ حين جمعهم به المحيط أنشد: قصيدة يمدح فيها السوقيين.<o:p></o:p>
كما في كتاب: التاريخ السياسي والاقتصادي فيما وراء الصحراء، ص 370 للدكتور الهادي الدالي.<o:p></o:p>
هذا غيض من فيض ما لو رام أيّ مدع في أفق صحرائنا الغالية أن يولد وليدة تنافس من توتر ثناء العلماء عليهم، لكذب حين يخضع لتحقيق قول القائل:<o:p></o:p>
والدعاوى ما لم تقوموا عليها***بينات أبناؤها أدعياء<o:p></o:p>
وباب الدعاوى باب يهرع إليه ضعفة الحجج والبينات خاصة، كوسيلة إثبات مزاعم صنف بعض أهل العلم في بيانها، من ذلك عبد الحافظ عبد الحق الحجاجي المصري، تحت عنوان: منح مفيض التوفيق في كيفية الدعاوى والتوثيق.<o:p></o:p>
جمع فيه قواعد أحكام شرعية وأصول الدعاوى وشروط صحتها...<o:p></o:p>
كما قاله محمد مطيع الحافظ، في كتاب: فهرس مخطوطات الظاهرية ـ الفقه الحنفي 2/217.<o:p></o:p>
قلت: بمثل تلك الشروط ينكشف كل جعل الكذب مطية، ليفجر بكذب لم يعرف له أصل من قبل بل محض فرية ومينة.<o:p></o:p>
<o:p></o:p>
ولقد كان استصحابي لنقول العلماء في مصادرهم نقلاً موثقاً من باب قوله تعالى: قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين.<o:p></o:p>
ليكون مما يمكن القارئ الكريم الرجوع إليها حول ما أسندته إليها من درر ما قيل من الثناء العطر كدليل جليل لما بلغه من المرتبة العلمي العليا ((كل أسوك ـ السوق ـ السوقيون ـ آل السوق ـ التادمكيون...إن ذكرت تادمكة في معرض العلم)).<o:p></o:p>
ولولا إفادة القارئ الكريم الآفاقي ببعض حقائق آل السوق العلمية الجليلة السامية، لما تناولت ـ بإذن الله ـ تلك النقول النيرات بمدح آل السوق في معرض التبحر في العلوم الإسلامية، لما قيل: المرء أدرى بما في بيته..<o:p></o:p>
لكن جنحت إلى النقول المسندة لإتحاف القارئ الكريم بما يورثه التحقق من القول.<o:p></o:p>
فمن ادعى قرب مستواهم على الخصوص والعموم، فضلاً عن محاذاتهم حذو القذة بالقذة فليكشف لنا عن ذلك السر المكتوم. <o:p></o:p>
ممن بلغ ذلك في أفقهم نقلاً من صادر مطبوعة مغربية، أو أخرى مشرقية مطبوعة عربية، باسم قبيلة مشهورة باسم يميزها عن بقية قبائل العالم غير العامة، فالعامة يشترك فيها من ينتسب إليها من أرجاء المعمورة.<o:p></o:p>
فعند الرجوع إلى المصادر، يعلم حقيقة الوارد من الصادر، في مثل ذلك تورد شواهد المغلوب، قائلين بقول القائل:<o:p></o:p>
سوف ترى إذا انجلى الغبار***أفرس تحتك أم حمار<o:p></o:p>
فمن أراد إثابة دعواه فليأت بها بيضاء نقية على منهج المتبع لدى: ذي المعرفة.<o:p></o:p>
قال ابن الصلاح: روينا من غير وجه عن عبد الله بن المبارك، أنه قال: الإسناد من الدين، لولا الإسناد لقال من شاء ما شاء.<o:p></o:p>
ص 215. ط: دار الحديث للطباعة والنشر والتوزيع. <o:p></o:p>
إذ من رام إثبات محجة بلا حُجة، كان كمن بر غيره بفرض عينه حِجة.<o:p></o:p>
ولقد كانت التراجم والسير والتاريخ عموماً من المناقب وما في معناها مما لا ينبغي أن يتناولها الكاتب من عندياته من غير: أثارة من علم.<o:p></o:p>
فما أحسن قول القائل: <o:p></o:p>
الدين إنما أتى بالنقل***ليس بالأوهام وحدس العقل<o:p></o:p>
ولقد كان بوسعي أن لا أذكر نقولات الشواهد عن ((كل أسوك)) البتة على نحو ما مر شيء منها، لكن ذلك سبيل من يهرف بما لا يعرف، أو من يعدم شواهد البراهين على إثبات مزاعمه، فيحيي لقراء الحقائق حقيقة قول القائل:<o:p></o:p>
إذا قالت حزام فصدقوها***فإن القول ما قالت حزام.<o:p></o:p>
فعند الرجوع إلى تاريخ: آثار آل السوق العلمية، سيرى القارئ الكريم رأي العين حقيقة قول الشاعر:<o:p></o:p>
العلم أبقى لأهل العلم آثارا***يريك أشخاصهم روحاً وأبكارا<o:p></o:p>
من ذلك ما يتمتع به مركز أحمد بابا التمبكتي، من مخطوطات كثير منها تأليف آل السوق، وكثير منها منسوخة بخط كل أسوك، ما جعل مركز أحمد بابا التمبكتي يصنف ما وجد منسوخاً بخطهم الجميل المعروف بصنف خطي خاص، كما يلي نصه: وكتبت مخطوطات المكتبة بعدة خطوط، منها: المشرقي، والمغربي، والصحراوي، والسوقي، والسوداني.<o:p></o:p>
ولكل نوع من الخطوط تنوعات عديدة، فذكرنا الأنواع الرئيسية فقط. 1/د.فهرس مخطوطات أحمد بابا للتوثيق والبحوث التاريخية بتنبكتو.<o:p></o:p>
إعداد سيدي عمر بن على.<o:p></o:p>
طبعة: مؤسسة الفرقان للتراث الإسلامي. <o:p></o:p>
وكل من عجز عن إثبات دعاويه التي هي أوهى من بيت العنكبوت، أجبر خاطره بمعرفة مصير مقلوب الحقائق، بقول القائل عنه: <o:p></o:p>
كناطح صخرة يوماً ليوهنها***فلم يضرها وأوهى قرنه الوعل<o:p></o:p>
لذا إذا بلغ بنا السعي تاريخ: التاريخ التراثي السوقي، ستكون هي الحكم الفاصل، كما يكفي دليلا ما في مركز أحمد بابا التمبكتي، وفيه غنية تجعل القارئ الكريم يقول حقاً ما قاله الشاعر:<o:p></o:p>
العلم أبقى لأهل العلم آثـــــــــارا***يريك أشخاصهم روحاً وأبــــكارا<o:p></o:p>
حيّ وإن مات ذو علم وذو ورع***ما مات عبد قضى من ذاك أوطارا<o:p></o:p>
وذو حياة على جهل ومنــــــقصة***كميت قد ثوى في الرس أعــصارا<o:p></o:p>
واجعله لله لا تجـــعله مفـــــــخرة***ولا ترائي به بـــــدواً وأحــــضارا <o:p></o:p>
كما أورده صاحب كتاب: الحركة التجارة والإسلام والتعليم الإسلامي في غرب إفريقيا...<o:p></o:p>
فاستناداً إلى مثل تلك النقول الموثقة نأوي إلى ركن علمي شديد في هذه الترجمة، لنتواصل به وهو من صحبناه ليبث لنا درر تاريخ أعيان المنطقة ذلكم سعادة الدكتور محمود زبير ـ حفظه الله ـ قائلاً:<o:p></o:p>
**- الشيخ العلامة أحمدُ بن مَقا السوقي التنغاكلي ـ رحمه الله تعالى.<o:p></o:p>
وهو من شيوخ الشيخ زين الدين السوقي التنغاكلي ـ رحمه الله تعالى.<o:p></o:p>
مضيفاً إفادة فريدة جليلة أخرى، وهي قوله:<o:p></o:p>
**- الشيخ العلامة مفلح بن حماسْ السوقي التنغاكلي ـ رحمه الله تعالى.<o:p></o:p>
من علماء تنغاكلي القدامى.<o:p></o:p>
وهو من شيوخ الشيخ العلم أحمدُ بن مَقا ـ رحمه الله تعالى.<o:p></o:p>
قلت: إن هذا الطود أحمدُ بن مَقا ـ رحمه الله تعالى ـ من العلماء الربانيين الأفذاذ، الذين أحفظ لشيخنا زين الدين ذكره الشذي لشيخه هذا العلم في موضعين.<o:p></o:p>
الموضع الأول: أن شيخنا من أعيان طلاب العلم الذين استناروا بعلم هذا الطود في سن مبكر، إذ أخبر شيخنا في مناسبة تتعلق ببعض من تخرج بين يدي هذا الطود العلمي العظيم، قبل أن يتهج إلى بلاد الحرمين، قائلاً شخينا عن نفسه إنه وقتئذ صغير سناً بالنسبة لمن كان وقتئذ في مستوى التخرج لانتهائه من المقررات المختارة الشهيرة من متون العلم التي لا يصلها في المشرق والمغرب إلاّ من بلغ منتهى التحصيل ـ حسب تلك المناهج العلمية السامية.<o:p></o:p>
متخلصاً شيخنا إلى بيان معاني شوقه الشديد لأخيه ذلك قائلاً هذا من أسباب تعطشي لملاقاتي ذلك الخريج الجليل، لأنه غادر البلاد في الفترة نفسها التي وصل فيها شيخنا إلى ظل هذا الطود الظليل ـ رحم الله الجميع.<o:p></o:p>
الموضع الثاني: جاءت مناسبة تتعلق بذكر تاريخ الغزو الفرنسي الغاشم البغيض، خاصة لصحراء أسياد الصحراء ـ مضارب الطوارق ـ الذين سطروا على صفحات رمال صحرائهم العزيزة بالدماء، التي جرت عليها في سبيل إعلاء كلمة الله العليا فقَتلوا وقُتلوا الشهداء. <o:p></o:p>
فلما أحكم الاستعمار المعتدي الظالم سيطرته على تلك البلاد الإسلامية، كانت هناك مواقف جليلة النماذج من مجتمعات صحرائنا في كره الكفر وأهله البغاة ومن شدة البغض للاستعمار وما يتعلق به ما ذكره شيخنا زين الدين من أمر شيخه هذا الطود، أن حكى من صنيعه الجليل: أن شيخه العلم أحمدُ بن مَقا ـ رحمه الله تعالى.<o:p></o:p>
كان لا يكتب بالقلم الصناعي، ولا يشرب في الصحون الصناعية، وإذا مر في طريقه بأثر سيارة، إن كان راكباً غمض عينين حتى يشعره من كان معه بتجاوزهما أثر تلك السيارة. <o:p></o:p>
كل ذلك وقع بغضاً للكفر وأهله وكره الاستفادة مما لم يعرف لدى القوم في صحرائهم قبل الاستعمار الذي جاء به ـ أخذاهم الله في كل حين وآخر بأخذه الأليم، أخذ عزيز مقتدر ـ يا مجيب الدعاء السميع العليم. <o:p></o:p>
هذا نزر يسير من دور آل السوق البارز في محاربة الاستعمار بعد استحكامه، من تحريم ما يتعلق بهم من الاختلاط بهم، وتحريم التعليم في مدارسهم، وتهجير أبنائهم إلى مواطن متوغلة في محيطهم ما جعل المجتمعات المجاورة لهم خاصة الطوارق ينهجون نفس المناهج مع النصارى حتى غلبوا على أمرهم ـ نسأل الله أن يتداركنا برحمته في دار الدنيا والآخرة.<o:p></o:p>
هذه إشارات ما بعد استحكام الاستعمار، وأما ما كان قبله فمن دور السوقيين البارز:<o:p></o:p>
الجهاد ضمن المجاهدين البواسل، بل بعضهم قاد معارك جهادية ساخنة تميزت فيها شخصية الفقهاء القادة في الجهاد ـ رحم الله الجميع.<o:p></o:p>
أضف إلى ذلك ما قاموا به من:<o:p></o:p>
دور الإفتاء بالجهاد، خاصة إذا غزا أهل الكفر ديار المسلمين، مبينين عظم أجر المجاهد في سبيل الله، من ذلك ما كان سبباً لهذه اللفتة من شيخنا عن شيخه.<o:p></o:p>
إذ كان سبب تناول ذلك لقاء وقع له مع أحد موالي قبائل إمغاد إحدى قبائل الطوارق التي أبليت في ذلك الجهاد بلاءً حسناً، وبصفة خاصة قبائل إمغاد: كل قُوسي.<o:p></o:p>
الذين يتحدث أحد مواليهم عن دورهم الجهادي الكبير، وكان هذا المولى ممن أدركه بداية الغزو الفرنسي الظالم، وهو قريب عمره إلى سن الشباب، إذ يحدث شيخنا ـ وأنا أسمع وما كنت أرى أن أكون راوية لمعاني هذه القصة الجليلة كما كنت أرويها هذه اللحظة المكتوبة في الأزل أن ستكون كما كانت ـ سبحان من أحاط بكل شيء علماً.<o:p></o:p>
وعلى كل حال فإن ذلك المولى المتقدم في السن، إذ بسبب كبر سنه وكونه شاهد عيان موثوق لدى شيخنا استنطقه شيخنا عن بعض مشاهداته التي منها قوله:<o:p></o:p>
إن كل قوسي، لما فوجؤا بالنصارى غازين لم يتصادموا معهم، حتى أفتاهم علماء آل السوق المجاورة قبائلهم بهم: قائلين لعلمائهم أنتم تقولون من قاتل هؤلاء فقتل في الجنة، ومن جزائه الكريم النعيم المقيم الذي منه حور العين، فقال لهم علماؤهم لا شك في عظم أجر من جاهدهم لإعلاء كلمة الله بإعزاز دينه أنه إن قُتل فهو من الشهداء البررة الميامين.<o:p></o:p>
قال المولى المتحدث عن دور أسود قبائل كل قوسي العظيم المواقف، إذ أخبر عنهم مولاهم: إن أعيانهم كل يرتدي ملابس زينته شاكي السلاح، قد جهز على فرسه آلاته الفاخرة بكاملها، ثم يمتطيه أمام عائلته من أمه وزوجته وبناته وأهل بيته ـ حسب عائلة كل واحد من هؤلاء الأسود الحربية الضارية، فيشق بفرسه الحي على نحو قول القائل:<o:p></o:p>
وولّى كشؤبوب العشي بوابل.<o:p></o:p>
فيخذ الفرس بالخبب تارة وأخرى بالركض، حتى يغيب عن أن أنظار الحي ثم يجريه إلى الحي بمهارة فائقة ونفس مطمئنة بوعد الله الكريم لا سيما النعيم المقيم على فرس عتيق مرتاض على الرياضة الفروسية رائض، كقول الآخر:<o:p></o:p>
فأقبل يهوي ثانياً من عنانه***يمر كمر الرائح المتحلب <o:p></o:p>
حتى يبلغ منزله في ركض شديد فيقبض في عنان فرسه فتصل بها شدة القبض حساسات اللجام، فيفاجئه فرسه بوقف كوقفة الصائد الجاري الرجام.<o:p></o:p>
على غير غفلة من الفارس ما يجعل فرسه يتضرع إلى الله ـ سبحانه ـ نحو السماء برفع يدين، وقيام الفرس الجواد على قوائمه، حتى كأنه ممن قيل في خلقه الكريم العجيب: ومنهم من يمشي على رجلين. <o:p></o:p>
ثم يقوم ذلك الفارس البطل بالوداع مع أهل بيته تاركاً ورائه أهله الكريم وملكاً فاحشا، يبتغي بذلك وجه الله والدار الآخرة.<o:p></o:p>
ماضياً فرسه في سبيله نحو أرض المعركة بفارسه البطل المجرب، كأنه المقول عنه: يمر كخذرف الوليد المثقب.<o:p></o:p>
قلت: وليس هذا موضع سرد ذلك التاريخ الجهادي الجليل ـ اللهم اجعل أولئك في جنات تجري تحتها الأنهار، يوم يحشر المفلحون في زمرة النبيين والصديقين والشهداء...<o:p></o:p>
وامنن علينا بالحشر مع أولئك المفلحين الأبرار. <o:p></o:p>

أداس السوقي 01-08-2011 04:03 PM

رد: إنظار المعسر المدين
 
الشيخ المؤرخ السوقي الأسدي تحياتنا الخالصة وشكرنا الجزيل لكم على هذه التراجم لأعلام آل السوق ، ومن تعلق يهم
ما زلنا نتابع ونستفيد منكم التاريخ ومراجعه من صحف ومجلات ورسائل وكتب.
أسأل الله أن يعينك على هذا العمل الجليل ، الذي لا شك أنه الشهادة الوافية والرد الكافي لكل من سولت له نفسه التعالي ، وادعاء المعالي على حساب أولئك الأجلة من علماء هذه الملة.
شكرا جزيلا لك.

اليعقوبي 01-08-2011 09:05 PM

حواش وإضافات ..
 
بسم الله الرحمن الرحيم
أشكركم أخي أبا العباس على عنايتكم بترجمة أعلام السوقيين..
وهذه شذرات مما ذكره الشيخ العتيق في الجوهر الثمين عن المترجم، وأهله وبعض علمائهم، مما كان على طرف الثمام..
قال عن قبيلة المترجم: وأما أهل تَنْغَ أكْلِ : (وأصل هذا الاسم أن البئر الذي يسكنون عليه أسلافهم وقع على عبد فمات وسمي البئر بهذا الاسم ومعناه قاتل العبد وتحولوا عن محل ذلك البئر ولكن بقي عليهم الانتساب إليه تبعا لانتساب أسلافهم ، ومثل كثير في القبائل التي تنسب إلى مواطن أسلافهم) فترجمتهم على وجه الإجمال أنهم حي من العلماء يتعلمون ويعلمون سائر الفنون ويحرصون على العمل بعلمهم ، وعنايتهم بالعلوم العربية من النحو والبلاغة والأصول أشد من عنايتهم بغيرها ومن عناية غيرهم بها ولا سيما النحو فقد سلم لهم السبق فيه ولهم في تعلمه وتعليمه طرق مسهلة بحيث لا يرحل إليهم طالب يطلبه إلا نجح باستثناء نادر لم يوفق ، وقد رأيت كثيرا من طلبة أحيائنا يعجزه علم النحو في حيه فيرحل في طلب العلم بل المعروف رحلة الناس إليهم في طلب علم النحو ونجاح الراحل إليهم..
وقال عنهم أيضا:
وعلى هذا المنحى أشياخ حي تَنْغَ أكْلِ : فإنهم يفوقون كثيرا من أصحابهم في تحقيق علوم العربية وتحقيق علم الأصول بعضهم يحفظ جمع الجوامع لابن السبكي ويعتنون به فوق اعتناء غيرهم فاكتسبوا بذلك أنهم لا يعتقدون انقراض الاجتهاد كما يعتقده غيرهم ولا يحصرون الحق في قول واحد من الأئمة يدرسون مذهب مالك ويتعلمونه ولكنهم إذا أرادوا الانتقال إلى غيره من المذاهب في بعض المسائل انتقلوا ، وربما نظروا في دليل المخالف فيعتقدونه أرجح فيعملون بقوله لرجحان دليله ولا يعدون ذلك خروجا عن مذهب الإمام مالك بل يجعلونه حق المتابعة للأئمة لأن الأئمة كلهم نقل عنه ما معناه وحاصله الإرشاد إلى الأخذ بالدليل والفرار من التقليد المحض ، وتلك الأقوال كثيرة في كتبهم فوسعوا على أنفسهم في كثير من المسائل مع شدة ورعهم في كثير منها وتحرجهم في كثير يعمله غيرهم من أصحابهم وكان ذلك طريقة لهم قديمة يأخذها الأخلاف عن الأسلاف .
وذكر من مؤلفي السوقيين في أواخر القرن الثالث عشر وأوائل الذي بعده : أحمد بن الهادي من أهل تَنْغَ أكْلِ

السوقي الأسدي 01-10-2011 10:43 AM

رد: إنظار المعسر المدين
 
الشكر والتقدير:
بعد أسنى التحيات:

شيخنا شيخ المنتديات محمد أداس السوقي ـ بارك الله فيكم وفي مروركم بالقلم البار...<?xml:namespace prefix = o ns = "urn:schemas-microsoft-com:office:office" /><o:p></o:p>
شيخنا:ولقد يبلغ بي هذا المرور المنشط الزكي، مبلغاً كاد يخدرني<o:p></o:p>
فتتداركني رحمة من ربي بلطفه الخفي، وبره الحفي.<o:p></o:p>
فارحمني بمثل ما تدعو لي من الدعاء الصالح الذي أسأل الله أن يضاعفه لكم ـ إن ربيع لسميع الدعاء.<o:p></o:p>
الأستاذ الأديب أبا أسعد اليعقوبي، الفاضل الكريم الأبي الأب ـ بارك الله فيك وفي مرورك، المقول عنه مقالة القائل: فداويني بالتي هي الداء.<o:p></o:p>
في نشروا تاريخ آل السوق المنظوم والمنثور، الغريس الأصول الطيب الفروع الثمير اليانع المنظور.<o:p></o:p>

السوقي الأسدي 01-10-2011 11:17 AM

رد: إنظار المعسر المدين
 
الطود الرابع: الشيخ العلامة اليسير السوقي التنغاكلي ـ رحمه الله.<?xml:namespace prefix = o ns = "urn:schemas-microsoft-com:office:office" /><o:p></o:p>
بادئ ذي بدء: إن الكلام في سير العلماء الأعلام ألذ في الطعم من العسل المصفى وأشذى من طيب العود العبير.<o:p></o:p>
كيف لا وهم ورثة المرسلين والأنبياء الذين لم يورثوا إلاّ العلم الذي نال منه الحظ الوافر هذا الطود العلم الكبير، إنه الشيخ العلامة اليسير، وما أدراك ما الشيخ اليسير، من يتضاوء بدر الأهلة المنير الأنير.<o:p></o:p>
علم تسابق إلى بلوغ عواليه القدران، قدر يحمل رسالة إكرام الصابرين بفقد حبيبتيهم فيما تبصره العينان. <o:p></o:p>
وقدر يبلغ هذا العلم قدر الطود العظيم في جميع الفنون المسمدة سلسبيلها من القران.<o:p></o:p>
فإذا هو يسبق إليه قدر النبوغ في العلوم: إذ المقدر كالثابت ـ سبحان من بيده مقادير الأمور الجارية وفق إرادته في الأزل، ثم يتحقق به القدر الثاني ليسجل هذا الطود في ديوان من كف بصره صغيراً فإذا هو من أعلام الأعيان.<o:p></o:p>
قال يوماً في معرض ذكر منن الله عليه العظيمة: ما وجدت فرقاً بين أن كنت بصيراً، وبين أن كنت اليوم ضريراً، خاصة فيما يورث الإعاقة في سبيل مواصلة طلب العلم بالتحصيل...<o:p></o:p>
مضيفاً ذكر شكره للبر اللطيف الجليل، بقوله: ما قرأت القرآن قط ـ وهو من حفظته المهرة ـ إلاّ كان لي كمراجعة لجميع العلوم ـ حسب فنون العلم المستنبطة منه: من النحو، والتصريف، والفقه والأصول، والبيان، والمعاني، والبديع...<o:p></o:p>
إنه حصن حصين علمي منيع، وصدق الله إذ يقول: وما يعقلها إلاّ العالمون. <o:p></o:p>
فما أجل قدر قوة البصيرة التي يفقدها حقيقة القوم العمون.<o:p></o:p>
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم الموعود هو وأولياؤه بالويل والثبور: إنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور.<o:p></o:p>
إن هذا الطود ما زال يرتقي في العلوم بذكاء مفرط، وفهم ثاقب خارق وذهن وقاد المسقط.<o:p></o:p>
وقد يتصل بنا سند ما مر بالشيخ الداعية أبي عمر عبد الملك بن أحمد الإدريسي السوقي المرسي، سماعاً من والده ـ رحم الله السلف وبارك في الخلف.<o:p></o:p>
متنقلين مع القارئ الكريم إلى موائد الحيس لدى سعادة الدكتور محمود زبير ـ حفظه الله تعالى ـ حين أتحفنا بهذه التحف السنية، في قوله:<o:p></o:p>
**- الشيخ العلامة اليسير السوقي التنغاكلي ـ رحمه الله تعالى.<o:p></o:p>
هو من شيوخ الشيخ زين الدين السوقي التنغاكلي ـ رحمه الله تعالى.<o:p></o:p>
قرأ عليه الأصول والفقه.<o:p></o:p>
مضيفاً قوله: وهو من العلماء المتميزين بالحفظ والإتقان لجميع الفنون.<o:p></o:p>
قلت: ذلك ما أورثه التبحر في العلوم التي ينقله برجها إلى فلك الاجتهاد المطلق، فيسبح فيه على نظام أربابه الجهابذة الحذق.<o:p></o:p>
فأثر عنه ـ رحمه الله ـ مما أثر مسألتان: <o:p></o:p>
الأولى: رد المطلقة ثلاثاً إلى زوجها بوجه علمي مشروع نقلاً وعقلا، على وجه أصبح يؤخذ بها كفتوى محررة يفتى بها في حياته، خاصة بين علماء قبيلته العلمية المكرمة، ما جعله يقول قول عالم علامة رباني ناصح أمين، لما بلغ الأمر أن يفتي بها من دونه في السن بكثير من علماء قبيلته المتمكنين في العلوم المهرة.<o:p></o:p>
يا معشر شباب الحي، أنتم سمعتم أن اليسير لا يقع عنده الطلاق الثلاث، فتفتون بذلك...<o:p></o:p>
إنني لا أفتي بذلك حتى أبلغ الغاية في استقراء أحوال تطليقات المستفتي، فإذا وجدت بعضها لا يتحقق فيه وقوع الطلاق بوجه من الوجوه...<o:p></o:p>
أفتيت المستفتي بعدم الطلاق...<o:p></o:p>
وإلاّ فالطلاق الثلاث إن استوفى شروطه، لا يجوز بحال من الأحوال إرجاع تلك الزوجة إلى ذلك الزوج لأنه من بين حدود الله حد، بنص من الذكر الحكيم: فإن طلقها فلا تحل له من بعد... <o:p></o:p>
هذا نوع من أنواع نصح جهابذة علمائنا المبين، وذلك حين واجه من وسمهم بوسم شباب الذين يبلغون مرتبة عالية في جميع الفنون التي أهلته إلى أهلية الاجتهاد دون بلوغه سنهم، فما بالك بهم حين بلغوا ذلك السن الذي من النادر بمكان أن يصله فرد من أفراد آل السوق ـ عصراً عصراً إلى ذلك العصر ـ إلاّ وهو فحل من فحول العلماء خاصة قبيلته المكرمة التي يكفي في المثال الشيخ زين الدين شيخنا الذي بلغ من المرتبة العلمية ما تقدم مع صغر سنه وقتئذ...<o:p></o:p>
المسألة الثانية: جواز استعمال الصائم ورق شجرة: التبغ ـ التمباك ـ وتابَ في اللسان الطارقي...<o:p></o:p>
قلت تمهيداً إن هذه الشجرة الكريهة قبل ما يعود بنا العود الحميد بتحريمها، مقدماً ذكر بعض العلماء الذين صرحوا بحليتها، كما يتناوله عنوان مصنفاتهم، منهم: عبد الغني بن إسماعيل بن عبد المغني النابلسي، المتوفى 1143هـ.<o:p></o:p>
في تصنيفه المعنون، بعنوان:الصلح بين الإخوان في حكم إباحة الدخان.<o:p></o:p>
ونور الدين أبي الإرشاد علي بن محمد بن عبد الرحمن الأجهوري المالكي، المتوفى 1066هـ.<o:p></o:p>
في تصنيفه المعنون، بعنوان: غاية البيان لحل ما يغيب العقل من الدخان.<o:p></o:p>
هذا شيء من مصنفات من صرح بحلية هذه البلية، بجميع الاستعمالات، من الدخان، والمسحوق منها، المسمى في اللسان الطارقي: آسْرَغْ.<o:p></o:p>
وتخزينها في الفم المسمى في الطارقي أيضاً: أَجَمامْ.<o:p></o:p>
وهو أكثر أنواع الاستعمالات في صحرائنا الغالية، فلذا كثر من يستعملها من الخاصة فضلاً العامة، حين تناول جانب جواز استعمالها كثير من علماء الصحراء، الذين منهم صاحب هذه الفتوى الآتية، التي رجع عنها كما سيأتي نقلاً ـ بإذن الله. <o:p></o:p>
بعد أن صرح هذا الطود العلمي الراسي ناصاً على وجه الفتوى بجواز ذلك من غير ضرورة خاصة للصائم، من غير أن يفطر الصائم الذي يستعملها، مستنداً هذا الطود العلمي العظيم على بعض قواعد أصول الشرع، منها:<o:p></o:p>
البراءة الأصلية: الناطق أهلها: بأن الأصل في الأشياء الحل والإباحة حتى يرد دليل المنع...<o:p></o:p>
ودليل المنع إما أن يكون نصاً صريحاً لا يتطرأ إليه الاحتمال، سواءً من الكتاب أو من السنة، أو من الإجماع، فتمسك بفقد هذا الدليل القاطع حين عارضه من عارضه من فحول علماء عصره...<o:p></o:p>
مورداً على أدلتهم المنعية استعامل ورق شجر: تابَ. في الصيام على الوجه الآنف، بأنها من الأدلة التي يتتطرأ إليها الاحتمال الذي يسقط قوة الاستدلال بها عند أرباب هذا النهج الشهير...<o:p></o:p>
معللاً ذلك لهم ببعض التعليلات، منها إيارده عليهم افتراضا: أن لو حلف حالف أن زوجته طالق، إن أكل أو شرب، فاستعمل ورق شجر: تاب. على الوجه المستعمل به لدى من يتعاطاها في المجتمعات الطارقية، ومن جاورهم في مضارب صحرائهم، هل يقع في الطلاق أم لا؟ فيقال له في معرض الرد لا إنه ما وقع منه طلاق.<o:p></o:p>
فيقول لهم: أن الصائم كذلك، على نحو قول القائل: وعكساً استعمل تجده سهلا.<o:p></o:p>
قلت: إن كيفية استعمال تاب في مضارب الطوارق، هي: أيقوم متعاطيها بوضعه شيئاً من ورق شجر: تاب.<o:p></o:p>
ممزوجاً بشيء من الرماد، أو ما يقوم مقامه من قصب الدخن، وما في معناه المحروق، المسمى عندهم: تُوكا ـ وهي عين رماد القصب المسحوق، فيضع ذلك المتعاطي ما قرّب بيانه في فمه، بين ما غلظ من الشفة وبين اللثة جهة الأضراس، وليس لتحديد حده في ذلك الموطن حد محدود، ثم ينزعها من يتعاطاها من فيه بعد أن تضعف المادة النوكتينية فيها.<o:p></o:p>
هذا ولقد ناقشه غير واحد من أعيان العلماء...<o:p></o:p>
فممن ناقشه علميّا العلم الشامخ بحر العلوم، رحيق خزانة الأدب المختوم الشيخ العلامة الإدريسي السوقي التَّبُرَقي المحمود ـ الخضر ابن الشيخ حماد العلم الشهير.<o:p></o:p>
وما أدراك ما الشيخ الخضر ذلكم العالم الذي من ورده الليلي، ما حدث به شيخنا الشيخ زين الدين وأن من ضمن الحضور، أن قال عنه: إنه مما اشتهر عنه أنه لا ينام حتى يقرأ جمع الجوامع للسبكي، والكافية لابن مالك ومختصر خليل على ظهر القلب ـ ضمن مستودعات الصدور... <o:p></o:p>
يا أجيال سوق العلم الكبير احيوا هذا الورد المقول في مثله: مذاكرة العلم ساعة خير من إحياء ليلة.<o:p></o:p>
كما أثر عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما.<o:p></o:p>
فقد كان هذا العلم ممن نقاش هذا الطود العلمي العظيم، من المساء إلى أن ذهب عامة الليل البهيم، فختم الشيخ الخضر النقاش العلمي الرصين، بقوله:<o:p></o:p>
لو أني جعلت مكافأة الصائمين في يدي لأكرمت من لم يتعاطى تاب في الصوم، ثم أكرم بعدهم من يتعاطاها...<o:p></o:p>
قلت: يا له من نقاش علمي أديب، ويا لها من ترجيح أتعرج إلى الترجيح بها... <o:p></o:p>
وقد يتصل بنا سند ما مر بالشيخ الداعية أبي عمر عبد الملك بن أحمد الإدريسي السوقي المرسي من النقل المتواتر المستفاض.<o:p></o:p>
قلت، وممن ناقشه أيضاً من أولي النهى: من وجهاء أعيان علماء عصره الحذاق، منهم الحبر البحر الدفاق، العلم الشهير السوقي التنغاكلي الحسن آراب، أبي أبي الباكية نجلة العلماء اللسن البلغاء الكتاب. الشيخ العلامة الحسن بن آراب بنوع من أنواع الجدل المحكم بالوعظ والتذكير، حين علم بقوة ما تدرع به من قواعد الأصول الشيخ العلامة اليسير...<o:p></o:p>
فلما بلغ منه هذا السعي الكريم، أصبح مصبح من له مذهبان الجديد والقديم، مفتياً بالتحريم لا التحليل، كما هو دأب العالم العلامة الرباني التقي الورع الجليل...<o:p></o:p>
كما أسند لي ما مر شيخي المؤرخ ربيعة الرأي، وكان من طلاب الشيخ العلامة اليسير، إذ على يديه درس باب النعت في خلاصة ابن مالك...<o:p></o:p>
وقد سئل شيخنا الشيخ زين الدين ـ في ساحل العاج في بعض أسفاره التي تشرفت بمرافقته الكريمة ـ عن هذه الفتوى في حلية: تاب للصائم، هل هي قول يقول به علماء تنغاكل؟؟؟<o:p></o:p>
فقال: لا، بل ما قال به إلاّ عالم واحد أفتى بها في حل تاب عنده، ثم رجع...<o:p></o:p>
مضيفاً قوله: أما أنا فلا أحلها لغير الصائم فضلاً الصائم...<o:p></o:p>
مستدلاً بأدلة قوية منها، قوله تعالى: ما يلفظ من قول إلاّ لديه رقيب عتيد...<o:p></o:p>
ثم وضع سبابتيه نحو أنياب الأسنان، لتقريب مقام ذلكما الملكان الكريمان، قائلاً: إن الملائكة تتأذى بما يتأذى به البشر...<o:p></o:p>
ولما كان السائل ليس من أهل العلم، لم يذكر له أدلة تحريم إذاية البشر، الشديدة الوعيد... <o:p></o:p>
خاتماً حكم التحريم مطلقاً بقوله: الحمد لله الذي عافني من تعاطي هذه الشجرة الخبيثة من الطفولة إلى اليوم، مع قلة من يسلم من هذا الابتلاء...<o:p></o:p>
قلت: وبمثل ذلك أقول أنا في تحريمها بجميع أنواعها الخبيثة، كما رجح ذلك جمهور من العلماء المحققين، لهم عدة رسائل تناولت التبغ وأنواع استعمالات المحتمعات لها خاصة التدخين، المشتهر عالمياً، وإلاّ فباقي الاستعمالات من شم المسحوق، والوضع في الفم، كل ذلك في الحكم، لأن أصلها من التبغ، فيكون حكمها على معنى قول القائل: تعددت الأسباب والموت واحد.
ومن تلك الرسائل العلمية: مجموعة رسائل عن التدخين.
طبعة الرئاسة العامة لإدارة البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد ـ الرياض ـ المملكة العربية السعودية.
تناولت جوانب كثيرة تقضي بتحريمها، التي منها ما فيها من الأضار، كما أفرد بذلك محمد الطرابيشي الحلبي، المتوفى 1338هـ مصنفا بعنوان:<o:p></o:p>
تبصرة الإخوان في بيان أضرار التبغ المشهور بالدخان.
وبمثل هذا التحريم أقول فيما عمت به البلوى ـ ولا حول ولا قوة إلاّ بالله.<o:p></o:p>
اللهم اهدنا فيمن هديت وعافنا فيمن عافيت...<o:p></o:p>
<o:p></o:p>
<o:p></o:p>

السوقي الأسدي 01-12-2011 10:26 AM

رد: إنظار المعسر المدين
 
الطود الخامس: الشيخ العلامة محمدُ بن أَحَمَدَّى السوقي التنغاكلي ـ رحمه الله.<?xml:namespace prefix = o ns = "urn:schemas-microsoft-com:office:office" /><o:p></o:p>
إن علماء صحرائنا الغالية قلّ أن يبرز من بينهم علم بارز، إلاّ إذا بلغ مبلغ العلم البارز، خاصة علماء آل السوق، الذين يتنافسون إلى ارتقاء أسمى مقامات العلم التي لأجلها تضرب إليه أكباد النوق...<o:p></o:p>
فكان من بين أولئك علم من أعلام العلم والهدى، هذا الطود العلمي الجليل محمد بن أحمدى.<o:p></o:p>
إن هذا العلم حقيقة من الأعلام المتمثل لهم، بقول القائل:<o:p></o:p>
كطود يلاذ بأركانه***عزيز المراغم والمرهب <o:p></o:p>
وقد مضى في: الروض الباسم...جمع ممن تخرج في رحاب علمه الغزير، لينضاف إلى خريجيه أحد أعيان الأعلام العلم المبين، وهو شيخنا الشيخ العلامة زين الدين... <o:p></o:p>
الذي يتحفنا سعادة الدكتور محمود زبير، بقوله:<o:p></o:p>
**- الشيخ العلامة محمدُ بن أحمدّى السوقي التنغاكلي ـ رحمه الله تعالى.<o:p></o:p>
هو من الشيوخ الشيخ العلامة زين الدين السوقي التنغاكلي ـ رحمه الله تعالى.<o:p></o:p>
مضيفاً عدة فوائد تاريخية جميلة، في معرض الاستطراد منها:<o:p></o:p>
*- الشيخ العلامة محمدُ بن أحمدّى ـ رحمه الله ـ هو شيخ طلاب ((كَلْ تَمُوكَسِنْ)) في عصره، الشهير في تنغاكل...<o:p></o:p>
قلت: هذا ضرب من ضروب المتابعة، لأن ما مضى في : الروض الباسم...ترجمة الشيخ إغلس ـ رحمه الله.<o:p></o:p>
هو بيان لما أجمله سعادته هنا، كما تقدم هناك نقلاً عن شيخي المؤرخ ربيعة الرأي الثقة الثبت عبد الله الإدريسي السوقي المرسي ـ حفظه الله.<o:p></o:p>
*- إن سعادة الدكتور لما استرسل في تاريخ قبائل العلم في صحرائنا خاصة قبائل السوقيين العلمية الموروث، قائلاً سعادته: إن كل تموكسن من قبائل العلم اللين العلم لها...<o:p></o:p>
أي: إذا انبرى أحدهم إلى العلم يصل به بذل المجهود الكبير، وفهوم ثاقبة قوية الإدراك الخارق لخيط دقة دموع المحابر، ما يجعله يبلغ مرتبة علمية عالية في وقت يسير.... <o:p></o:p>
كيف، وهم من تلك القبائل السوقية التي يوجز اللغوي الأديب المؤرخ الرحالة العجيب محمد ناصر العبودي ـ عنهم: مجموعة متميزة بالعم والفهم... <o:p></o:p>
كما تقدم في موضعه.<o:p></o:p>
*- تعرج سعادته الكريم إلى ذكر من كان في زمانه من أجمل الناس صوتاً بالنغمات السوقية التقليدية التي يستعنون بها في مذاكرة المتون العلمية المقررة المنظومة، قائلاً: إن الشيخ وان الخير ـ سيد المختار ابن الشيخ أقينت الإدريسي السوقي المرسي ـ حفظه الله تعالى ـ من أجمل من سمعه صوتاً وحسناً ومهارة في أداء تلك النغمات...<o:p></o:p>
وقد تناولت شيئاً مما يتعلق بالنغمات السوقية التقليدية العلمية الشعبية المراثية، في الروض الباسم...<o:p></o:p>
ما أغنى ذلك عن إعادة وشي لثات صفحاتها هنا، بلمعان ثغورها هناك البراقة المباسم...<o:p></o:p>

السوقي الخرجي 01-12-2011 11:52 AM

رد: إنظار المعسر المدين
 
شكرا لك من القلب أيها الأسدي على هذه الدرر النفيسة, والتراجم المهمة لهؤلاء الاعلام ويسرني هنا أن أضيف
مع شكرك قصيدة الشيخ المترجم له وهي قصيدة اصلاحية بالامتياز عنى بها الشباب السوقي, وقد ردت في (النفاضة) بمايلي:
ومن غرر ما مر علينا خلال هذه الرحلة قصيدة للعالم العلامة, أحمد بن مقا التنغاكلي السوقي, وهو من أهم علماء السوقيين في القرن الرابع عشر, وكان صاحب نفوذ واسع في المدارس السوقية حيث أن كثيرا من طلبة العلم السوقيين, قدأخذ العلم عنه مباشرة أو عن طريق طلابه, وقد اجتمعت فيه صفة الرباني الذي عرفه السلف بأنه ( من يعلم ويعمل ويعلِّم) وكانت هذه القصيدة إصلاحية بامتياز حيث إن الشيخ لم يكن يركز في فكره الإصلاحي على قومه أو عشيرته بل كان خطابه عاما وشاملا لشباب السوقيين خاصة, وشباب الأمة عامة.وكان تركيزه على الأمور الآتية.
1- أهمية الامر بالمعروف والنهي عن المنكر.
2- التركيز على شباب الأمة وحثهم على التعلم والحذر من الجهل الذي و صفه علماء الاجتماع بأنه أبو الشرور .
3- مسئولية أصحاب الصدور وعدم قيامهم بدورهم المنشود وسماهم (ارباب الصدور)اعترافا منه كيف لا وهومنهم بأن العلماء هم ولاة الأمر الذين يستطيعون توجيه بوصلة حياة الناس .
4- استيحاء التاريخ السوقي لاستنهاض الشباب من كبوتهم ،وإيقاظهم من رقدتهم فالتاريخ هو ذاكرة الأمة، ومخزن عبرها، ومستودع بطولاتها.
5- ترك الشباب للتعلم وتنافسهم في الدنيا واهتمامهم بالمظهر على حساب المخبر.
خلت الديار فما بها من آمر = يسعى بنصح عن مناهي زاجر
حتى انمحى بدر الهداية وارتقى = فوق السما نجم اجتناب أوامر
فتزلزلت جدرانه وتمايلت = وتدكدكت وتساقطت كالبائر
واستوطنت من بعده آثاره = طيراكتساب كبائر وصغائر
ورعت بها ظلمان حب رياسة = وبطالة تبلو فؤاد الذاكــــــر
وهمت عليه رباب ترك الأمربال =ـمعروف فاستولت جميع مناكر
وانهل بعدُ عليه وبلُ عمايــةٍ = وجهالة تبدو لفن زائــــــر
فذرت عليه الترب ريح تقاطع = وتدابر وتفاخر عن آصر
وتنافس في المال ثم ترعرع = في خضرجمع مهاوش ونهابر
ثم عرج على موضوع الأمر بالمعروف والنهي
عن المنكر, وأن العلماء تسامحوا في واجب النصيحة, وتغافلوا عن السنة ثم حاول أن ينصف العلماء الساكتين, والذين سماهم (أرباب الصدور) بأن عامة الناس لايقبلون النصيحة بل الغالب من أمرهم الإعراض عن هذه النصائح قائلا:
لم لا وأرباب الصدوتسامحوا= وتقاعسواعن نصحهم للفاجـر
وتغافلوا عمن يُخل بسنـــــــة = أضحت تعول عن جناحي طائر
لاسيما جيل البرابر ويحهــم= بل كل من يسعى لقرف جرائر
فلأجل ذاك إذا نصحت برابرا= بنصيحة ألقوا سمات برابــــــر
حتى إلى حين تنادوا أن ذا =والعرش يفعله فحول نحارر
لم لم يجز هذا لما يأتي= به (-----) كرام عناصر
ثم حاول بأسلوب جميل استيحاء التاريخ السوقي لاستنهاض الشباب من كبوتهم ،وإيقاظهم من رقدتهم فالتاريخ هو ذاكرة الأمة، ومخزن عبرها، ومستودع بطولاتها وذكرهم بأسلافهم الذين كانوا أئمة وهداة وكانوا قدوة لغيرهم في الدين ومعالي الأمور,قائلا:
هذا وإن أئمة من قبل ذا = يهدى بهم من لم ينال بغابـــر
فلآن أضحوا كالمنادل للأولى= لم يعتنوا إلا بكسب مفاخـــر
إذربما اقتحموا مناهي لم يرد = نص يبين حلها للماهــــــــر
وتوطئوا عما يمج سماعــه = وعيانه من يعتني بالطاهــــر
فثنوا أعنتهم عن الكتب الأولى= يعلوا بها الفخار فوق مفاخــــــر
فبكت عليهم كتبهم وشكت إلى= أقلامٍ أمرا نابها ومحــابــــــر
فبكت وقالت إننا من أجل ما = يأتي به الأحداث صم خواطر
إذليس في أحداث أهل (السوق) من = متعلم كلا ولا من زابــر
فرنت زمانا ثم قالت إننـــا = ساءت بنا أحداث دهر دائــــر
فبنوا قصورا فوقنا تنسي إذا = ما زرتنا فيها قصور قياصر
لو أنهم حلوا وكاء شرائنا = بكرام إبل أو كرام بواقــــــر
إلا فأحرى أن يكون بهم فتى= مستبسل يسخوا بكنز عاقــر
ويصب دمعا فوق خد دافقا =يزري تدفقه ببحر زاخـــــر
ويبوح بالشكوى لمن يعنى به= متحيرا متقلقلا كالســـــــادر
إذلا يرى فيهم سوى من يعتني= بأسنة ومهند عن خاصـــــر
أو من يشد (كموز) فوق عمامة = حسناء يلمع فوق سود غدائر
ويميل في حلل الهناء ويعتلي = فرسا يلت حصى بصم حوافر
ويضيع فرضا بعدذا بشطرنج = ومحاضر يلهو بها ومزابر
لامن يناظر في الندي قرينــه= كلا ولا من يختلي بدفاتر
كلا ولا من يستعين بصحبة = عن حل مشكلة تسيئ بخاطر
ثم ذكر حاله واستياؤه من هذا الوضع الذي تعيشه الأمة مما يدل على عظم نفوس هؤلاء العلماء فهم على قدر كبير من الوعي والاطلاع على وضع الأمة ككل, فالشيخ أحمدُ في دعوته هذه لم يرد لنفسه ومكانته العلمية أن يكون خطابه خطابا قوميا,أو قبليا بل يرى أنه أكبر من ذلك وأن هم الأمة ينبغي أن يعتمل في نفوس العلماء أينما كانوا, وفي أي جهة كانت.
فترقرقت مني دموع حمية= عمن يمزق دين خير أخاير
فجلوت عن بصري وقلت لأنه= مرحومة مانورت ببصائر
يا أمة المختار ما هذا الونى= والنوم عن أمر فظيع ضائر
ياليت شعري هل أرى فيكم فتى= يعلو طلا قوم بسيف باتر
كي تنصروا الدين القويم بنصرة = (- ) أهل الهوى بعساكر
وتداوموا في نصركم لطريقة = دينية تنفي وبال مناكر
فبنصر دين يستحق سعادةً= وكرامة من يعتني بمآثر
ما كان أجدر أن يجد المرأ في = تجديد دين الهاشمي الطاهر
كيف التثبت والقرار بعيد ما= حُلت عرى دين قويم باهر
لاوالذي مد السما فوق االسفا= لم يحل شيء بعد دين داثر
أولم يرد في النص آي عدة= تغري إلى إعزازدين فاخر
إما بنصح حائزلشروطه= أم صارم يفري وتين الكافر
أوهجرة نحو المدينة حافيا= أو راكبا مثل الظليم الضامر
وهي طويلة اكتفيت بهذاالجزء منها وللحديث بقية مع محطة أخرى من محطات هذه (النفاضة).

السوقي الأسدي 01-15-2011 09:24 AM

رد: إنظار المعسر المدين
 
الشكر والتقدير:
بعد أسنى التحيات:<?xml:namespace prefix = o ns = "urn:schemas-microsoft-com:office:office" /><o:p></o:p>

الأستاذ الأديب الأخ أبا عبد الرحمن السوقي الخرجي ـ بارك الله فيك وفي مرورك الأخوي الجليل، ودورك في جمع نصوص تاريخنا الجميل.<o:p></o:p>
فليس أمامي لشكر ما تقوم به إلاّ مقام القائل: <o:p></o:p>
فتى إذا رمته بمدحي***يمنعني العجز والقصور<o:p></o:p>
لا زال في رفعة وعز***ما كررت سجعها الطيور<o:p></o:p>
لما لأياديكم السخية ببذل نوادر التراث، فضلاً عن مشهوره ـ فامض على ذلك السبيل السلسبيل. مكرراالشكر لهذا المرور الذي هو من المنشطات الزكية....<o:p></o:p>
فاحمني بالدعاء الصالح ـ بارك الله فيكم ـ ولقد ذكرتني هذه القصيدة يتيمة الدهر، حقيقة معنى قول الشاعر:<o:p></o:p>
كل علم ليس في القرطاس ضاع***كل سر جاوز الاثنين شاع<o:p></o:p>
فلذلكم قوموا بتدوين تراثكم الطريف والتليد ـ أرباب القلم السوقي البلغاء الكتاب، اللسن النجباء نجابة أولي الأباب...<o:p></o:p>
لتعلموا أن الأجيال تنتظر عطائكم العلمي التاريخي الواعد، لتكافئكم بالشكر الجزيل والدعاء لكم بنيل الرضوان يوم المشاهد.<o:p></o:p>
إن مضى قرنكم كغيركم.<o:p></o:p>
فتقوم بجمع ما تناثر من درر عطائكم لتصوغه صياغة حلي الجوهر، متجاوزة عما يقع دون الكمال على النقص المخرج له وجوه أو وجهان أو وجه أو ما يعتذر له بمعاذير حسان ليغتفر.<o:p></o:p>
وأنا على رأس صريغ غوانيهم العلمية المتميزة كأجدادهم، فينظروا بي نظر المغشي في الأخطاء ليصححوها كي ما يسوغ لهم قبولها قبول من ألجأته المسغبة بما صيد من جرادهم.<o:p></o:p>
وعذري في ذلك بعد اعترافي بجهلي ما بلغ به مشقة عمل يومه، ما يعوقه عن معاودة تهذيب ما في أمسه...<o:p></o:p>
وكثيراً ما أتجاز ما يعد من الخطأ المطبعي، بعد نشر نفح الطيب لكيلا يشغلني عن وردي التاريخي المشغول به يوم معي ـ والله المستعان، وعليه التكلان ولا حول ولا قوة إلاّ بالله العلي العظيم.<o:p></o:p>
وعلى كل حال فلنتيقظ لحقيقة معاني قول القائل الكيس الفطن، الشاعر الفحل اللسن:<o:p></o:p>
ولم أر في عيوب الناس عيباً***كنقص القادرين التمام<o:p></o:p>
فلذا انهضوا نهضة الأبناء البررة، إذ ثقفكم سلفكم آل السوق الأعلام تثقيف أهل العلم المهرة ـ فنشروا:<o:p></o:p>
تاريخ آل السوق المنظوم والمنثور، الغريس الأصول الطيب الفروع الثمير اليانع المنظور.<o:p></o:p>

السوقي الأسدي 01-15-2011 10:12 AM

رد: إنظار المعسر المدين
 
الطود السادس: الشيخ العلامة أحْمَيْدْ بن سِيدِيَآلَمِين السوقي التنغاكلي ـ رحمه الله.<?xml:namespace prefix = o ns = "urn:schemas-microsoft-com:office:office" /><o:p></o:p>
وما أدراك ما الشيخ أحميد، إنه ضرغام من ضراغمة العلوم المؤسس عرينه على علية الطود الشامخ تروى أسود أبناء زمانه بالنسبة له كأسيد.<o:p></o:p>
حدثني ربيعة الرأي شيخي المؤرخ عبد الله ـ حفظه الله ـ الذي أدرك شيئاً من زمانه لقياً ومعاصرة، خاصة أيام كان ضمن أشبال أسود غابات العلوم، قائلاً: إن السيد الأمير مَلُّولي بن لَوِيشْ الشهير المعلوم، أمير منطقة قوسي، وما يتبعها، عرض على هذا الطود العلمي الكبير، أن يترأس فرع الوزارة <o:p></o:p>
الدينية خاصة رئاسة المجلس العلمي والإفتاء...<o:p></o:p>
فلتمس هذا العلم الشيخ العلامة أحميد من السيد الأمير مَلُّولي أحد أمراء قبائل إمغاد المشاهير أن يبقيه كما كان أحد أعلام علماء إمارته الواسعة النفوذ، على أنه حامي حماها أمام أيّ عالم علامة فحل مستعضل جهبيذ...<o:p></o:p>
أقول: ذلك المقام في الحقيقة مقام صعب المرام، إذا أسعرت نيران حروب الأنام، فلا يقوم هذا المقام العزيز إلاّ ضياغمة أسود الأمم، سواء في فرسان الحسام أو فرسان القلم، على نحو قول أحدهم:<o:p></o:p>
وإن تزجراني يا ابن عفان أنزجر***وإن ترعياني أحم عرضاً ممنعا
وهنا يحسن بقلم التاريخ أن يتعرج من غير عرج، وأن يقول بعض ما قيل من الثناء المتواتر الثابت عن الثقات الأثبات العلماء الأعيان لا قول القوم الهم الهمج... <o:p></o:p>
ممهدين بتاريخ مسيرة انتقال آل سوق العلم الكبير، عن سوق واحد علمي كبير إلى بناء أسواق علمية متفرعة في أرجاء صحراء أسياد الصحراء، ليغنوا من تحت سيادة الصحراء الطارقية بأسواق علمية شرعية نظام الشئون الإسلامية كواجب شرعي فرض كفاية المجتمعات، فرأوا أن يكون فرض عليهم ليكونوا ممن يسقط بهم الإثم عن بقية أفراد مجتمعات صحرائهم العزيزة جيلاً جيلاً إلى جيل من أدركناه من نهج الرعيل الكريم، ونسأل الله أن يكون خصلة في عقبهم إلى يوم: ألحقنا بهم ذريتهم...<o:p></o:p>
ابتغاء مرضاتك يا بر يا مجيب دعوة الداعي إذا دعاه...<o:p></o:p>
هذا يقول الدكتور الهادي الدالي:<o:p></o:p>
وقد خربت مدينة السوق في عهد أسكيا الحاج محمد 1493ميلادي.<o:p></o:p>
أي: قبل جودر، ومن ثم انتشر أهلها، فعبد أن كانوا أهل استقرار في مدينتهم ـ السوق ـ أصبحوا رحالاً تنقلوا حتى طاب بهم المقام في (أَزَوادْ) في عهد جودر باشا، وقد أعجب سكان (أَزَوادْ) لعلمهم وتقواهم، فأغدقوا عليهم الأموال.<o:p></o:p>
كتاب: مملكة مالي الإسلامية وعلاقتها مع المغرب وليبيا، ص 112- 114. ط: صنين... <o:p></o:p>
وهنا تنبيه جليل: وهو ما يتمتع به آل سوق العلم الكبير، من رعاية سيادة صحراء أسياد الصحراء من كفالة أرزاق العلماء من قبل سيادات تلك الدول، والأمر كذلك إلى اليوم الذي ظل المجتمع بعد فقده نظام الدول، إلى السلطنات، إلى الإمارات، إلى مجتمعات سياديات مناطقهم يقومون بهذه المسئولية لعلماء المنطقة عامة، وللسوقيين خاصة...<o:p></o:p>
ولإعطاء ذلك دراسة خاصة لموضعه الموروث الجميل ـ بإذن الله الهادي إلى سواء السبيل.<o:p></o:p>
قلت: إن من حسن صنيع آل سوق العلم الكبير، في تشرفهم بحرفة العلم وجعله مهنتهم ـ ابتغاء مرضاة الله تعالى ـ في معاني هذا النقل.<o:p></o:p>
الذي جعل من لم يعرفهم من قبل يؤويهم إلى سيادة دولته، لعلمهم الزخار، وعملهم به عمل العالم التقي الورع البار، الذي ما زال الخلف يتبع سلفه فيه إلى ما أحياه هذا الطود الشيخ العلامة الذي جرني حسن جوابه للسيد الأمير ملولي ليصرفه عن رغبته أن يترأس فرع الوزارة الدينية في إمارته، ليوصله رسالة عالم عامل بعلمه أنني لا أريد به الرئاسة الدنيوية...<o:p></o:p>
فضلاً أن يرغبوا في الرئاسة الدنيوية عن غير طريق العلم، الذي يفر منها نبهاء الأمم التقاة الفطنا في تطليق الدنيا ثلاثاً: واتخذوا صالح الأعمال سفنا<o:p></o:p>
إنه حقاً ما قاله القائل فأحسن القول:<o:p></o:p>
ولو أن أهل العلم صانوه صانهم***ولو أنهم عظموا العلم عظما <o:p></o:p>
هذا وهناك آثار علمية يحتفظ التاريخ بها لأهله إن رجع إليها الدور ليقول الحال قبل لسان المقال: قدني من نصر الخبيبين قدي.<o:p></o:p>
بإذن من بيده ملكوت كل شيء.<o:p></o:p>
وإنما المقصود هنا رسالة ستة قرون، ونحن الآن في السابع حسب التاريخ المذكور في نقل الدكتور الدالي ـ جزاه الله عنا كل خير...<o:p></o:p>
أقول: إن بناء التاريخ الزاهر، والمجد الباذخ الظاهر، ليس من مقدور الأحياء، ما لم يكن عمده أسسها من قبله من أجداد أجداد الآباء.<o:p></o:p>
إذ كل حيّ هو تاريخ من بعده، وأن تاريخه هو تاريخ من قبله من أبيه وجد جده.<o:p></o:p>
وما أحسن قول القائل:<o:p></o:p>
لن تبلغ الفرع الذي رمته***إلاّ ببحث منك عن أسه<o:p></o:p>
فالتاريخ بنوعيه المنبوذ المشئوم، والممجد المرقوم، كلاهما كظل شجرة ثابتة الأصول طيبة الثمار، أو شجرة خبيثة لا لظلها ظل ولا قرار.<o:p></o:p>
شتان ما بين المنتمين إلى أحد الفريقين، كما قال القائل:<o:p></o:p>
ترجو لحاقهم وأنت مقيد***قد أخرتك عن المنى الأقدار<o:p></o:p>
هذا وكل فرع يستظل بظل شجرته التاريخية، فيما هو من مجد عطاء الأجداد أصول العصور السخية..<o:p></o:p>
وما أضافه هو أو بناه من غير أس أصيل العروق، فهو من بيت مال التاريخ المشترك الحقوق.<o:p></o:p>
لأنه كميراث إرث الغني اللقيط، لا من عرف له جهة ترثه كقائل: هب أن أبانا حجر في البحر اليم المحيط. <o:p></o:p>
ونحن سنرد على مورد سعادة الدكتور محمود زبير ـ حفظه الله ـ لنبل اليوابس من مجاري الريق، ب قطرات سلسبيل مسيال نهر معارفه الرحيق.<o:p></o:p>
قائلاً:<o:p></o:p>
**- الشيخ العلامة أحْمَيْدْ بن سيدي آلمين السوقي التنغاكلي ـ رحمه الله تعالى.<o:p></o:p>
هو من شيوخ الشيخ زين الدين السوقي التنغاكلي ـ رحمه الله تعالى.<o:p></o:p>
قلت: هذا الطود سنظل نسرح مناعم النظر بأفانين ودقه، إلى أن يصل بنا المرعى مواطنه الربيعة المسماة: ((مسارح الصيد
في قيد ما أطلق من سيرة العلم الشهير الشيخ العلامة أحميد)).<o:p></o:p>
مع أحد شيوخي المؤرخين، في تاريخ المنطقة وأعيانها السادة وأهل العلم الذين منهم آل سوق العلوم الكبير، الذين كأنهم المقول عنهم: <o:p></o:p>
يا طالبا لهم وليس يراهم***حجبتك ويحك عنـــــــهم الأوزار<o:p></o:p>
لو كنت تعرف قدر ما أجنيته***لجرت أخي من جفنك الأنهار.<o:p></o:p>
كما قيل قديماً عن أدعياء المجد المجهول، المتعطشين لشرب ماء السراب شرب الهيم فضلاً عن الماء العكر بغثاء السيول، المصور في الأبيات السابقة المنقولة من كتاب: زهرة الكمام...<o:p></o:p>
لسراج الدين عمر بن إبراهيم أحد أعيان الأعلام.

السوقي الأسدي 01-17-2011 12:44 PM

رد: إنظار المعسر المدين
 
طلاب شيخنا الشيخ زين الدين ـ رحمه الله: النجوم الزواهر:<?xml:namespace prefix = o ns = "urn:schemas-microsoft-com:office:office" /><o:p></o:p>
ومن اللطائف الحسان فضلاً من الله الكريم البر ـ سبحانه وهو شديد المحال، أن كنت أمس القريب بتسيير من ربي أتتبع بغنيماتي شعوف الجبال.<o:p></o:p>
وأنا اليوم أسرح في ضواحيها المرعى، كحقيقة تقال، فأقولها: إن الكلام ذو شجون. خاصة إذا تعلق بنقلة العلوم والفنون طلاب العلم الكبار، الذين سبقونا إلى موارد البحر الماد الزخار.<o:p></o:p>
لينهلوا من معينه المدرار، ما بين مجرور بإرادة قوية تسوقه من موطنه في رحلة بقدر إلى ساحل هذا البحر ليظفر بالدرر العلمية المقعدة الحسان النضار.<o:p></o:p>
وما بين من ينعم صباح مساء بنيل تلك الدرر من مكانه الكريم فيكون بهذا البحر أسعد جار.<o:p></o:p>
على أن من سبق ذكره العطر في مواطن غير زواهر هذه الترجمة فلا يعد لتتوزع تلك النجوم في أبراج نيرة مختلفة، على نظام جميل كوكبي المطالع المؤتلفة. <o:p></o:p>
غير أن ما قيل: لكل قاعدة استثناءات. كعموم مخصوص، أمر لا تخلو منه كثير من النصوص. <o:p></o:p>
لذا فإننا لا يغنينا ما تقدم من ذكر النجم الزاهر، دون استصحاب النظر لمجرى برجه الجلي جلاء الظاهر ـ ذلكم سعادة الدكتور محمود بن عبد الرحمن بن الزبير القابري ـ حفظه الله ـ هذا الطالب، الذي يتحفنا بهذه الترجمة المستبرقة الذيول الديباجية بذكر أقرانه زملائه الأعيان الذين كانوا وقتئذ يتنافسون في أخذ العلم الغزير عند من نال منه الحظ الوافر أسنى المطالب...<o:p></o:p>
على أني ارتأيت لترائي أشعة جواهرها الكريمة، ترتيب أبراجها حسب استمداد كل نجم عدة أشعة مشبعة من أضواء هذا البدر...<o:p></o:p>
كما أني أورد ذكر أيّ نجم في مسرده ـ حسب ما مدني به قاموسه التاريخي المحيط ـ حفظه الله.<o:p></o:p>
فلذا نتطلع من أرباب قلم المعرفة، أن يتحفونا نحن والأجيال بمزيد من تعريف متين لأيّ نجم تعريفاً يهتدى بمثله على نهج تعريف من ثقفه الأوائل الكرام المهتدون.<o:p></o:p>
المعين ذلك التعريف إلى أدرك أدق ما ينزع من المعاني الجميلة الجليلة من قول الباري جلّ في علاه: وبالنجم هم يهتدون. <o:p></o:p>
وأما أنا كأخ لهم من أبيهم: لن أبرح الأرض، حتى أبر بهم ـ بإذن الله ـ ولو بعد حين ما دمت أميز بين النفل والفرض. <o:p></o:p>
كما أني ليزال بي البحث ـ بإذن الله ـ عن إخوتهم الكرام النجوم ممن أتى بعدهم وهلم جرَ، إلى عهد من مدني مجرى كوكبهم الجميل الفلك بمعرفة أسمائهم وقبائلهم ومواطنهم بل والانضمام إلى مودة صدق أخوتهم باللقي والمعاصرة...<o:p></o:p>
وهؤلاء هم من أواخر النجوم الزواهر الطالعين، وهم الذين خرز بهم سمطهم الجميل، في: مرآة المقتدين.... <o:p></o:p>
**- النجم الزاهر: الشيخ الفاضل العلم الشهير عمران بن يوسف السوقي التنغاكلي ـ رحمه الله تعالى.<o:p></o:p>
قرأ عليه الآجرومية، والخلاصة، وغيرهما من متون العلم.<o:p></o:p>
قلت: وسيأتي ـ إن شاء الله ـ مزيد من نفح طيبه الفواح، تحت عنوان: <o:p></o:p>

تشييد العُمران بما في صحيفة الشيخ العلامة عمران<o:p></o:p>

**- النجم الزاهر: الشيخ الفاضل سعادة الدكتور محمود بن عبد الرحمن بن الزبير القابري ـ حفظه الله.<o:p></o:p>
قرأ عليه مبادئ النحو، والخلاصة، وشرح ابن عقيل، والكافية. <o:p></o:p>
**- النجم الزاهر: الشيخ الفاضل أَلْياضًُ .. السوقي الجلالي.<o:p></o:p>
قرأ عليه الآجرومية، والخلاصة، وغيرهما، مما أعاد قراءته عليه مما قرأه من قبل.<o:p></o:p>
**- النجم الزاهر: الشيخ الفاضل الثابت بن حَبْحا السوقي من قبيلة:(إسَمِّضَوَنْ)<o:p></o:p>
بل هذا النجم هو رئيسهم وقتئذ ـ رحمه الله.<o:p></o:p>
قرأ عليه الخلاصة، والشافية، وسعد الدين. <o:p></o:p>
**- النجم الزاهر: الشيخ الفاضل المحمود ابن العلم الشهير إفَنْفَنْ الأدرعي السوقي من قبيلة: إقَدَشْ ـ رحمه الله.<o:p></o:p>
قرأ عليه الخلاصة.<o:p></o:p>
**- النجم الزاهر: الشيخ الفاضل يحيى بن وامُّدَّتْ الأنصاري السوقي من قبيلة: كل تَكَرَنَّت ـ رحمه الله. <o:p></o:p>
قرأ عليه الآجرومية، والخلاصة.<o:p></o:p>
وهنا يغلبني سلطان عزوف القلم إلى تطريز ديباجة الذيل، في معرض الاقتداء بالأسوة الحسنة: ألا ترون أني أوفي الكيل...<o:p></o:p>

السوقي الأسدي 01-19-2011 12:19 PM

رد: إنظار المعسر المدين
 
الصلة:<?xml:namespace prefix = o ns = "urn:schemas-microsoft-com:office:office" /><o:p></o:p>
تذكرت والذكرى تثير لذي النوى***هموماً وفي الذكرى تهب صَبا الهوى<o:p></o:p>
قلت: ولم أر لكل ذي الذكرى الجليلة من الاستعانة على ألمها من أذكار الصباح والمسا، وإلاّ كاد إن نودي أو أكلم أن لا يعقل معاني الخطاب فيظل أخرسا.<o:p></o:p>
أخي القارئ الكريم: إن تاريخ آل سوق العلم الكبير، تاريخ جليل الصرح العلمي شامخ أنير، تعاقب على بناء مجده الزاهر، رجال كبار في التاريخ قرناً بعد قرن سجلات روائع العطاء العلمي الرصين المتين الباذخ الظاهر.<o:p></o:p>
فكان من ذلك العطاء السخي ما يبذله أبناء آل السوق في سبيل أخذ العلم حسب أسس متينة جيلاً جيلاً إلى جيل النجوم الزواهر ـ ونرجو أن يبقى ذلك خصلة في بناة مجد سوق العلم الكبير، إلى يوم يرث الله الأرض ومن عليها ـ وهو على كل شيء قدير.<o:p></o:p>
ومن روائع تاريخ آل السوق ـ كل أسوك ـ ما أولوه من الاهتمام البالغ بالرحلات العلمية خاصة بين قبائلهم لما لها من التمكن العلمي المقر به من يعرفهم من القاصي والداني في العلم...<o:p></o:p>
وهم في ذلك على آداب جمة مع أهل العلم، خاصة من يقصدون عندهم أخذ العلم من التأسيس إلى التبحر والتفنن...<o:p></o:p>
حتى كأنهم المصور حالهم في قول القائل:<o:p></o:p>
اشدد إلى العلم رحلاً فهي راحلة***وصل إلى العلم في الآفاق أسفارا<o:p></o:p>
حتى تزور رجالاً في رحالــــــهم***فضلا فأكرم بأهل العـــــلم زوارا<o:p></o:p>
والطف بمن أنت منه العلم مقتبس***جدد له كل يوم مـــــــنك إبرارا<o:p></o:p>
ومن فرائد روائع تلك الرحلات العلمية، أن قبائل السوقيين خاصة فيما مضى تتمتع بكبار العلماء في كل فن بحور، ما لو أراد أرباب تلك الرحلات ـ بعد مشيئة الله النافذة ـ لم ينشئوها لوجود من يغنيهم ـ من علماء قبائلهم ـ إغناء إرواء الغليل. <o:p></o:p>
علماء فطاحلة أعلام أرباب المقام العلمي الجليل، كأنهم المعنيون في قول من أحسن حين قال: بحور زاخرة ***لن يبلغ الكادح فيها آخرة.<o:p></o:p>
فبمثل بحر علمي من تلك البحور استغنى من بقي في سواحلهم ممن أصبح بعد من فطاحلة العلم ولم يرحل عن قبيلته يوماً من الأيام طلباً للعلم في غيرها.<o:p></o:p>
هذا تنبيه ظريف لطيف، وألطف منه ما تتمتع به بعض قبائل السوقيين في العلوم ما أقر به عليه بعد عطاء نتيجة الدراسات التحصيلية.<o:p></o:p>
ومنها هذه القبيلة الميمونة المناقب، السنية المراتب، التي جعلت زمر طلاب العلم من شتى القبائل تتنافس في الرحلات إليها ـ فضلاً من الله والله ذو الفضل العظيم.<o:p></o:p>
وصدق الله إذ يقول: تلك الرسل فضلنا بعضهم...<o:p></o:p>
فما بال من يجنح في أن يساوي فضل الجمهور بفضل بعضهم.<o:p></o:p>
فالأفضلية بخصوصياتها سنة أزلية، وذكرها سنة أيضاً أزلية...<o:p></o:p>
فليسع الجميع ما وسع الأوائل والأواخر، ففضل زيد على عمرو ليس معناه إلغاء فضائل عمرو الخوافي والظواهر.<o:p></o:p>
ولقد جرى التفضيل بين خيرة الخلق بعد الأنبياء والرسل، وهم الصحابة، كفضل الصديق على الفاروق، والفاروق على ذي النورين، وذو النورين على أبي تراب ـ رضي الله عنهم وعن بقية الصحابة الكرام.<o:p></o:p>
ولقد بلغ ذكر ذلك التفضيل مبلغ العقائد.<o:p></o:p>
وكل أمة لا يمكن بحال من الأحوال أن تتساوى في الفضل ولا في غيره، وإن ما لبعضهم من الفضل الجليل الجلي، هو فضلها إذا اقترنت بغيرها في العلو بعلي. <o:p></o:p>
فتفاخر بمفاخر مآثرها من جهة الأم أو الأب، أو بهما جميعاً على نحو قول من قال: أمهتي خندف والياس أبي.<o:p></o:p>
فترك ذكر أي خصلة حميدة لمراعاة عاطفية في معرض المفاخر، ظلم تاريخي وخيانة اجتماعية وجور فيه كبير ظاهر...<o:p></o:p>
وقد يظن الظان أنه إن أغفل ذكر ما لليمين من الفضائل، سيسلم له ذكر الشمال ذكر جمع السالم في معرض الشمائل.
وربما رام المغلوب في أمره أن يتجاهل حقائق من تلقاء نفسه، فإذا تجاوز الأمر نفسه إلى عالم المعرفة ندم ندامة الكسعي، القائل:<o:p></o:p>
ندمت ندامة لو أن نفسي***تطاوعني لقطعت خـــــمسي<o:p></o:p>
تبين لي سفاه الرأي مني***لعمر أبيك حين كسرت قوسي<o:p></o:p>
هب أخي القارئ الكريم: أنك تركت أهم مناقب أفراد قومك إرضاءً لمن لم ينلها...<o:p></o:p>
ثم لما نزلت من المنبر المفاخر ارتقاه منافسك فذكر أجل ما يعلمه عن قومه وعن خصائص أفراد قومه، فقضى السامع لبيباً كان أو غير لبيب بالفضل والمجد لمن أتى بزيادة يفضل بمثلها، فمن جنا على نفسه تلك الجناية النكراء؟؟؟. <o:p></o:p>
لذا فكل أمة في خطأ تاريخي جسيم، إن لم تنظر في نفسها نظر الشخص في جسده السليم، المقر أن منه الشمال ومنه يمينه الكريم، إضافة إلى تفاوت أعضاء جسده في أهميتها ودورها الطبيعي خلقة، وينظر فيها معتبراً أن مجموعها هو كمال نفسه رتقاً، لا كماله عضواً عضواً فتقاً...<o:p></o:p>
فالأمة بدينها الحنيف ديناً قيما، كالجسد الواحد، وكذلك تكون في الخصال الحميدة...<o:p></o:p>
فمفاخر أفراد جماهير الأمم هي مفاخر تلك الأمم، لا أن كل أمة مفاخر كلها عن بكرة أبيها...<o:p></o:p>
فالمفاخر هي ذكر مآثر من رزقها من الشعوب، وقبائل، وبيوتات عن طريق أفرادها الواقعة منهم...
لذا فليكشف كل واحد جيلا جيلا بكتابة موثقة يكشف بها النقاب عن أعلام صحرائنا العلماء وغيرهم من السادة، فنحن جميعاً أبناؤهم فلكن بهم بارين بذكر ما للفرد، والقبيلة والشعب والأمة من المناقب الجليلة ومزايا المآثر، ولنتغن بمجد الجميع على نحو قول القائل: <o:p></o:p>
نحن بني أم البنين الأربعة***ونحن خير عامر بن صعصعة<o:p></o:p>
ومن عزوف المعزوف، نرجع إلى بيان نوع من أنواع الفروق بين الصفة والموصوف.<o:p></o:p>
بعود حميد إلى رحاب سعادة الدكتور محمود زبير ـ حفظه الله ـ لنصل به إلى علم الفلك عبر تعريفة بزواهر من نجومه، قائلاً: <o:p></o:p>
**- النجم الزاهر: الشيخ الفاضل أحمدْ محمدْ ابن العلم الشهير بُوجَلْ السوقي التنغاكلي ـ رحمه الله تعالى.<o:p></o:p>
قرأ عليه الآجرومية، والخلاصة.<o:p></o:p>
**- النجم الزاهر: الشيخ الفاضل آلاّ بن محمد أحمد ـ مرة ـ بن مفلح بن حماس السوقي التنغاكلي ـ رحمه الله تعالى.<o:p></o:p>
قرأ عليه الآجرومية، والخلاصة.<o:p></o:p>
**- النجم الزاهر: الشيخ الفاضل البشير بن الكرماني الإدريسي السوقي الجلالي.<o:p></o:p>
قرأ عليه الآجرومية، والخلاصة.<o:p></o:p>
**- النجم الزاهر: الشيخ الفاضل إمَنْمَنْ بن أسامة الإدريسي التبورقي.<o:p></o:p>
قرأ عليه الآجرومية، والخلاصة.<o:p></o:p>
**- النجم الزاهر: الشيخ الفاضل آحمد بن أحمدُ السوقي من أهل بنكلاري.<o:p></o:p>
قرأ عليه الآجرومية، وملحة الإعراب، وربعين من الخلاصة. <o:p></o:p>
**- النجم الزاهر: الشيخ الفاضل محمد ـ آمّا ـ بن حسان ـ الإدريسي السوقي المرسي ـ رحمه الله. <o:p></o:p>
قرأ عليه الآجرومية، والربع الأول من الخلاصة.<o:p></o:p>
**- النجم الزاهر: الشيخ الفاضل ربيعة الرأي شيخي المؤرخ عبد الله بن محمد آحمد ـ إنْتَمَلْمُولي ـ الإدريسي السوقي المرسي ـ حفظه الله. <o:p></o:p>
وهنا يقف بنا قلم التاريخ، خاصة فيما تفضل به علينا سعادة الدكتور محمود زبير ـ حفظه الله ـ على وجه العموم والخصوص، على أمل في لقاء آخر كريم مع سعادته ـ جزاه الله عنا كل خير في الدارين.<o:p></o:p>
اللهم تقبل منا صالح أعمالنا، واجعلها خير ذخر لنا يوم: وأن ليس للإنسان إلاّ ما سعى. <o:p></o:p>

قاله وكتبه الراجي عفو ربه ورضاه، الغني عمن سواه<o:p></o:p>


يحي بن إبراهيم السوقي<o:p></o:p>


بتاريخ 15/2/1432هـ<o:p></o:p>

السوقي 07-17-2011 01:26 PM

رد: إنظار المعسر المدين
 
ومن هذا البيت الفاضل جماعة كل نانا القاطنة في منطقة هومبري المجاورين لكل بورم الحمر الشيخ / نانا إبن حادي إبن واس إجمك إبن حمساء إبن الصديق التنغاكلي والإسم القديم للقبيلة قبل تسميتهم بتنغاكل ( إبوضوضا ) حسب ما أفادني به أحد أفراد هذه القبيلة .

السوقي الأسدي 09-14-2011 09:11 AM

رد: إنظار المعسر المدين
 
الشكر والتقدير:<?xml:namespace prefix = o ns = "urn:schemas-microsoft-com:office:office" /><o:p></o:p>
بعد أسنى التحيات:<o:p></o:p>
الأستاذ الفاضل مدير منتديات مدينة السوق ـ أبو عبد الله ـ بارك الله فيك وفي مرورك الجليل الفائدة <o:p></o:p>
الأستاذ الفاضل أنت غمزت قناة يستقيم لك ـ بإذن الله ـ كعوبها إذا بلغ غمزها سلطان النقل، تحت عنوان:<o:p></o:p>
نشر رياحين العهد المبرم على حسن جلالة مناقب ومآثر القبيلة السوقية ـ كل بُورَمْ.<o:p></o:p>
هذا وصدق الله إذ يقول، وقوله الحق: ولا ينبئك مثل خبير.<o:p></o:p>


الساعة الآن 03:34 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir

Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

HêĽм √ 3.2 OPS BY: ! ωαнαм ! © 2010